أستاذة الفقه المقارن: الزواج في الإسلام أداة لبناء الأسرة

إسلاميات

الدكتورة سعاد صالح
الدكتورة سعاد صالح

أكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الزواج هو من القيم الأساسية في الأديان السماوية، والذي شرعه الله سبحانه وتعالى لبناء الأسرة وتأسيسها.

وأشارت إلى أن الإسلام قد وضع شروطًا دقيقة لضمان صحة عقد الزواج، وذلك لضمان تحقيق الأهداف التي من أجلها أُقر الزواج. 

ومن هذه الشروط، الإشهار والإعلان والتصديق، وعدم اشتراط مدة معينة للزواج، مؤكدًة أن مخالفة هذه الاشتراطات تبطل عقد الزواج.

الشروط الأساسية لصحة عقد الزواج

قالت الدكتورة سعاد صالح، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إنجي أنور في برنامج "مصر جديدة"، الذي يُبث على قناة "ETC"، إن الشريعة الإسلامية قد أحاطت عقد الزواج بسياج منيع لضمان تحقيق أهدافه النبيلة. 

وأوضحت أن القرآن الكريم يحتوي على آيات متعددة تبرز الأهداف السماوية من الزواج والأسرة.

وأشارت إلى قوله تعالى في سورة الروم: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، موضحة أن هذه الآية تدل على أن الزواج هو معجزة من معجزات الله ووسيلة لتحقيق الربط المشروع بين الرجل والمرأة.

ردًا على الادعاءات المتعلقة بالإمام أبو حنيفة

أوضحت الدكتورة سعاد صالح أن هناك ادعاءات غير صحيحة حول الإمام أبو حنيفة، حيث تم تداول فكرة مفادها أنه أقر بـ "المساكنة" مقابل أجر. 

ووصفت هذه الادعاءات بأنها خرافة وأفتراء، مبينة أن ما يُقال بشأنها يعتمد على تفسير غير دقيق لكلمات القرآن. 

وأكدت أن المصطلح "تسكنوا إليها" في الآية الكريمة لا يشتمل على مفهوم المساكنة مقابل أجر، وأن الزواج في الإسلام هو عقد شرعي يستند إلى أسس من الاستقرار والمودة، وليس وسيلة للتحايل على الزنا.

الزواج: استقرار ووديعة بين الزوجين

قالت الدكتورة سعاد صالح إن الزواج في الإسلام يُعتبر استقرارًا ووديعة بين الزوجين، وفقًا لما ورد في الآية الأخرى: «وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة كمستقر ومستودع».

وأوضحت أن الزواج هو ارتباط شرعي يهدف إلى تحقيق الاستقرار بين الزوجين، وليس إلى تحايل على الشريعة. 

وأضافت أن المساكنة، في هذا السياق، تُعتبر تحايلًا على القوانين الشرعية وقد تؤدي إلى إقامة علاقات غير شرعية، وهو ما يتعارض تمامًا مع التعاليم الإسلامية.

أهمية الالتزام بالشروط الشرعية

نبهت الدكتورة سعاد صالح إلى أن الشريعة الإسلامية تُلزم بالالتزام بالشروط الشرعية الصحيحة لعقد الزواج لضمان تحقيق أهدافه السامية، مثل بناء أسرة قائمة على المودة والرحمة. 

وشددت على أن الزواج في الإسلام هو عقد يُشترط فيه الإشهار والإعلان والصدق، وأن أي مخالفة لهذه الشروط تُبطل عقد الزواج.