الزلازل والاعتقادات الدينية: ما هو تفسير دار الإفتاء المصرية؟

إسلاميات

الزلزال
الزلزال

شهدت العديد من الدول في الآونة الأخيرة، بما في ذلك سوريا ولبنان وتركيا والأردن وإسرائيل، موجة من الهزات الأرضية والزلازل. 

في هذا السياق، يعتقد بعض الناس أن الزلازل قد تكون عقابًا أو انتقامًا من الله سبحانه وتعالى للمنطقة التي يحدث فيها الزلزال. 

ولكن، ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟ وهل هناك تفسير ديني لهذا الأمر؟ دار الإفتاء المصرية توضح هذه المسألة بمزيد من التفصيل.

الزلازل والاعتقادات الدينية

في تصريحاتها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن وقوع الزلازل في مناطق معينة ليس له علاقة بغضب الله على أهل تلك المناطق أو بأنهم يستحقون العقاب. 

وأوضحت أن البلاء قد يصيب الصالحين كما يصيب العصاة، مما يعني أن الزلازل لا ترتبط بمستوى التقوى أو الذنب في المنطقة.

تفسير علمي وديني لحدوث الزلازل

تشير دار الإفتاء إلى أن الزلازل تحدث نتيجة هزات أرضية تؤثر على القشرة الأرضية في بعض المناطق، وهو تفسير علمي معروف. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ۝ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: 1- 2].

يشير هذا النص إلى أن الزلازل هي جزء من الطبيعة الكونية التي خلقها الله عزَّ وجلَّ.

الرد على مزاعم العقاب الإلهي

دار الإفتاء المصرية تدحض الفكرة القائلة بأن الزلازل تحدث بسبب ذنوب سكان منطقة معينة.

بل، تؤكد أن الشرع الإسلامي ينص على أن البلاء قد يصيب الصالحين كما يصيب العصاة، لكنه يُعتبر في حالة الصالحين رحمة ورفعة. من هذا المنطلق، يُعتبر من يموت بسبب الزلازل شهيدًا، ويحظى بأجر عظيم وفقًا للشريعة. 

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الشهداء خمسة: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (متفق عليه).

الدعاء وفعل الخير في أوقات الزلازل

في أوقات الزلازل، يُنصح المؤمنون بالتضرع إلى الله بالدعاء وكثرة فعل الخير، بدلًا من البحث عن أسباب دينية غير صحيحة وراء الكوارث الطبيعية، فالإيمان والاحتساب في مثل هذه الظروف يعزز من روح الصبر والرحمة.