محافظ أسيوط في حوار مع "الفجر": أحلم بتحقيق الاكتفاء الذاتي ونهتم بالحرف اليدوية والمبادرات الرئاسية أعادت الحياة لقرى المحافظة
100 يومًا عمل قضاها اللواء هشام ابوالنصر محافظ أسيوط منذ توليه رأس السلطة التنفيذية بمحافظة هي الأهم والأكثر شهرة بين محافظات صعيد مصر حتى لقبت بعروس الصعيد
100 يوما قضاها محافظ أسيوط جوالات ميدانية على كل شبر في المحافظة وبين 5 مليون مواطن هم تعداد سكان المحافظة للتعرف على متطلباتهم ومشكلاتهم وتحركات كثيفة لرفع مستوى الخدمات المقدمة من كافة الوحدات المحلية والمديريات الخدمية ووضع يده على أهم الملفات علي أجندته
100 يوم انتظرتها "الفجر " لإجراء هذا الحوار للتعرف على تلك الملفات ومدى جاهزيتة المحافظة للتعامل معها وإليكم نص الحوار:
بداية أود أن أرحب بكم.. شاهدنا قيامكم بعدد غير مسبوق من الجولات الميدانية والاجتماعات واللقاءات المكثفة خلال فترة زمنية لم تتجاوز المائة يوم لتوليكم المسئولية.. فكيف تحقق ذلك؟
أهلا بحضرتك وبجريدة الفجر في محافظة أسيوط واشكركم على حرصكم لإجراء هذا الحوار، وأود أن أبدأ من حيث ما انتهيت كيف تحقق ذلك! تحقق ذلك بالتوفيق من عند الله فعندما تتوفر العزيمة المخلصة التي يحكمها حب الوطن والايمان بالقيادة السياسية التي نقتضي بها، فالرئيس عبدالفتاح السيسي علم الجميع كيف يكون حب الوطن والقتال وبذل العطاء من أجل رفعته، فمصرنا الحبيبة وشعبها يستحقون منا الكثير والكثير فتلك هي دوافعنا، وبالتأكيد تتابعون ما نقوم به على مدار اليوم وبفضل الله وخلال فترة زمنية قصيرة منذ أن تم تشريفي وتكليفي من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتقلدي مسئولية محافظة أسيوط، وأنا لا ادخر جهدًا في تطبيق منظومة عمل تليق بالمواطن الاسيوطي، وهنا نذهب إلى أهم أسس النجاح في العمل وهي المتابعة المستمرة، فأنا في مفهومي أن المتابعة ليست هي فقط متابعة ما يجري على الورق وإنما ما يجري على أرض الواقع وهذا لن يحدث ويتحقق إلا من خلال الجولات اليومية المستمرة في كل شبر بالمحافظة، والمتابعة الجيدة لنبض الشارع، لذا أتابع بنفسي كافة المشروعات والخدمات بقرى ومراكز المحافظة لمعرفة أوجه القصور والعمل فورًا على إيجاد الحلول لها.
ولذلك أحرص دائمًا على لقاء المواطنين، سواء ميدانيًا خلال الجولات والزيارات الميدانية المفاجئة، أو بالديوان العام من خلال اللقاءات الجماهيرية والندوات والاجتماعات وذلك للاستماع إلى احتياجاتهم وطلباتهم وشكواهم، والتى هى محل دراسة ونعمل على الدوام لإيجاد حلول عاجلة لها، وذلك بالإضافة إلى متابعة الخدمات والمرافق والمشروعات بمختلف قرى ومراكز المحافظة، فضلًا عن متابعة تقارير لجان المتابعة والتفتيش والأجهزة الرقابية، لمعرفة أوجه القصور وإيجاد الحلول العاجلة لها، وتقويم المخطىء أولا ثم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع.
ما هي أهم الملفات التي تتصدر أجندتكم حاليًا.. وهل تؤمنون بضرورة فتح جميع الملفات في وقت واحد؟
ليست المسألة أنني أؤمن بفتح جميع الملفات أو لا.. المسألة تتعلق بأن كافة الملفات مهمة، فليس لدينا ملف مهم وآخر غير مهم ويمكن تأجيله، لذلك من المهم العمل على كافة الملفات، لأنها تستهدف تحقيق رضاء المواطن، وبالتالي ومن هذا المنطلق، أنا أعمل فى كافة القطاعات وفي آن واحد بالتعاون والتنسيق مع كافة القطاعات وشركاء التنمية لإيجاد حلول عاجلة لتطوير تلك القطاعات وتعظيم الإستفادة من موارد المحافظة وإمكاناتها المادية والبشرية.
