ماذا وراء طلب أوكرانيا في الحصول على صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي؟

تقارير وحوارات

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

 


تستمر الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في تصاعدها، حيث يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تعزيز قدرات بلاده العسكرية عبر الضغط على حلفائها الدوليين للحصول على صواريخ طويلة المدى، هذا السعي يعكس حاجة كييف الملحة لتحقيق استراتيجيات هجومية أكثر فعالية ضد روسيا، ولكن تحقيق هذا الهدف يواجه مجموعة من التحديات السياسية والتكتيكية التي قد تؤثر بشكل كبير على موازين القوى في النزاع المستمر.

ففي الأشهر الأخيرة، تصاعدت مطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على صواريخ طويلة المدى، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على ضرب الأهداف الاستراتيجية داخل الأراضي الروسية.

يعكس هذا الطلب رغبة كييف في تغيير معادلة الصراع على الأرض، وذلك عبر استخدام أسلحة تمكنها من استهداف المواقع الحيوية التي تسهم في دعم العمليات العسكرية الروسية.

ورغم الجهود الدؤوبة التي بذلها زيلينسكي، بما في ذلك الضغوط المتزايدة على الولايات المتحدة وبريطانيا، لم يتم حتى الآن إصدار قرار رسمي يتيح لأوكرانيا استخدام صواريخ ATACMS الأميركية.

جاء هذا بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر في واشنطن، والذي لم يسفر عن تأكيد حول هذا الطلب.

وكشف دبلوماسيون أوروبيون عن أن أوكرانيا قدمت قائمة مفصلة بالأهداف المحتملة داخل روسيا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.

هذه القائمة تشمل مراكز القيادة العسكرية ومستودعات الوقود والأسلحة، بالإضافة إلى تجمعات القوات الروسية.

وتأمل كييف في استخدام صواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ "ستورم شادو" البريطانية لتعزيز قدرتها على تحقيق ضغوط هجومية فعالة.

كما أن إضافة طائرات إف-16 إلى ترسانة أوكرانيا تمثل جزءًا من استراتيجيتها لردع التفوق الجوي الروسي.

ومع ذلك، يواجه هذا الطموح الأوكراني مجموعة من العقبات، فقد أوضح مسؤولون في البنتاغون أن غالبية الطائرات الروسية التي تمثل تهديدًا كبيرًا لأوكرانيا تتمركز في مطارات تقع على بعد 300 كيلومتر على الأقل من الأراضي التي تسيطر عليها كييف، وهو ما يتجاوز نطاق صواريخ ATACMS.

إضافة إلى ذلك، فإن صواريخ الكروز مثل "ستورم شادو" و"SCALP"، التي ترغب أوكرانيا في استخدامها، لها مدى يصل إلى نحو 250 كيلومترًا فقط، وهو ما قد يحد من فعاليتها في الوصول إلى الأهداف البعيدة.

وتبقى الإدارة الأميركية في موقف حذر بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام هذه الصواريخ في الهجمات على الأراضي الروسية، وذلك بسبب المخاوف من ردود فعل روسية محتملة قد تؤثر على المصالح الأميركية في مناطق أخرى، مثل الشرق الأوسط.

وحذرت وكالات المخابرات الأميركية من أن موسكو قد ترد على هذا التحرك بدعم إيران في استهداف القوات الأميركية في سوريا والعراق، مما يضيف تعقيدًا إضافيًا إلى الأبعاد الجيوسياسية للنزاع.

ومع استمرار النقاشات والمفاوضات بين الأطراف الدولية، تظل مسألة توفير الصواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا واحدة من القضايا المحورية التي قد تؤثر بشكل كبير على مسار الصراع والنتائج المترتبة عليه.