كواليس وتطورات انهيار سد أربعات بولاية البحر الأحمر وتدمير 20 قرية بالكامل
كواليس وتطورات انهيار سد أربعات بولاية البحر الأحمر وتدمير 20 قرية بالكامل، أطلق أهالي منطقة أربعات ومدينة بورتسودان نداء استغاثة "أنقذوا أهل أربعات، أنقذوا بورتسودان"، ونتيجة للأمطار والفيضانات المدمرة، أعلنت إدارة المرور السريع في ولاية البحر الأحمر بالسودان، السبت، إغلاق الطريق بين مصر والسودان.
أهمية موقع سد أربعات
يقع سد أربعات في منطقة القنب وأوليب على بعد 40 كيلومترا من بورتسودان وهو المغذي الرئيسي لولاية البحر الأحمر بالمياه العذبة، وبانهياره باتت بورتسودان مهددة بالعطش، حسب قيادات أهلية من المنطقة تحدثت للجزيرة نت. وفي مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات سيرا على الأقدام بين الجبال والصخور والإطماء وتدفق مياه السد وصولا إلى نقطة انهيار البوابة الرئيسية، وصلت الجزيرة نت إلى المنطقة.
وقالت وحدة تنفيذ السدود بوزارة الري والموارد المائية -للجزيرة نت- إن السد تم تشييده عامي 2002 و2003، بسعة تخزينية تناهز 16 مليون متر مكعب، والمصرف بطول 60 مترا وارتفاع 4 أمتار، ويتم نقل المياه لبورتسودان عبر خط ناقل بقطر 20 بوصة.
وأضاف المسؤول في الوحدة، عبد الرحيم الأمين عبد اللّه، أن تراكم الإطماء بالبحيرة أثّر على السعة التخزينية، ونسبة للفيضان العالي لهذا العام فقد أدى إلى تجاوز كميات المياه أعلى السد.
إغلاق الطريق بين مصر والسودان
ومن منطقة سد أربعات إلى مسافة تقدر بـ37 كيلومترا، جرفت السيول في طريقها نحو 20 قرية وممتلكات مواطنيها من ذهب وسيارات ومواشي ومبانٍ. ورصدت الجزيرة نت انهيارا تاما لبوابة السد، ولا تزال المياه والإطماء يتدفقان في المنطقة، مع انقطاع الطريق الأسفلتي المُعبد الموصل للسد.
وقال سكان من قرى أربعات إنهم سمعوا الساعة الواحدة ظهر يوم 25 أغسطس/آب الجاري صوت انفجار ضخم وتدفق المياه، وبصعودهم للجبل شاهدوا السيول تندفع بقوة.
تعرض الطريق الرابط بين مصر والسودان إلى انجراف في منطقة عروس عند الكيلو 17 والكيلو 20، بسبب الفيضانات والأمطار التي تعرضت لها الولاية، وتدفق المياه من سد أربعات بعد انهياره، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
أهمية سد أربعات
وشهدت ولاية البحر الأحمر أمطارًا غزيرة منذ أسابيع، ما أدى إلى سيول وفيضانات هائلة في بعض المناطق، خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وترجع أهمية سد أربعات إلى تخزين مياه الأمطار الموسمية وهو الخزان الذي تعتمد عليه بورتسودان في إمدادها بالمياه.
وقتل 132 شخصا على الأقل في السودان نتيجة السيول والأمطار الغزيرة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الاتحادية.
وقالت الوزارة في بيان يوم الاثنين إن "تقرير (موسم) الخريف كشف أن إجمالي الولايات المتأثرة: 10 ولايات، فيما ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31666 أسرة والأفراد 129650 فردا". وأضافت "بلغ مجمل حالات الوفاة 132 حالة".
وزادت السيول والفيضانات المدمرة التي اجتاحت أكثر من 100 مدينة وقرية في عدد من مناطق السودان مؤخرا، المخاوف من ارتفاع عدد المهددين بالجوع إلى 40 مليون من سكان البلاد البالغ تعدادهم 48 مليون نسمة.