ولا أنكر أن هناك ملفات تستحوذ على أهمية مطلقة ولا يعني ذلك تجاهل الملفات الأخرى، فأول ما يشغلنى حاليًا هو النهوض بقطاعي الصحة والتعليم وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين ودعم تلك القطاعات، وأبرزها بالقطع دعم قطاع الصحة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية لسد احتياجات المستشفيات والوحدات الصحية والتأمين الصحي بالمحافظة.
كما أن هناك ملفات أخرى مهمة جدًا بالنسبة لنا، ويجري تنفيذها في الوقت الحالي وقطعنا فيها شوطًا كبيرًا مثل ملف تطوير مشروعات الثروة الحيوانية بالمحافظة والحدائق والمراسي النيلية وكورنيش النيل لتعظيم الإستفادة من تلك الأصول لتنمية الموارد الذاتية بالمحافظة واستكمال مشروعات التنمية فضلًا عن تعظيم الإستفادة من سيارات ومعدات الحملات المكيانيكية بالمراكز والأحياء وإصلاح جميع المعطل منها بمركز الصيانة التابع للمحافظة فضلًا عن تنفيذ جراج مركزي يضم كافة سيارات ومعدات الحملات الميكانيكية التابعة للمراكز والأحياء ومعدات وحدة الإنقاذ والتدخل السريع التابعة للمحافظة بحيث تكون كل المعدات والمركبات في مكان واحد مركزي وتقسيمها يكون نوعيًا حسب نوع المعدات سواء لوادر أو أوناش وحفارات أوقلابات وسيارات كنس آلي وشفط الأتربة وغيرها من المعدات التابعة للمحافظة.
ما هي خطة المحافظة لتشجيع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر واستثمار مهارات أصحاب الحرف؟
أنا أؤمن إيمانًا كاملًا بأن المشروعات الصغيرة مستهدفاتها كبيرة، ونسعى من خلالها تحقيق التنمية الحقيقية داخل المحافظة، وهو اتجاه نعمل عليه ونشجعه ونسعى لدعمه بكل السبل، ولها أهداف كثيرة ولعل أهمها تغيير التفكير النمطي والتقليدي بفكرة الوظيفة والاستكانة بجانبها، وهذا التغيير مهم في ظل هذا العصر المتسارع في كل شيء، وبالتالي بات ضروريًا فتح العديد من المشروعات بأنماطها المختلفة، وفتح آفاق العمل للشباب والحرفيين، وهناك تجارب دولية كثيرة أثبتت أن هذه المشروعات سببًا في تقدم عدد من الدول.
ولذلك بدأنا خطوات عملية في هذا الموضوع، وهناك خطوات جادة وحقيقية لفتح سبل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ومساعدة شباب المحافظة، وفى سبيل تحقيق ذلك قمنا، بتوقيع بروتوكول تعاون بين المحافظة وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر في إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وقعنا خلالها 5 عقود بين الجهاز وبعض الجميعات الأهلية بالمحافظة للتدريب على ريادة الأعمال وتيسير حصول المتدربين على فرص للعمل، بالتنسيق مع الشركات الخاصة بالمحافظة أو تأهيلهم لإقامة مشروعات صغيرة أو متناهية الصغر وتأهيلهم للمشاركة في تنفيذ مشروعات للحفاظ على البيئة وتشغيل الفتيات في مجال العناية بالصحة الإنجابية، مما يتيح نحو 60 ألف يومية تشغيل للعمالة غير المنتظمة بالمحافظة، بالإضافة إلى تدريب نحو 125 من الفتيات على المهارات الفنية واليدوية وإنتاج السجاد والكليم اليدوي وإتاحة فرص تشغيل ذاتى لهم من خلال الجمعية المصرية لمصادر التعليم.
وهنا أود الإشارة أيضًا إلى أننا قمنا بتفعيل القرية المنتجة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتنمية الحرف اليدوية والتراثية وتدريب الشباب على الإنتاج وتنمية المشروعات الصغيرة وتسويقها من خلال المعارض المؤقتة والدائمة.
