تنفيسة| «الكونتينر».. الغزو المصري للأسواق العالمية

مقالات الرأي

محمد جاد الله
محمد جاد الله

في تمام الساعة السابعة إلا الربع مساءً من السبت للأربعاء، يُعرض على شاشة قناة DMC برنامج «الكونتينر» يقدمه الفنان أحمد داود. وكانت سنة 2023م هي الانطلاقة للموسم الأول لهذا المنتج الإعلامي الرائع، والآن ونحن بمنتصف سنة 2024م نشهد الموسم الثاني لهذه الإضافة الإعلامية الحقيقية.

حيث يُسلط البرنامج الضوء على الصناعة المصرية بمختلف المجالات، ليُعد هذا البرنامج الأول من نوعه للكشف أسرار الكثير من الصناعات التي قدمها أبناء مصر الصناعيون، للكثير من أسواق بلدان العالم، لذلك فأنا أدعو القراء الأعزاء إلى الاستماع لهذا التحفة الإعلامية، لنرى كيف استطاعت، بل وتستطيع مصر بسواعد أبنائها أن تتبوأ مكانة تنافسية بالأسواق العالمية. 

 وقدم لنا البرنامج في موسومه الأول لسنة 2023م عددًا من الزيارات لـ 16 مصنعًا مصريًا، لمختلف الصناعات، منها على سبيل المثال لا الحصر، مصنع للفواكه، ومصنع لتصنيع الأدوية، ومصنع لتصنيع الأتوبيسات، وغيرها من الصناعات التي خرجت من تحت يد أبناء مصرنا الحبيبة. ويُكمل البرنامج جولاته للموسم الثاني على التوالي لسنة 2024م، ليُقدم لنا كشفًا آخر لصناعات مصرية استطاعت أن تغزو الأسواق العالمية. إلا أن الأمر يسترعي منا الوقوف للتأمل والاهتمام بما يُعرض، لنتساءل، إن كانت هذه الصورة التي قدمها البرنامج لكثير من الشركات والمصانع المصرية قد حققت نجاحات عالميًا، فكيف هو الحال لحكومتنا الرشيدة وهي غارقة بكم من المشكلات والمعوقات؟

وقد يتوقف القارئ العزيز متعجبًا ومستنكرًا مما يقرأ، ليتساءل أهذا هو محمد جادالله الذي يكتب تحت عنوان تنفيسة موضوعات شائكة ويلفت النظر للمشكلات التي تعج بها الدولة؟ صديقي القارئ أنني أكتب ليس لإثارة المشكلات أو خلقها من العدم، فلا يوجد مقال كتبته تحت عنوان تنفيسة إلا من أجل الكشف مُشكلات تُأرق أبناء هذا الوطن الحبيب، إلا أنني قصدت بهذا المقال توضيح صورة مصغرة مما تُعاني منه أجهزة الدولة، لنتساءل هل نحن أمام ضعف في التفكير، أم قصر يد في التنفيذ؟

أردت أن اسْتأنَس بهذه التجربة الإعلامية الفريدة لتكون خير مثال لِمَا تؤول عليه مصرنا الحبيبة بمختلف أجهزتها، ونتساءل هنا، كيف استطاعت هذه الشركات والمصانع أن تُحقق كم هذه النجاحات والاستثمارات داخل مصر وخارجها، وفي الوقت ذاته تُعاني مختلف الوزارات من معوقات في العمل والتنفيذ والاستثمار، كما لو كانت المشكلات كلها خلقت لمصر ووزراتها؟

ولنتساءل مرة أخرى، إذا كانت المشكلات ليست في الموارد المستخدمة، بدليل أن هناك كيانات أخرى خارج قطاعات الوزارات تعمل على قدم وساق مُحققة الكثير والكثير من النجاحات، فمن يكون العائق إذًا؟