نعمت شفيق: كنا نحاول مقاومة الاستقطاب
"تناقض الواقع".. أسباب استقالة رئيسة جامعة كولومبيا
الأحداث في غزَّة على مرأى ومسمع من الناس والعالم، ومع ذلك لا زال هناك من يناقض الواقع، فيبدو أثر هذا الناقض في كل تصرفاته وخطواته، حتَّى حين يعلن إخفاقه تجده يفكٍّ بطريقة مختلفة تمامًا.
نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، قدَّمت استقالتها، في خطوة أثارت عيون الكاميرا وأقلام الصحفيين. فبعد أربعة أشهر تقريبا من إشرافها على تعامل الجامعة مع احتجاجات في الحرم الجامعي على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، تترك مقعدها المسؤول، حسب إعلانها الرسمي عن ذلك.
بداية الأزمة
كان تعامل نعمت شفيق، المشهورة بـ مينوش شفيق، مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وتعهدها العلني أمام لجنة بالكونغرس بأنها ستعاقب العديد من أعضاء هيئة التدريس الذين يتبنون وجهات نظر ضد إسرائيل، مثيرا للانقسام.
كما واجهت انتقادات بسببب استدعائها الشرطة إلى الحرم الجامعي لإخلاء مخيم طلابي مؤيد للفلسطينيين في 18 أبريل الماضي.
بكل الحزن.. أعلنت استقالتها
يبدو أنَّ القرار ليس سعيدًا، ولم يؤدي إلى راحة، وربما جاء جبريًا، قالت شفيق في رسالتها المنشورة على الموقع الرسمي للجامعة: "أكتب إليكم بحزن لأخبركم أنني سأتنحى عن منصبي كرئيسة لجامعة كولومبيا اعتبارا من 14 أغسطس 2024".
تناقض الواقع.. أسباب الاستقالة
يبدو أنَّ طبيعة المعايشة والحياة داخل الولايات المتحدَة جعلت من "نعمت" شخصًا يرى الأمر الحاصل داخل غزَّة بعيون المسؤول الأمريكي وليس بعيون الأكاديمي، إذ أشارت إلى أنه "كان من المحزن – بالنسبة للمجتمع، ولي كرئيسة، وعلى المستوى الشخصي – أن أجد نفسي وزملائي وطلابي عرضة للتهديدات والإساءات"، مشددة على أنه "يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمقاومة قوى الاستقطاب في مجتمعنا".
الحياة الشخصية تاخذ حظَّها من بيان الاستقالة
وتابعت: "لقد كان لهذه الفترة أثر سلبي على أسرتي، كما كان الأمر بالنسبة لآخرين في مجتمعنا".
وأبرزت شفيق: "خلال الصيف، تمكنت من التفكير وقررت أن مغادرتي في هذه المرحلة من شأنه أن يمكّن جامعة كولومبيا من التغلب على التحديات المقبلة".
ختامًا، بعد استقالة مينوش، من المنتظر أن يأتي شخص جديد يتعامل مع الأمر بأسلوب مختلف، لكن من المؤكَّد أنَّ التصعيد لن يحلٍّ أمرًا قي عيون المسؤولين - على الأقل - داخل الجامعة.