ما هو نصيب المحافظة من مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير الريف المصري؟.. وما هي عدد القرى المستفيدة في المحافظة؟
المشروع القومي "حياة كريمة" أعاد الحياة لمراكز وقرى محافظات مصر والتى يأتي من بينها محافظة أسيوط فالمبادرة الرئاسية حياة كريمة أحدثت تغييرًا شموليًا في كافة الخدمات والبنية التحتية التي يستفيد منها المواطنون، خاصة وأنه كان هناك غيابا شاملًا للخدمات، عانت منه المحافظات لسنوات وعقود طويلة، ولذلك تنفيذ مشروعات حياة كريمة كان أمرًا هامًا لكافة المواطنين، ومحافظة أسيوط أوشكت على الإنتهاء من تسليم كافة مشروعات المرحلة الأولى من المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة".
فدعني أوضح لك أن هذا المشروع القومي يستهدف في مرحلته الأولى 7 مراكز بإجمالي 149 قرية و894 تابعًا، حيث تم ويجري تنفيذ مشروعات بإجمالي 2000 مشروع بتكلفة إجمالية 44 مليار جنيه حتى الآن، ويتولى جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية بعدد 4 مراكز هي "ساحل سليم وأبوتيج وأبنوب والفتح" ويتولى جهاز تعمير الوادى الجديد تنفيذ المشروعات بمركزى "منفلوط وديروط"، كما يتولى جهاز تعمير جنوب الصعيد تنفيذ المشروعات بمركز صدفا، والتي تتضمن تطوير شامل للبنية الأساسية والخدمات الإجتماعية والأوضاع الاقتصادية، فضلًا عن تحسين أوضاع الفئات الأولي بالرعاية بتلك القرى والنجوع، كما جارٍ العمل على البدء فى تنفيذ مشروعات المرحلة الثانية للمبادرة بقرى مركزي أسيوط والقوصية.
ماذا عن برنامج التنمية المحلية في صعيد مصر.. وما هي أبرز المشروعات الجارية في أسيوط وفقًا لهذا البرنامج الهام؟
هناك 7 مشروعات يقوم برنامج التنمية المحلية في صعيد مصر بالعمل على تنفيذها بهدف تطوير الخدمات للمواطنين بالمراكز والأحياء في كافة القطاعات الخدمية، وتعزيز التنمية الشاملة والمتكاملة بالصعيد وخلق فرص عمل محلية ومستدامة ودعم التنافسية، وكذلك تنمية الإقتصاد المحلي وتحسين جودة الخدمات المحلية وتطوير مجالات ونظم الإدارة المحلية.
من بين هذه المشروعات، إنشاء سوق حضري للخضار والفاكهة بقرية الكوم الأحمر بمركز البداري الجاري تنفيذه على مساحة 20 ألف متر بتكلفة 95 مليون جنيه، بالإضافة إلى إنشاء عدد من الأسواق الحضارية يضم أقساما للخضار والفاكهة التي تتميز بها بعض المراكز مثل محاصيل الرمان والموالح والخضراوات، وكذلك إنشاء سوق ومجمع تجاري وإداري بمنطقة التمليك القبلي بمدينة الأربعين بحي غرب، وسوق عمومي للخضار والفاكهة بمركز ومدينة البداري على مساحة 5 أفدنة.
كما تشمل هذه المشروعات تطوير ورفع كفاءة منطقة مواقف نزلة عبداللاه بحي شرق مدينة أسيوط، وإحلال وتجديد موقف سيارات مدينة الغنايم (الغنايم/أسيوط) على مساحة 1000 متر، وإنشاء سوق حضري للباعة الجائلين بمدينة أبنوب على مساحة 550 متر، وتطوير ورفع كفاءة الحارات والشوارع الضيقة بمنطقة الشيخة نفيسة وشارع نادي غرب البلد بحي غرب، وإنشاء سوق ماشية بقرية الزرابي بمركز أبوتيج، وما هو مهم أيضًا تطوير التكتلات الاقتصادية "الرمان والنباتات الطبية العطرية" إضافة إلى عمل دراسة جدوى لإنشاء مجمع صناعات زراعية بالبداري وجاري ترفيقه من الخطة الاستثمارية بمبلغ 100 مليون جنيه إضافة إلى تدعيم المراكز التكنولوجية بالمراكز والأحياء بمعدات وأجهزة حديثة.
