خطاب استفزازي
عاجل ـ الوفود العربية ترد على خطاب نتنياهو بالانسحاب الفوري من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة
شهدت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة ردود فعل فورية من الوفود العربية عقب بنيامين نتنياهو، حيث قرر عدد من هذه الوفود الانسحاب بشكل جماعي تعبيرًا عن رفضهم لمحتوى الخطاب الذي اعتبره العديد منهم استفزازيًا وغير مقبول.
يعكس التصرف السالف وحدة الموقف العربي تجاه القضايا الفلسطينية ومناصرة حقوق الشعب الفلسطيني، حيث اعتبرت الوفود أن ما ورد في خطاب نتنياهو لا يتماشى مع مبادئ السلام والعدالة، مؤكدين على ضرورة إدانة السياسات الإسرائيلية واستمرار الاحتلال. يأتي هذا الانسحاب في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة، مما يعكس التزام الدول العربية بدعم القضايا العادلة على الساحة الدولية.
استفزاز للحاضرين
في خطاب مليء بالتحدي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، أثار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استفزاز الحاضرين بتصريحاته النارية عن التهديدات الإيرانية. حيث أعلن بكل وضوح عن عزم إسرائيل القوي على مواجهة هذه التهديدات، مشيرًا إلى قدرة بلاده على الوصول إلى أي نقطة في إيران، قائلًا: "إذا ضربتمونا، سنضربكم"، مما يعكس استعداده للردع العسكري الإسرائيلي.
وطالب نتنياهو مجلس الأمن الدولي بإعادة فرض العقوبات على إيران لضمان عدم امتلاكها أسلحة نووية، مؤكدًا أن مسؤولية الدفاع عن إسرائيل ليست فقط لبلاده، بل تشمل أيضًا حماية حلفائها من عدو مشترك يسعى لتدمير أسلوب حياتهم من خلال العنف والإرهاب. ورغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها إسرائيل في ظل الحرب المستمرة، أصر على التوجه إلى الأمم المتحدة لتصحيح الأمور، موضحًا أن الاتفاق على التطبيع مع السعودية كان قريبًا قبل الهجوم الذي شنته حماس. كما أعرب عن عدم تراجعه حتى تحرير آخر رهينة في غزة، ما زاد من حدة الاستفزاز في كلمته.
نقاط استفزازية في الخطاب
- الجيش الإسرائيلي قتل أو أسر أكثر من نصف مقاتلي حماس البالغ عددهم 40 ألفا ودمر 90 بالمئة من صواريخ حماس.
- إذا استمرت حماس في السلطة في غزة فإنها ستعيد تنظيم صفوفها وتسليح نفسها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى.
مستعدون لدعم إدارة مدنية محلية في غزة تلتزم بالتعايش السلمي. - الحرب يمكن أن تنتهي إذا استسلمت حماس وألقت السلاح وأطلقت سراح الرهائن.
- وقال نتنياهو عن حزب الله في لبنان: "نفد صبرنا"، مضيفا:
- لن يهدأ لنا بال حتى يتمكن مواطنونا من العودة بأمان إلى منازلهم ولن نقبل بجيش إرهابي متمركز على حدودنا الشمالية.
- ما دام حزب الله اختار طريق الحرب فلن يكون أمام إسرائيل خيار آخر.
- يجب أن نواصل الطريق الذي مهدناه باتفاقات إبراهيم وهذا يعني إبرام اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية.
- عزل إسرائيل لا يزال يشكل وصمة أخلاقية في حق الأمم المتحدة.
- اتهم نتنياهو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بمعاداة السامية صراحة.
- نتنياهو لسكان وجنود إسرائيل: "كونوا أقوياء وشجعانا".
احتجاجات خارج مقر الأمم المتحدة
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن عددًا من المحتجين تجمعوا أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك قبيل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة. وقد قام المحتجون، الذين وصفوا أنفسهم بتحالف غير رسمي من المنظمات اليهودية والإسرائيلية المناهضة للاحتلال والحرب، برفع الأعلام الإسرائيلية وحمل لافتات تدعو لإنهاء الصراع في الأراضي الفلسطينية.
مع بدء هطول الأمطار، ألقى أحد المتحدثين كلمة أمام حشد قوامه نحو 50 شخصًا، داعيًا إلى وقف إطلاق النار في غزة. وأشار المتحدث إلى أن "نتنياهو سيكذب على العالم" خلال خطابه، قائلًا: "كما يكذب علينا نحن الإسرائيليين". كما دعا المحتجين إلى وقف قتل الأطفال وإنهاء الحرب، مؤكدًا أنه لا يوجد حل عسكري للصراع.
ومن المقرر أن تُنظم المزيد من الاحتجاجات يومي الجمعة والسبت. وقد حمل المحتجون لافتات تحمل عبارات مثل "أعيدوا الرهائن إلى ديارهم" و"أوقفوا الحرب"، وعندما تم ذكر اسم نتنياهو، هتف الحشد "العار، العار، العار". وقد أكدت فيليسا ويسدوم، المديرة التنفيذية للأجندة اليهودية في نيويورك، أن التحالف يجتمع لدعوة نتنياهو إلى التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويعيد الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين منذ 7 أكتوبر، مشددة على أهمية الحلول الدبلوماسية في هذه القضية.