عام على 7 أكتوبر.. ما تبعات الألم نتيجة الحرب في غزة؟
تمر اليوم السابع من أكتوبر 2024، الذكرى الأولى للهجوم الذي شنته حركة حماس على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية، والذي أطلق شرارة حرب دامت عامًا كاملًا في قطاع غزة، وفي ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية المكثفة على لبنان وغزة، تظهر آثار هذا الصراع المأساوية بوضوح، سواء من حيث الخسائر البشرية أو الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.
فيكتسب هذا اليوم أهمية خاصة، حيث يتجمع الناس في مختلف أنحاء العالم لإحياء ذكرى الضحايا والتفكير في الصراع المستمر الذي أودى بحياة الآلاف وترك آثارًا عميقة على المجتمعات.
مراسم إحياء الذكرى
أحيت إسرائيل هذه الذكرى من خلال إقامة مراسم تذكارية في مواقع متعددة، أبرزها مهرجان نوفا الموسيقي، حيث قُتل ما لا يقل عن 370 شخصًا على يد مقاتلي حماس.
وفي الساعة 6:29 صباحًا بتوقيت غرينتش، وهو توقيت بدء الهجوم، وقف الحشد دقيقة صمت تخليدًا لذكرى الضحايا، بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم تجمعات في تل أبيب وكبوتس نير عوز، الذي فقد نحو ثلاثين من سكانه، وتم احتجاز أكثر من 70 آخرين كأسرى واقتيدوا إلى غزة.
كما شهدت دول أخرى تظاهرات حاشدة تكريمًا لذكرى الضحايا ودعمًا للفلسطينيين في ظل استمرار الحرب.
وتجمع مئات الإسرائيليين في تل أبيب، حيث عرضت صور للضحايا على شاشة عملاقة، وأشعل المشاركون الشموع، مما يعكس مشاعر الحزن والغضب في هذه المناسبة.
الخسائر البشرية
على الصعيد العسكري، كشف الجيش الإسرائيلي في بيان له أن الحرب أسفرت عن مقتل 726 جنديًا إسرائيليًا منذ بدء العمليات العسكرية في السابع من أكتوبر 2023.
ومن بين هؤلاء، قتل 380 في الهجمات الأولى و346 آخرون خلال القتال في غزة الذي بدأ في 27 أكتوبر من نفس العام.
ويُعتبر هذا العدد من القتلى مؤشرًا على حجم التضحيات التي تحملها الجيش الإسرائيلي في مواجهته المستمرة ضد حركة حماس.
أما على الجانب الفلسطيني، فإن الأرقام تعكس مأساة أكبر. فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى بلغ نحو 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، مما يعكس التأثير الكارثي للصراع على المدنيين.
وقد تضررت البنية التحتية في غزة بشكل كبير، حيث دُمر نحو ثلثي الأبنية، وعم الدمار في شتى أنحاء القطاع، مع انتشار الركام الذي بلغ حجمه 40 مليون طن.
التبعات الاقتصادية
إلى جانب الأبعاد الإنسانية، تسببت الحرب في أضرار اقتصادية جسيمة، ووفقًا لبيانات وزارة المالية الإسرائيلية، فإن التكلفة المباشرة للحرب حتى أغسطس 2024 وصلت إلى 100 مليار شيقل (26.3 مليار دولار)، مع توقعات بارتفاع هذه التكلفة إلى 250 مليار شيقل بحلول نهاية عام 2025.
هذه التقديرات تأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من إمكانية توغل القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، مما قد يزيد من العبء الاقتصادي على الدولة.
كما أثر الصراع على التصنيف الائتماني لإسرائيل، ما ساهم في زيادة كلفة تأمين تخلف الدولة عن سداد ديونها إلى أعلى مستوى لها في 12 عامًا.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من عجز متزايد في الميزانية، مما يعكس الآثار السلبية المستمرة للصراع.