حدثنا عن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" وأنشطتها في المحافظة؟
المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" والتي أطلقها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تأتي استكمالًا لسلسلة من المبادرات التي تمثل نقطة فارقة ومضيئة داخل المجتمع المصري، وبخاصة بالنظر لأهمية مبادرة بداية التي تستهدف إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصري على كافة المستويات "صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا"، وتوطين مفهوم العدالة الإجتماعية من خلال تبني سياسات متكاملة، هادفة لرفع العبء عن كاهل المواطنين وتقديم الدعم لجميع الفئات داخل المجتمع، وتحسين جودة الحياة، في سبيل تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل، إيمانًا بأن التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا يمكن الوصول إليها دون إحداث تنمية بشرية حقيقة على مختلف المحاور والاتجاهات.
لذلك ومن هذا المنطلق، تقوم المحافظة بالعديد من الأنشطة والفعاليات بالتنسيق مع كافة المديريات الخدمية والهيئات والشركات ومنظمات المجتمع المدني ضمن مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى» لتحقيق مستهدفات المبادرة، بحيث يشعر المواطن بالمردود الإيجابي خلال فترة وجيزة.
ماذا عن المنظومة الصحية بالمحافظة ؟
في الحقيقة.. محافظة أسيوط تشهد تطورًا كبيرًا في الإهتمام بالقطاع الصحي والنهوض به، حيث يجري إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية للمستشفيات على مستوى مراكز المحافظة، وجارٍ تطوير عدد 5 مستشفيات مركزية على مستوى المحافظة لتحويلها لمستشفيات نموذجية للارتقاء بالمنظومة الصحية وتقديم الرعاية الطبية المتميزة للمرضى دون أعباء مالية إضافية استعدادًا لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.
بالإضافة إلى ما ذكرته، نعمل جاهدين على جذب الأطباء للعمل بالمحافظة من خلال تقديم حوافز تشجيعية لهم للنهوض بالمنظومة الصحية ككل تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي وجهود الدولة لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وذلك ضمن أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
لاحظنا اهتمام سيادتكم بالمرورعلى المستشفيات والمنشآت الطبية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لها؟
دعني أؤكد لك شدة حرصي على هذا الأمر نظرًا لأهميته وضرورة المتابعة المستمرة له، ولذلك أقوم بشكل شبه يومي بالمرور على المستشفيات في أوقات مختلفة وبصورة مفاجئة للاطمئنان على توافر الخدمات الصحية المتميزة للمرضى والمترددين على المستشفيات بطريقة لائقة وبجودة عالية، فضلًا عن متابعة انتظام سير العمل وتواجد كافة الأطقم الطبية والتمريضية المعاونة ومتابعة توافر الأدوية والمستلزمات الطبية وتوفر كافة أوجة الدعم للمستشفيات الحكومية التي تخدم قطاع عريض من المواطنين.
ومن أهم الأمور التي نحرص عليها، خلال الجولات، هي رصد أي نقص في الأدوية أو المستلزمات الطبية في بعض المستشفيات، والتي نقوم فورًا بتوفير شحنات من الأدوية والمستلزمات الطبية عن طريق المشاركة المجتمعية ويتم تسليمها لمديرية الصحة والتأمين الصحى بالمحافظة لتوزيعها على المستشفيات لتلبية احتياجات المواطنين ولسد العجز في بعض الأدوية ومواجهة الطلب المتزايد على الأدوية والتي تتضمن "أدوية القلب والأنسولين وأدوية الضغط والسكر والمحاليل الطبية وأدوية الحساسية وأدوية المناعة بالإضافة إلى المستلزمات الطبية".
ماذا عن تشغيل مجمع حرف الشامية المتوقف منذ فترة زمنية طويلة وقمتم سيادتكم بتشغيله؟
هناك توجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالاهتمام بالحرف اليدوية التراثية التقليدية، نظرًا لما تتميز به مصر من إرث حضاري كبير، وتميز فريد، في هذا المجال، مع مراعاة جانب التسويق لهذه المنتجات بهدف تعزيز الإقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل وتعظيم الإستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية.
