بدأت بـ «أنت طيشة».. القصة الكاملة لـ أزمة إسماعيل حلمي معلم ديرمواس حتى وفاته قهرا

محافظات

إسماعيل حلمي مدير
إسماعيل حلمي مدير التعليم الإعدادي والثانوي

تعيش إدارة ديرمواس التعليمية التابعة لمحافظة المنيا حالة من الحزن العميق بعد وفاة إسماعيل حلمي، مدير التعليم الإعدادي والثانوي.

وعبّر مئات المعلمين عن أسفهم الشديد، مشيرين إلى أن وفاته قد تكون نتيجة لما تعرض له من سوء معاملة وإهانة من قبل مدير الإدارة التعليمية خلال أحد الاجتماعات، حيث تم إلغاء انتدابه وإعادته إلى عمله كمدرس.

وفي خطوة احتجاجية، تقدم 38 معلمًا وإداريًا ومدير مدرسة في مركز ديرمواس بشكوى جماعية إلى وزير التعليم والتعليم الفني، يعبرون فيها عن استيائهم من سوء معاملة مدير الإدارة التعليمية.

وورد في الشكوى اتهامات للمدير بالتطاول على المعلمين ومحاولة إذلالهم. كما أشار المعلمون إلى تعرض أحد زملائهم القدامى للإهانات خلال اجتماع مؤخر، مما أدى إلى قرار تعسفي بنقله وإلغاء انتدابه، وهو ما تسبب في إصابته بذبحة صدرية أدت إلى وفاته.

حمامة السلام

وعن تفاصيل الأزمة، قال حمدي عبد الرحمن، مدير التعليم الإعدادي بإدارة ديرمواس التعليمية، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إنه كان شاهدًا على واقعة إهانة المعلم الراحل، وأوضح المعلم إسماعيل حلمي كانوا يلقبونه بـ "حمامة السلام" في الإدارة، خاصة أنه كان دائم التبسم والمحبة للجميع، ولم يخطئ في حق أحد طوال حياته.

وأضاف "عبد الرحمن"، أحد المعلمين، أنه في اجتماع المديرية الذي عُقد في 21 من الشهر الماضي، والذي حضره المعلم المتوفى وجميع مديري المدارس ومدير إدارة ديرمواس، تعرض إسماعيل حلمي لتوبيخ مهين.

وأوضح أن مدير الإدارة قام بتوجيه الشتائم له بعد محاولته تهدئة الأوضاع كونه من أكبر الحضور سنًا، حيث قال له: "إنت طيشة – إنت أراجوز" في مشهد محرج أمام الجميع. ورغم حب الجميع له على مدى أكثر من 35 عامًا، غادر إسماعيل الاجتماع دون أن يرد على الإهانة.

مات قهرًا

ومن شهود العيان على الأزمة، قال خالد محمد، مدير التعليم الثانوي إن إسماعيل حلمي توفي نتيجة القهر والحزن، فقد عانى لمدة تزيد عن 20 يومًا من مشاعر الحزن بسبب الإهانات والتهكم الذي تعرض له من قبل مدير الإدارة التعليمية.

وأضاف خالد أنه قبل أربعة أيام، وبعد صدور قرار مفاجئ بإلغاء انتدابه، فقد وعيه وأصيب بذبحة صدرية، مما استدعى نقله إلى المستشفى. وأشار إلى أنه ظل يردد: "أعوذ بالله من قهر الرجال" عدة مرات، قبل أن ينطق الشهادتين ويفارق الحياة.

وأشار خالد محمد إلى أن إسماعيل حلمي لم يكن مجرد معلم، بل كان شاعرًا وأديبًا، وموسوعة علمية في حد ذاته. وأوضح أن الجميع كان يحب الجلوس والتحدث معه، مشيدًا بانضباطه الأخلاقي الذي تجلى خلال الاجتماع. ورغم الإهانات والشتم التي تعرض لها، فضل إسماعيل مغادرة الاجتماع دون الرد حتى لا تتفاقم الأوضاع بين زملائه المعلمين. إلا أن قرار إلغاء انتدابه وإعادته كمدرس كان له أثر بالغ على صحته، حيث ساهم في إصابته التي أدت إلى وفاته.

رد حاسم من التعليم

وفي سياق آخر، أشار حسين عباس، نقيب معلمي مركز ديرمواس، إلى أنه تم إبلاغه رسميًا من قبل مسؤولي مديرية التربية والتعليم وديوان المحافظة بصدور قرار إنهاء تكليف حسام عبد العزيز مدير إدارة ديرمواس التعليمية.

وتم نقل حسام عبد العزيز إلى ديوان عام المديرية بمدينة المنيا، وفتح تحقيق معه على خلفية تعديه بالسب والتهكم على أحد المعلمين وإلغاء ندب المعلم، مما تسبب في وفاته حزنًا وقهرًا.

وأضاف حسين عباس، نقيب معلمي مركز ديرمواس، في تصريح خاص لـ "الفجر، أن جميع المعلمين في مركزي ديرمواس وملوي يقفون معًا تجاه الأزمة الحالية.
وأكد نقيب معلمي ديرمواس أن تصرفات مدير الإدارة لا تليق بأي معلم يتسم بالمسؤولية. وقدم عباس شكره لجميع مسؤولي مديرية التعليم والمحافظة على سرعة تدخلهم وفتح تحقيق مع المدير، مشيرًا إلى أن سلوكه أساء إلى المعلمين وتسبب في حالة من الحزن بينهم، خصوصًا بعد تعديه على مدير التعليم الإعدادي والثانوي، إسماعيل حلمي، وإلغاء ندبه، مما أدى إلى إصابته بذبحة صدرية ووفاته.

اجتماع طارئ

وكانت نقابة المعلمين في ديرمواس وملوي قد عقدت اجتماعًا طارئًا، لمناقشة التجاوزات التي قام بها حسام عبد العزيز، مدير إدارة ديرمواس التعليمية، تجاه المعلمين خلال اجتماعاته.

وجرى الحديث عن تهديداته وترهيبه للمعلمين بإلغاء ندبهم، بالإضافة إلى سخرية من المعلم الراحل إسماعيل حلمي خلال اجتماع للمديرين. وقد تضمن الاجتماع أيضًا مناقشة قرار إلغاء ندب إسماعيل وعودته إلى عمله كمدرس، مما أصابه بالحزن والإهانة، لينقل بعد ذلك إلى المستشفى حيث توفي إثر إصابته بذبحة صدرية.