عاجل:- الزلزال السابع في إثيوبيا: مخاوف متزايدة بشأن سد النهضة وتأثير الزلازل المتتالية

عربي ودولي

زلزال
زلزال

شهدت إثيوبيا زلزالًا جديدًا بقوة 4.8 درجة على مقياس ريختر، وفقًا لما أعلنه الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عبر صفحته على فيسبوك.

هذا الزلزال هو السابع الذي يضرب إثيوبيا خلال فترة لا تتجاوز 20 يومًا، مما يثير مخاوف بشأن تأثير الزلازل المتتالية على البنية التحتية الهامة في البلاد، بما في ذلك سد النهضة.

تفاصيل الزلزال الأخير

 

في مساء 16 أكتوبر 2024، تحديدًا عند الساعة 11:11 مساءً بتوقيت القاهرة، ضرب زلزال بقوة 4.8 ريختر مناطق في إثيوبيا.

 وأشار الدكتور شراقي إلى أن مركز الزلزال يقع على عمق 10 كيلومترات في منطقة الأخدود الإثيوبي، وهو امتداد طبيعي لما يُعرف باسم الأخدود الأفريقي العظيم. الزلزال وقع على بعد 570 كيلومترًا شرق سد النهضة و140 كيلومترًا من العاصمة أديس أبابا.

سلسلة من الزلازل المتتالية

الزلزال الأخير هو جزء من سلسلة من الزلازل التي بدأت في 27 سبتمبر 2024. أول زلزال في السلسلة كانت قوته 4.9 درجة، وبعد نحو ثماني ساعات ضرب زلزالان تابعان بقوة 4.5 درجة.

 ثم تتابعت الزلازل، مع زلزال رابع في 30 سبتمبر، وزلزال خامس في 6 أكتوبر بقوة 4.9 درجة، وزلزال سادس في 13 أكتوبر بقوة 4.6 درجة.

رغم أن هذه الزلازل تُعد من الزلازل المتوسطة القوة، فإن تواترها المستمر يثير القلق بشأن تداعياتها المحتملة على سد النهضة، خصوصًا مع ارتفاع مستوى المياه داخل السد إلى 60 مليار متر مكعب.

تأثير الزلازل على سد النهضة

من حيث التأثير المباشر، أكد الدكتور عباس شراقي أن الزلازل المتتالية التي وقعت حتى الآن لم تؤثر بشكل كبير على سد النهضة، نظرًا لكونها زلازل متوسطة القوة وبعيدة نسبيًا عن موقع السد.

ومع ذلك، حذر من إمكانية وقوع زلزال أقوى وأقرب إلى السد في المستقبل، مما قد يمثل خطرًا حقيقيًا على السد الضخم.

سد النهضة يعد من أكبر مشاريع البنية التحتية في إفريقيا، ويعتبر مصدرًا حيويًا لتوليد الطاقة الكهرومائية، ولكن حجمه الهائل يجعله عرضة للمخاطر الطبيعية مثل الزلازل. 

في حالة حدوث زلزال قوي في المنطقة القريبة من السد، قد يتسبب ذلك في تصدعات أو حتى في انهيار السد، مما يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية هائلة.

التوقعات المستقبلية والمخاوف

على الرغم من أن الدكتور شراقي أكد أن تأثير الزلازل الحالية ضعيف على سد النهضة، إلا أن تكرار الهزات الأرضية في فترة قصيرة يثير القلق بشأن ما قد يحدث في المستقبل. وأشار شراقي إلى أن "سد النهضة بهذا الحجم يشكل قنبلة مائية قابلة للانفجار في أي وقت". 

هذا التصريح يعكس قلقًا عميقًا من أن تزايد الزلازل قد يؤدي إلى وقوع كارثة في حال استمرار الزلازل بقوة أكبر.

 

السيناريوهات المحتملة

إذا استمرت الزلازل في المنطقة بنفس الوتيرة أو ازدادت قوتها، فقد تضطر الحكومة الإثيوبية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها فيما يتعلق بالأمان الهيكلي لسد النهضة. 

من الممكن أن يتم تكثيف الدراسات الجيولوجية والمراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي في المنطقة لضمان سلامة السد، وكذلك تطبيق تدابير إضافية لتعزيز هيكل السد.

على الجانب الآخر، قد تشكل هذه الزلازل ضغطًا دبلوماسيًا على إثيوبيا من قبل الدول المجاورة، خاصة مصر والسودان، اللتين لطالما كان لديهما مخاوف بشأن سلامة السد وتأثيره على تدفق مياه النيل.