وقمنا، وفق هذه التوجيهات، بتشغيل مجمع الحرف اليدوية بقرية الشامية بمركز ساحل سليم بعد أن كان متوقفا عن العمل منذ أعوام بعد إنشائه، وتم تدعيمه بماكينات خياطة وتطريز جديدة وتنظيم دورات تدريبية للفتيات والسيدات على حرفة الخياطة والتطريز بالتنسيق مع مراكز التدريب المهني التابعة لمديرية العمل، وتم تشغيل المجمع والبدء في الإنتاج، كما أننا نقوم حاليا بالمساعدة في تسويق هذه المنتجات من خلال تنظيم المعارض المؤقتة والدائمة، فضلًا عن أنني قمت بجولة تفقدية لأسواق تجار المفروشات والملابس الجاهزة واقترحت عليهم تخصيص باكية بكل محل لبيع المنتجات ولاقى الأمر ترحيبًا كبيرًا من جانبهم بدلًا من جلب بضاعتهم من مدينة المحلة الكبرى.
ماذا عن الوادي الأسيوطي والحلم الذي بدأ أن يتحقق؟
منذ وصولي إلى محافظة أسيوط وأنا أحلم بزراعة كل شبر من أرضها بالقمح والمحاصيل الإستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي للمحافظة.
وطالبت بحصر جميع الأراضي المملوكة للدولة والظهير الصحراوي لدراسة زراعتها والإستفادة منها، ووجدت مزرعة في الوادي الأسيوطي تابعة للمحافظة ويبلغ مساحتها نحو 750 فدان مهملة وغير مزروعة بسبب نضوب المياة في الخزان الجوفي مما أدى إلى نضوب الآبار وتوقف الزراعات، وعلى الفور شكلت لجنة من شركة مياة الشرب والصرف الصحي ومديريتي الزراعة والري لبحث الحلول الممكنة لتوفير المياة لهذه المزرعة لتحقيق أقصى استفادة منها.
كما أننا نعمل حاليًا على تنفيذ مشروع لاستغلال مياة المعالجة الثلاثية في ري المزرعة، بجانب مساحات واسعة من الأراضي المجاورة تصل مساحتها إلى 10 آلاف فدان، وذلك في إطار مجال حماية البيئة وإدارة الموارد المائية وجار إختيار المحاصيل المناسبة بالتعاون مع كلية الزراعة بجامعة أسيوط مثل زراعة الغابات الشجرية للإستثمار فى صناعة الأخشاب والنباتات الآخري للمساهمة في تعزيز الإقتصاد المحلي، وتم خلال الفترة الماضية توصيل خطوط وشبكة المياة للمزرعة وتوزيعها لري كامل المساحة فضلًا عن بدء تشغيل بعض آبار المياة الارتوازية بها للبدء في زراعة كامل مساحة المزرعة وتعظيم الإستفادة منها.
حدثنا عن تطوير مشروعات الثروة الحيوانية التابعة المحافظة؟
منذ أن توليت مسئولية المحافظة، وقمنا بتعزيز ودعم المشروعات بقطاع التنمية الحيوانية، خاصة مشروعات الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني لما لها من دور حيوي يمس حياة المواطنين بشكل يومي، بجانب دورها في تحقيق مستهدفات الأمن الغذائي ومساهمتها في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والاقتصاد الوطني.
وبالفعل تم البدء في تطوير محطات الثروة الحيوانية التابعة للمحافظة، ومنها محطة الثروة الحيوانية بقرية بني مر بمركز الفتح والمقامة على مساحة ٧ أفدنة، ومحطة الثروة الحيوانية بقرية الحمام بمركز أبنوب والمقامة على مساحة 13 فدان، حيث تم البدء بتطوير العنابر ومظلات التربية بالتعاون مع طلاب مدارس التعليم الفني للاستفادة منهم في المشاركة المجتمعية وتدريبهم لتأهيلهم لسوق العمل.
