عاجل - إسرائيل تدعي اغتيال يحيى السنوار وحرب نفسية تشتعل.. والمقاومة تحذر من الانسياق وراء الأكاذيب
في ظل الأوضاع المتوترة والتصعيد المستمر في قطاع غزة، خرج جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" اليوم الأربعاء بإعلان مثير للجدل، حيث صرحا بأنهما يحققان في احتمال استشهاد زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، قائد الحركة في قطاع غزة. البيان المشترك أوضح أن مقاتلي جيش الاحتلال قتلوا ثلاثة "إرهابيين" خلال عملياتهم في القطاع، وأنهم يشتبهون بأن أحد هؤلاء قد يكون يحيى السنوار، إلا أنهم في هذه المرحلة لا يستطيعون تأكيد هوية الجثث.
ادعاءات سابقة حول مصير السنوار
الأنباء عن مصير يحيى السنوار ليست جديدة، فقد سبق تسريب تقارير في ديسمبر الماضي تشير إلى مقتله أو إصابته أو حتى هروبه إلى خارج قطاع غزة. هذه التقارير أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية، لكن تبين لاحقًا، وفقًا لمصادر إعلامية مثل "تايمز أوف إسرائيل"، أن السنوار كان مختبئًا، وأن إسرائيل قد نشرت هذه الشائعات في إطار حرب نفسية تهدف إلى زعزعة صفوف المقاومة الفلسطينية وإجبار مقاتلي حماس على الاستسلام.
التحليل الإسرائيلي واستراتيجية الحرب النفسية
في تصريح لمصدر عسكري إسرائيلي لهيئة البث الإسرائيلية، أشار إلى أن تأكيد خبر استشهاد السنوار قد يحتاج إلى ساعات إضافية للتحقق. هذا المصدر أوضح أن الجيش الإسرائيلي عثر على جثة في منطقة تل السلطان برفح، ويشتبه بأنها تعود للسنوار، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمتلك الحمض النووي الخاص بالسنوار نظرًا لفترة اعتقاله السابقة، مما يسهل عملية التعرف على الجثة إذا كانت بالفعل تعود له.
إضافةً إلى ذلك، أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن عملية التعرف على الجثة جارية، وأن القوات الأمنية الإسرائيلية ستستخدم الحمض النووي لإجراء المقارنة وتحديد ما إذا كانت تعود لزعيم حركة حماس أم لا.
الرد الفلسطيني.. "ادعاءات مغرضة وحرب نفسية"
في مواجهة هذه الادعاءات، أصدر موقع "المجد" الأمني، التابع لأمن المقاومة في غزة، بيانًا حذّر فيه من الانسياق وراء الرواية الإسرائيلية التي تهدف إلى إرباك الجبهة الداخلية الفلسطينية. البيان أوضح أن العدو يسعى لتحقيق عدة أهداف من خلال نشر هذه الأخبار الكاذبة، أبرزها:
- إرباك الجبهة الداخلية: الهدف الأساسي هو زعزعة ثقة الجمهور الفلسطيني بالمقاومة وتشتيت قوى الدعم الشعبي.
- تأليب الرأي العام الفلسطيني ضد المقاومة: عبر نشر معلومات كاذبة بهدف تحميل المقاومة مسؤولية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.
- جمع المعلومات الأمنية: الاحتلال يراقب مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة بغرض جمع معلومات أو ردود فعل قد تساعده في تقدير وضع القيادة والمقاومة.
- تحطيم الروح المعنوية: هذا التكتيك يستخدم لتحطيم الروح المعنوية للفلسطينيين ورفع معنويات الجنود الإسرائيليين الذين يواجهون تحديات ميدانية صعبة.
الموقع الأمني دعا المواطنين إلى عدم تداول الرواية الإسرائيلية أو نشر أي معلومات قد تساعد العدو في تحقيق أهدافه الأمنية. كما أكد على ضرورة الالتزام برواية المقاومة الفلسطينية، التي تعد المصدر الأوثق في مثل هذه القضايا.
اغتيالات سابقة وتكتيكات مشابهة
الاحتلال الإسرائيلي له تاريخ طويل في استهداف قيادات بارزة في المقاومة الفلسطينية. خلال السنوات الماضية، نفذت إسرائيل عدة عمليات اغتيال لقادة حماس، من أبرزها:
- محمد ضيف: قائد الجناح العسكري للحركة، الذي حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات.
- رافع سلامة: قائد لواء خان يونس، الذي استشهد في غارة جوية على غزة في يوليو الماضي.
- صالح العاروري: نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي استشهد في غارة جوية على بيروت في يناير الماضي.
كل هذه العمليات تؤكد أن إسرائيل تسعى بشكل مستمر إلى تصفية قيادات المقاومة، إلا أن هذه الاستراتيجية تواجه عادة مقاومة قوية من الجانب الفلسطيني، الذي يعتمد على التلاحم الشعبي والدعم المعنوي لإفشال تكتيكات الحرب النفسية.
الدور الإعلامي في المعركة
وتستغل إسرائيل الإعلام بشكل كبير لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، حيث يعتمد جيش الاحتلال على نشر أخبار مضللة عبر وسائل الإعلام العبرية ومواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق مكاسب تكتيكية. هذه المعلومات تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والتوتر في الجبهة الداخلية الفلسطينية، ومحاولة التأثير على الروح المعنوية للمدنيين والمقاتلين على حد سواء.
وتأتي من هنا أهمية وعي الجمهور الفلسطيني في التعامل مع هذه الأخبار. فالمعلومات التي يتم نشرها عبر الإعلام العبري غالبًا ما تكون جزءًا من استراتيجية أكبر تسعى من خلالها إسرائيل إلى تضليل الرأي العام الفلسطيني والدولي.