اكتئاب فصل الخريف: أسبابه وأعراضه وكيفية التغلب عليه

منوعات

الخريف
الخريف

يُعد فصل الخريف من أكثر الفصول التي تشهد تغيرات كبيرة في البيئة والمناخ، حيث تنتقل درجات الحرارة من الدفء إلى البرودة، وتبدأ ساعات النهار في التناقص.

هذه التغيرات لا تؤثر فقط على الطبيعة، بل تؤثر أيضًا على الحالة النفسية للكثيرين. 

يشعر بعض الأشخاص بتغيرات مزاجية سلبية خلال هذا الفصل، ويعاني البعض منهم مما يعرف بـ "اكتئاب فصل الخريف". 

ويشير هذا المصطلح إلى حالة نفسية مرتبطة بتغير الفصول، وخاصة الانتقال من الصيف إلى الخريف. 

نستعرض أسباب اكتئاب الخريف، أعراضه، وكيفية التعامل معه، استنادًا إلى تقرير صادر عن "مايو كلينك".

أسباب اكتئاب فصل الخريف

تراجع ساعات النهار: مع بداية فصل الخريف، تبدأ ساعات النهار في التقلص تدريجيًا. يقل التعرض الطبيعي لأشعة الشمس، وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون السيروتونين في الجسم. 

السيروتونين هو ناقل عصبي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين المزاج والشعور بالسعادة.

 وعندما يقل إنتاج هذا الهرمون، يصبح الشخص أكثر عرضة للشعور بالاكتئاب والحزن.

تغير الطقس: الطقس المشمس والدافئ الذي يميز فصل الصيف يتحول في الخريف إلى أجواء باردة ورطبة. هذه التغيرات المفاجئة في الطقس قد تؤثر سلبًا على الحالة المزاجية للكثيرين. 

يصبح البعض أقل رغبة في الخروج أو ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق، مما يعزز الشعور بالعزلة والوحدة.

العودة إلى الروتين: بعد فصل الصيف الذي يكون مليئًا بالأنشطة والاسترخاء والإجازات، يعود الناس في الخريف إلى حياتهم الروتينية، سواء كان ذلك العمل أو الدراسة. 

هذه العودة المفاجئة إلى الروتين قد تكون مرهقة نفسيًا وتخلق شعورًا بالضغط والتوتر، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

أعراض اكتئاب فصل الخريف

يتميز اكتئاب الخريف بعدة أعراض واضحة، ومن المهم ملاحظة هذه الأعراض للتعرف على المشكلة مبكرًا. ومن بين هذه الأعراض:

الشعور المستمر بالحزن أو الإحباط: يشعر الشخص بحالة من الكآبة العامة دون سبب واضح، وتصبح هذه المشاعر أكثر وضوحًا مع تقدم الأيام في الخريف.

فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة: قد يفقد المصاب بإكتئاب الخريف الرغبة في القيام بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق، سواء كانت رياضية، اجتماعية أو حتى الهوايات الشخصية.

التعب وقلة الطاقة: يشعر الشخص المصاب باكتئاب الخريف بتعب عام وعدم القدرة على القيام بالمهام اليومية البسيطة.

تغيرات في النوم: يعاني البعض من النوم المفرط، حيث يشعرون بالحاجة إلى النوم لفترات طويلة، بينما قد يعاني آخرون من الأرق وصعوبة في النوم ليلًا.

تغييرات في الشهية: يترافق اكتئاب الخريف في بعض الأحيان مع تغييرات في الشهية، حيث يمكن أن يزداد تناول الطعام بشكل ملحوظ أو على العكس، يقل استهلاك الطعام، مما يؤدي إلى تغيرات في الوزن.

كيفية التعامل مع اكتئاب فصل الخريف

على الرغم من أن اكتئاب فصل الخريف قد يبدو مزعجًا، إلا أن هناك العديد من الطرق الفعالة للتعامل معه والتغلب على أعراضه:

زيادة التعرض لأشعة الشمس: حتى في الأيام التي تكون فيها الشمس مختبئة خلف الغيوم، حاول الخروج في الهواء الطلق وتعرض لضوء النهار قدر الإمكان. 

يمكن أن يساعد ذلك في رفع مستويات السيروتونين في الجسم، وبالتالي تحسين المزاج.

ممارسة الرياضة: النشاط البدني يساعد على إفراز الإندورفين، وهو هرمون آخر مسؤول عن تحسين الحالة المزاجية. 

يمكن ممارسة رياضات بسيطة مثل المشي أو ركوب الدراجة.

الحفاظ على الروتين الاجتماعي: قد تكون الوحدة والانغلاق من أسباب تفاقم اكتئاب الخريف، لذلك من المهم الحفاظ على علاقات اجتماعية نشطة، سواء مع الأصدقاء أو العائلة.

تناول طعام صحي: يمكن أن تؤثر نوعية الطعام بشكل كبير على الصحة النفسية. 

حاول تناول وجبات متوازنة تحتوي على الخضروات، الفواكه، البروتينات والكربوهيدرات المعقدة التي تعزز من الطاقة وتحسن المزاج.

البحث عن الدعم النفسي: في حالة استمرار الأعراض وزيادتها، قد يكون من الضروري البحث عن دعم نفسي من خلال استشارة مختصين في الصحة النفسية.