تعرف على تاريخ العلاقات المصرية السعودية

تقارير وحوارات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي - الفجر

خلال الساعات القليلة الماضية أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الرئيس السيسي يستقبل رئيس الوزراء وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالقاهرة.


جذور العلاقات المصرية السعودية

تعود العلاقات بين مصر والسعودية إلى عمق التاريخ، حيث تربط البلدين روابط ثقافية ودينية وجغرافية تجعلها من أهم العلاقات الثنائية في المنطقة العربية. بدأت هذه العلاقات منذ تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932، ولكن التواصل بين شعبي البلدين كان أقدم من ذلك، متجذرًا في الروابط الإسلامية المشتركة، حيث لعبت مكة المكرمة والمدينة المنورة دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات بين المصريين والسعوديين عبر مواسم الحج والعمرة.

منذ أوائل القرن العشرين، شهدت العلاقات تطورات ملحوظة. كان للمملكة المصرية آنذاك دور بارز في دعم الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، في توحيد المملكة. في المقابل، كانت السعودية من أولى الدول التي دعمت مصر في معاركها الوطنية واستقلالها، مما عزز من روح الأخوة والتعاون بين البلدين.

التعاون الاستراتيجي والسياسي الحديث

شهدت العلاقات المصرية السعودية مراحل جديدة من التطور في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ففي حقبة الرئيس جمال عبد الناصر، تباينت العلاقات أحيانًا بسبب الاختلافات الأيديولوجية، خاصة مع اختلاف وجهات النظر حول القومية العربية. ولكن بحلول سبعينيات القرن الماضي، توحدت البلدين مرة أخرى حول أهداف استراتيجية مشتركة، مثل تحرير الأراضي العربية والتصدي للتهديدات الإقليمية. كان الدعم السعودي حاسمًا لمصر في حرب أكتوبر 1973، حيث ساهمت المملكة بدور كبير في تمويل ودعم الجهود المصرية.

في العقود الأخيرة، باتت العلاقات المصرية السعودية ركيزة أساسية للاستقرار في العالم العربي. التعاون الاقتصادي بين البلدين يشهد تطورًا ملحوظًا، حيث تعتبر السعودية من أكبر المستثمرين في مصر، بينما تعمل القاهرة على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية. إلى جانب ذلك، يتشارك البلدان رؤى سياسية متقاربة حول العديد من القضايا الإقليمية، مثل الصراع في سوريا واليمن، إلى جانب مكافحة الإرهاب.

تعززت العلاقات الثنائية بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في مصر، حيث شهدت العلاقات طفرة في التعاون الاقتصادي والسياسي. وفي إطار التحالفات الإقليمية، كان للدولتين دور بارز في التصدي لتحديات المنطقة، مثل التطرف وتهديدات الدول الخارجية.

 

في المجمل، تُعتبر العلاقات المصرية السعودية من أعمدة الاستقرار في العالم العربي. العلاقة بين البلدين لم تكن فقط علاقات تقليدية بين دولتين، بل كانت على مر الزمن تعاونًا مشتركًا في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. ومع استمرار هذه العلاقة القوية، تظل مصر والسعودية شريكين استراتيجيين في بناء مستقبل مشترك أكثر ازدهارًا واستقرارًا للأجيال القادمة.