سفير بكين بالقاهرة: مصر أول دولة إفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة
قال السفير لياو ليتشيانج، سفير الصين في القاهرة إن قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي أرسلت رسالة واضحة مفادها سعي الصين وإفريقيا المشترك للتنمية، وجسدت عزيمة "الجنوب العالمي" على التضامن والتعاون.
وأكد أنه خلال هذه القمة، يتقدم الجانبان الصيني والإفريقي إلى الأمام سويا، الأمر الذي يشكل "لحظة الجنوب" في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وأضاف: كانت مصر أول دولة إفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة، وتعد البلدين صديقين تربطهما الرؤى المشتركة والثقة المتبادلة، وشركين في تحقيق التنمية المشتركة والرخاء المشترك.
وأوضح أنه في السنوات الأخيرة، بفضل الإرشاد الاستراتيجي لرئيسي البلدين، عملت الصين ومصر على تنفيذ "الأعمال الثمانية المشتركة" و"المشاريع التسع" في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي، وحققتا نتائج مثمرة في مجالات البنية التحتية والتجارة والاستثمار والزراعة الحديثة وإعداد الكفاءات.
وتابع: يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وكذلك "عام الشراكة الصينية المصرية"، حيث يعد حضور الدكتور مصطفى مدبولي هذه القمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة رفيعة المستوى أخرى بين البلدين بعد زيارة الرئيس السيسي ورئيس مجلس النواب حنفي جبالي، وهي زيارة مهمة للغاية لتنفيذ نتائج زيارة الرئيس السيسي للصين في مايو الماضي وتعزيز المواءمة الاستراتيجية بين البلدين.
وقال إنه قبل الزيارة، تلقى الدكتور مصطفى مدبولي مقابلة مع أكبر وكالة أنباء في الصين وكالة شينخوا وأكبر صحيفة في الصين صحيفة الشعب اليومية، حيث سجل تقييما إيجابيا لمساهمة الصين ومصر في تطوير منتدى التعاون الصيني الإفريقي في السنوات الأخيرة، وتقديرا عاليا للإنجازات الهائلة التي حققها البلدان في العقد الماضي، وأكد على أن مصر من أوائل الدول التي انضمت إلى مبادرة "الحزام والطريق"، وتجاوبت بنشاط مع ما طرحته الصين من مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وقد شكل البلدان آليات التعاون متعددة المستويات، التي تستفيد منها مصر بشكل حقيقي.
والتقى رئيس مجلس نواب الشعب الصيني تشاو لجي بالدكتور مصطفى مدبولي في يوم وصوله إلى بكين، وأكد على حرص الصين على بذل جهود مشتركة لتنفيذ التوافقات المهمة بين رئيسي البلدين، وتعزيز الصداقة التقليدية ودفع المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030"، وتعميق التعاون في مجالات البنية التحتية والصناعة والثقافة والسياحة، وتعزيز التواصل بين الشعبين، والعمل على إقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى مدبولي إن مصر تلتزم بمبدأ الصين الواحدة، وأن التحديث الصيني النمط سيجلب المزيد من الفرص لمصر وغيرها من الدول النامية، وتحرص مصر على تعميق التعاون مع الصين في كافة المجالات، والتعاون في بناء "الحزام والطريق" وتحقيق التنمية المشتركة.
وخلال القمة، حضر الدكتور مصطفى مدبولي جلسة رفيعة المستوى بعنوان عملية التصنيع والزراعة الحديثة، حيث سجل تقديرا عاليا لما طرحه الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية من أعمال الشراكة العشر لتعزيز العلاقات الصينية الإفريقية في كافة المجالات.
كما حضر الدكتور مصطفى مدبولي الدورة الثامنة لاجتماع رجال الأعمال الصينيين والأفارقة، واجتمع مع ممثلي 9 شركات صينية، وشاهد على توقيع 11 وثيقة التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والصناعة والاستثمار وتكنولوجيا الاتصالات، ودفع سلسلة من مشاريع التعاون المهمة.
وأضاف السفير: ظلت الصين ومصر الرفاق والشركاء في طريق التحديث، اليوم، تمر العلاقات الصينية المصرية بأفضل مراحلها في التاريخ، وهي نموذج للعلاقات الصينية الإفريقية القائمة على التضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة.
وتابع: وتحرص الصين على بذل جهود مشتركة مع مصر لانتهاز فرصة نجاح القمة، ودفع التعاون الصيني الإفريقي لتحقيق التحديث وإقامة المجتمع الصيني الإفريقي عالي المستوى للمستقبل المشترك، وإرسال رسالة واضحة مفاده عزيمة "الجنوب العالمي" على التقدم سويا إلى الأمام، والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ودفع العالم نحو مستقبل مشرق يسوده السلم والأمن والرخاء والتقدم.