كما تم تدعيم المشروع بالعمالة اللازمة وتعظيم الإستفادة من المخلفات والسماد العضوي وطرحه فى مزاد علني للمواطنين، بالإضافة إلى فحص وحصر الحملة الميكانيكية بالمشروع وإصلاح السيارات المعطلة على وجه السرعة، واستغلال كل الأراضى لزراعتها بصفة عاجلة كعلف للماشية، وتدعيم المزارع بالعلف وتوفير كافة أوجه الرعاية البيطرية للماشية واستغلال كافة الإمكانيات من الأراضي والمعدات والعنابر لتحقيق أقصى استفادة من المشروعات وتنمية الموارد الذاتي بها ومازال العمل مستمرًا لتطوير المشروع.
التضخم أحد التحديات التي تعد مشكلة عامة.. وهناك مساعٍ حثيثة من سيادتكم لتخفيف العبئ على مواطني أسيوط.. ما هي أبرز الإجراءات التي تقومون بها لتحقيق هذا الهدف؟
هذا الملف له أولوية مطلقة لدى كافة الجهات بالمحافظة، لأنه يمس الشارع المصري مباشرة، ولذلك لا تهاون في التعامل مع هذا الملف ومع الجشع ممن يستغلون المواطنين، ولذلك قمنا ولا زلنا نقوم بجهود كبيرة لضبط الأسعار لحماية الفئات البسيطة تماشيًا مع جهود الحكومة وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالقضاء على ظاهرة الغلاء، والتصدي لممارسات الاحتكار واخفاء السلع الغذائية، بجانب توفير السلع بالمنافذ الحكومية بأسعار مخفضة، كما قمنا بفتح منافذ وشوادر لبيع السلع الغذائية والأساسية التي يحتاجها المواطنين، بالتنسيق والتعاون مع وزارة التموين والغرفة التجارية وكافة الجهات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني وغيرها وذلك بأسعار وتخفيضات تصل إلى 30 % عن مثيلاتها بالأسواق.
وخلال جولاتنا على أسواق الخضروات والفاكهة (الجملة والتجزئة)، رصدنا وجود فجوة كبيرة في الأسعار، ولهذا تسعي المحافظة لفتح منافذ تابعة لها لبيع الخضروات والفاكهة التي توفرها من خلال المزارعين مباشرة لتصل إلى المستهلك بهامش ربح بسيط بحيث نغلق هذه الفجوة في الأسعار، فضلًا عن إنشاء منافذ لبيع اللحوم والألبان من منتجات مشروعات الثروة الحيوانية التابعة للمحافظة لدعم المواطنين بمختلف شرائحهم، وتوفير حياة كريمة لهم.
الأمر شديد الأهمية أيضًا، هو تكثيف الرقابة على الأسواق من خلال الحملات المستمرة لضبط الأسعار ومراقبة مدى التزام المحال بوضع أسعار السلع في مكان معلن وواضح للمواطنين، والتأكد من صلاحية وجودة السلع ومواجهة الغش التجاري من بعض التجار مع اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد المخالفين، وتخصيص أرقامًا لتلقي شكاوى المواطنين فى هذا الشأن على مدار الساعة.
ملف التصالح والتقنين والتعدي على أراضي أملاك الدولة.. من الملفات المهمة أيضًا.. ونود تسليط الضوء عليه حول ما تم في هذا المف الحيوي؟
هذا الملف ليس قاصرًا على محافظة أسيوط، وإنما يتعلق بكافة المحافظات كما تعلم، والدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بملفي التصالح والتقنين وتقدم كل التيسيرات والتسهيلات اللازمة لتقنين الاوضاع لكل المواطنين الجادين في هذين الملفين، وهناك توجيها واضحًا من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إلى المحافظين، بسرعة الإنجاز في ملفي التقنين والتصالح ورفع معدلات الأداء بهما، لا سيما وكما تعلم فإنه يتم توجيه المبالغ المالية التي يتم تحصيلها من التقنين والتصالح في إنشاء مشروعات البنية الأساسية وتحسين الخدمات للمواطنين خاصة في المناطق الأكثر احتياجًا.
ونظرًا لأهمية هذا الملف، فإنني أحرص على المتابعة اليومية مع جميع رؤساء المراكز والأحياء، لمستجدات ملفي التقنين والتصالح للعمل على تلافي أي معوقات أو مشكلات وسرعة إنجاز كافة الطلبات وتسليم العقود للتقنين ونماذج التصالح في مخالفات البناء، للحفاظ على حق المواطن، وفي الوقت نفسه، عدم التسبب في إهدار حقوق الدولة، وهناك تقارير دورية بمتابعة هذا الملف يتم رفعها إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بمعدلات الأداء ونسب الإنجاز بشكل مستمر.
