الاحتباس الحراري في القارة القطبية الجنوبية: موجة حر غير مسبوقة
رغم أن القارة القطبية الجنوبية تُعرف بأنها أبرد مكان على وجه الأرض، إلا أنها تشهد موجة حر غير عادية خلال شتائها. فقد أشار المعهد البريطاني لدراسة المناطق القطبية إلى أن هذه الموجة الحارة قد استمرت لفترة غير معتادة، مما أثار اهتمام العلماء والخبراء في هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية. ووفقًا للخبير توماس كاتون هاريسون، فإن متوسط درجات الحرارة في يوليو الماضي كان أعلى من المعدلات الموسمية بمقدار 3.1 درجات مئوية، مما يجعله ثاني أشد أشهر يوليو حرارة منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1979.
تفاوت درجات الحرارة وتسجل زيادات غير عادية
أظهرت البيانات أن درجات الحرارة اليومية في القارة تراوحت بين 34.68 درجة مئوية تحت الصفر في منتصف يوليو و28.12 درجة مئوية تحت الصفر في نهايته. وفي 7 أغسطس، بلغ متوسط الحرارة 26.6 درجة تحت الصفر، مما يشير إلى استمرار الارتفاع في درجات الحرارة. وعلى الرغم من أن الزيادات عن المعدلات المعتادة خلال فصل الشتاء في القطب الجنوبي أمر مألوف، إلا أن هذه الموجة كانت مميزة بمدتها الطويلة وارتفاعاتها غير المسبوقة، خاصة في مناطق محدودة مثل كوين مود لاند وبحر ويدل.
تغيرات مناخية ملحوظة في درجات الحرارة
تشير البيانات المنشورة من جامعة ماين إلى أن متوسط درجات الحرارة اليومية في القارة تراوح بين 34.68 درجة مئوية تحت الصفر في منتصف يوليو و28.12 درجة مئوية تحت الصفر في نهاية الشهر. ورغم البرودة القارسة، إلا أن هذه الزيادة الملحوظة في درجات الحرارة وصلت إلى 10 درجات مئوية فوق المعدلات المعتادة في بعض المناطق، مثل كوين مود لاند وجزء من بحر ويدل، مما يبرز طابع هذه الموجة الحرارية الغير تقليدية.
أثر الاحترار العالمي على القارة القطبية
الاحترار المناخي العالمي لم يستثنِ القارة القطبية الجنوبية، التي تعتبر عادة معزولة عن مثل هذه التأثيرات بسبب بيئتها القاسية. علماء من مختلف أنحاء العالم أشاروا إلى أن طول مدة موجة الحر هذه يعكس اتجاهًا مقلقًا نحو شتاء أكثر دفئًا في القطب الجنوبي. وأكدت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر جيوساينس" في يونيو الماضي أن القارة قد تصل إلى "نقطة تحوّل" نحو ذوبان غير منضبط لصفائحها الجليدية، مما سيؤدي إلى آثار خطيرة على مستوى سطح البحر.
تداعيات ذوبان الجليد على المناطق الساحلية
يُحذر العلماء من أن استمرار تسرب مياه المحيط الأكثر دفئًا بين الجليد والأرض تحتها قد يؤدي إلى ذوبان متسارع للجليد، يتجاوز قدرة القارة على تكوين جليد جديد. هذا السيناريو المقلق قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل يهدد سكان المناطق الساحلية في جميع أنحاء العالم، مما يضع البشرية أمام تحديات بيئية جسيمة في المستقبل القريب.