فوائد القصص التي في سورة الكهف
اعرف وصايا للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف
وصايا للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف إن من حكمة الله البالغة أن أرسل لنا القرآن منهاجًا نتبعه ونحكِّمه في جميع أمورنا، ومن الأمور التي ينبغي أن نتبعها أساليب القرآن في الدعوة إلى الله، وفيها أسلوب القصص، فالقصص لها مكانة عظيمة في الدعوة إلى الله.
فوائد القصص التي في سورة الكهف
بين يدينا سورة من كتاب الله الكريم، سورة عظيمة حوت قصصًا عجيبة، إنها قصص الأسباب والمسببات، والإيمان والإلحاد، والغيب والشهادة، قصص تستأصل جذور التعلق بالمادية وأصول الدجل وأساليبه وتلبيساته، تفضح عباد الدنيا، والمتعلقين بزينتها، والفاشلين في ابتلائها.
قصص تبين حدوث الأسباب وما وراء الأسباب، والإيمان بالغيب، والرجم بالغيب، قصص الصراع بين الإيمان والمادة، والآثار المترتبة على هذا الصراع في العقيدة والعمل والأخلاق والسلوك والآثار والنتائج، قصص تفضح عبثية المحاولات التي تبذل من أجل محو الحق أو تحريفه أو تشويه الحقائق أو العبث بها.
قصص عجيبة في توجهاتٍ سديدة، وعظات بالغة، تأخذ بمجامع القلوب، وتنطوي على صور مشرقة من الجهاد والمجاهدة، والكفاح والتضحية.
وصايا للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف
وصايا للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف تحقيق التوازن بين التوكل والأخذ بالأسباب
ونختم بتوجيه الخطاب إلى نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الكهف:٢٣ – ٢٤] فإذا كانت القصة تحكي حال الغيب الماضي، فكذلك حال غيب المستقبل، إن كل حركة وسكون وكل نفس من الأنفاس مربوط بإرادة الحي القيوم، وسجل الغيب محاطٌ بحجب عن الأعين والعقول فهي غير قادرة على أن تدرك ما وراء هذه الحجب فالعقول محدودة وقوى البشر قاصرة، وهذه العقيدة الراسخة الثابتة في الغيب، والأسباب لا تدعو إلى كسر التوكل، ولكنها تحقق التوازن بين التوكل والأخذ بالأسباب، فلا يحس المرء بالخوف والتردد وهو يفكر ويدبر ويخطط، كما لا يشعر بالغرور والبطر وهو ينجح ويفلح ويحقق، مرتبط بالله وذكره، مؤمل في هدايته ورشده: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) [الكهف:٢٤].
وصايا للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة الكهف لزوم الذين سعدوا بالإيمان والتوحيد
ثم الوصية الأخرى لنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ومن معه بالتمسك بحبل الله، بالتمسك بالسبب الأقوى سبيل الإيمان وسبيل القرآن ذلكم هو لزوم الذين سعدوا بالإيمان والتوحيد واليقين والذكر والدعاء وإن كان حظهم من الدنيا قليلا، ونصيبهم في المتع منقوصا: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [الكهف:٢٨].- ترك مخالطة أهل الهوى
ثم التحذير والنهي عن الانسياق مع من قد تعلق بالمادة وزخارفها المتشبع بروحها، قد انغلق قلبه وأسرف على نفسه: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف:٢٨].