ونسعى على الدوام، لتوعية المواطنين وتشجيعهم على الإستفادة من المزايا التي قدمتها الدولة لتقنين أوضاعهم، ولذلك نظمنا عدة حملات توعوية لحث المواطنين على تقنين أوضاعهم وفقًا للقوانين الموضوعة في هذا الشأن.
عانت محافظة أسيوط على مدار أكثر من 20 عاما من انتشار المخلفات بكافة أنواعها بشوارع المحافظة.. ويحضرني هنا الكارثة الكبرى التي تقع في نطاق سور جامعة الأزهر الذي أصبح مقلبا عموميا لمخلفات المباني يأتي له الجميع من كل مكان.. كيف واجهتهم هذه الكارثة البيئية منذ توليكم المسئولية؟
مشكلة تراكم القمامة كانت إحدى المشكلات الرئيسة التي يعاني منها المواطنون لسنوات طويلة في شوارع المحافظة، ومنذ اللحظة الأولى تعاملنا مع هذه المشكلة في ظل وجود العديد من المقالب الثابتة التي يلجأ إليها المواطنون لإلقاء مخلفاتهم وهي مناطق وشوارع حيوية للغاية، مثل منطقة سور جامعة الأزهر ومنطقة سور التحكم المركزي.
وبعد رصد هذه المشكلة قمنا بتوجيه كافة الأجهزة والمراكز والأحياء، لضرورة رفع هذه المقالب والتراكمات التي عانت منها المحافظة لسنوات، في منطقة سور التحكم المركزي قمنا بعمل حملة مكبرة بالتعاون ما بين (حي شرق وحي غرب) بمدينة أسيوط ومعدات الإنقاذ السريع وتم رفع وإنهاء المقلب الموجود بجوار سور التحكم المركزي.
أما الكارثة الكبرى، تتمثل في تلال القمامة ومخلفات هدم المباني الموجودة بمنطقة سور جامعة الأزهر والتي تعتبر مقلبًا عموميًا، ليس للقمامة فحسب، ولكن لمخلفات هدم المباني والردش، حيث يأتي إليها جميع الجرارات التي تعمل في مجال نقل مخلفات المباني ليلًا لتلقي بهذه المخلفات، واستمر هذا الأمر لسنوات عديدة تصل إلى 20 سنة، وللاسف كان هناك عجز كبير في مواجهتها لكثرة تراكمها، حيث تقدر كميات المخلفات الممتدة في الطريق بدءًا من عمارات الأزهر مرورًا بعزبة خلف ومنطقة منشية الأزهر ما يقرب من ١٥: ٢٠ ألف طن مخلفات على جانبي الطريق.
ومنذ توليت مسئولية المحافظة، قمت برصد هذه المخلفات خلال جولاتي الميدانية، وعزمت على إزالتها ورفعها، وفي بداية الأمر وجهت وحدة الإنقاذ والتدخل السريع بمعداتها، ولكن وجدت أن الأمر يتطلب معدات أكثر من المعدات الموجودة بوحدة الإنقاذ السريع، فقمنا بعمل اصطفاف أكثر من مرة لما يقرب من 130 سيارة، تتضمن قلابات ولوادر وجليدرات تابعة للمراكز والأحياء والتي تصل إلى معدل 25% من قوة المعدات الموجودة في المراكز والأحياء، ووجهت بالتواجد في الموقع وعدم التحرك منه لحين إنهاء ورفع كافة المخلفات، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعات وبالفعل تم رفع ما يقرب من 75% من تراكمات وتلال القمامة والمخلفات الموجودة بالمكان ويتبقي جزء بسيط جارٍ الإنتهاء منه في الوقت الذي أتحدث فيه إلى حضراتكم.
ما هي المنظومة التي تستخدمها المحافظة للتواصل مع المواطنين لعرض شكاواهم؟
كما أذكر دائمًا وهو كلام من القلب، أن المواطن هو الأولوية الأولى لنا وفي مقدمة الاهتمامات، ووفقًا لتوجيهات الرئيس السيسي فإنه لا بد من أن يحظى المواطن بكافة الاهتمامات، ولذلك لدينا في محافظة أسيوط العديد من القنوات للتواصل مع المواطنين وحل شكاواهم، حيث يوجد لدينا إدارة خدمة المواطنين لتلقي الشكاوى من المواطنين وفحصها وإرسالها إلى الجهات المختصة والرد على المواطن وحل الشكوى.
ويوجد لدينا أيضًا مسئول لمنظومة الشكاوى الحكومية المتصلة بمجلس الوزراء ويستجيب لجميع الشكاوى التي ترد إليه ويقوم بالعمل على حلها فضلًا عن مسئولي منظومة "صوتك مسموع"، كما أنني حريص على لقاء المواطنين ميدانيًا خلال الجولات الزيارات الميدانية، فضلًا عن أنني قمت بتكليف مدير إدارة خدمة المواطنين بتنفيذ لقاء دوري بالمواطنين خلال الفترة القادمة للاستماع إلى مطالبهم وشكاواهم والعمل على حلها.
ما هي رؤيتكم لوضع المحافظة على الخريطة السياحية؟
هذا واحد من الملفات التي تحتاج إلى مجهود كبير لتحقيق مستهدفاته، فنحن لا نسعى فقط تنشيط الحركة السياحية الداخلية وإنما نسعى لأن تكون أسيوط منطقة جذب سياحي هام ومقصد للسائحين من مختلف دول العالم، فمحافظة أسيوط تتمتع بالعديد من المقومات السياحية الهامة، وخاصة السياحة الدينية، وقد لاقت في الفترة الأخيرة اهتمامًا كبيرًا من الدولة.
ومحافظة أسيوط تحظى بوجود 38 منطقة جذب سياحي ومواقع آثرية ترجع لمختلف العصور الإسلامية والقبطية والرومانية والفرعونية، فضلًا عن أن لدينا نقطتين من أهم نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة والذى يعد من أكبر المسارات الدينية المقدسة في العالم ويصل طوله نحو ٣٥٠٠ كم ويضم 25 نقطة ذهابًا وعودة من سيناء حتى أسيوط، كما تضم المحافظة نقطتين هما دير العذراء بدير درنكة التابعة لمركز أسيوط، والنقطة الثانية هي دير المحرق الذي يقع في مركز القوصية.
هذه المقومات السياحية لا بد من استثمارها واستغلالها جيدًا، مما يؤهلها لوضعها على الخريطة السياحية العالمية، وجارٍ التنسيق مع وزارة السياحة والآثار لجعل قصر ألكسان متحفًا لأسيوط يضم كافة القطع الأثرية التابعة للمحافظة فضلًا عن تطوير بعض المناطق الأثرية والاهتمام بها لجعل أسيوط على الخريطة السياحية العالمية.
حدثنا عن الفرص الاستثمارية في المحافظة؟
المحافظة حريصة على تقديم كافة التسهيلات لتشجيع وتعزيز الاستثمارات لخلق فرص عمل جديدة للشباب، وتقليل الاستيراد، وزيادة تنافسية المنتج المصري ويأتي ذلك على رأس أولويات الحكومة خلال المرحلة الحالية خاصة في ظل توافر منظومة متكاملة من الحوافز والمزايا، وكذلك توافر الأيدى العاملة.
وتضم محافظة أسيوط 8 مناطق صناعية بينها 5 مناطق ولايتها تابعة للمحافظة، وهي:- منطقة الصفا ببني غالب بمركز أسيوط، ومنطقة عرب العوامر بمركز أبنوب، ومنطقة الزرابي بمركز أبوتيج، ومنطقة دشلوط بمركز ديروط، ومنطقة الكوم الأحمر بمركز البداري جاري ترفيقها بالإضافة إلى 3 مناطق بـ (أسيوط الجديدة، ووادي سرجة الغنايم، ومجمع الصناعات الصغيرة بالغريب في ساحل سليم) وجارٍ الدراسة ووضع خطة النهوض بالمنطقة الصناعية وتذليل كافة المعوقات والتحديات التي تقف أمام استكمال مشروعات البنية التحتية بها لتطويرها ورفع كفائتها والاهتمام بدورها كأحد مقومات التنمية الشاملة ضمن رؤية مصر 2030، وهو ما سينعكس على المحافظة وأبناء وأهالى أسيوط.