ماذا حدث في يوم عاشوراء والسنة المحببة "الإفتاء توضح"
ذكرى مقتل سيدنا الحسين.. ممارسات الشيعة في عاشوراء
ذكرى مقتل سيدنا الحسين.. ممارسات الشيعة في عاشوراء يرى المسلمون الشيعة أن ذلك اليوم هو يوم مقدس بسبب ذكرى مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه في يوم العاشر من شهر محرم عام واحد وستون من الهجرة، بعد أن حاصروه هو وأهل بيته مدة ثلاثة أيام في صحراء مدينة كربلاء بالعراق دون ماء ولا غذاء من قبل جيش يزيد بن معاوية، ثم قتلوه هناك بحيث لم يتبقى من أهل بيته سوى طفل رضيع مريض.
يرى الشيعة وبعض المؤرخين أن تلك الواقعة هي واقعة إنسانية أكثر منها واقعة دينية، وهي تمثل الثورة ضد الظلم وضد المغالاة، وهي ثورة صاحب حق يثأر من أجل حقه، يمارس الشيعة في كل مكان طقوس محددة للتعبير عن تضامنهم مع سيدنا الحسين رضي الله عنه من أهمها توزيع المياه للتعبير عن عطش سيدنا الحسين، وبعضهم يقيمون طقوس منذ بدء شهر محرم حتى اليوم العاشر منه تتمثل في الحزن والبكاء، هناك رواية أخرى عن سيدنا الحسين رضي الله عنه والعبرة المأخوذة منها البكاء تأثرًا واللطم في بعض الأحيان أما شيعة دولة العراق فهم بالإضافة إلى التضامن والتأييد والشعور مع سيدنا الحسين بما أصابه فهم يضيفون لهذا الندم على ما فعله أسلافهم من خديعة أودت بحياة الحسين رضي الله عنه وبعضهم يقومون بجلد نفسه بالسلاسل، وبعض أئمة الشيعة يرفضون تلك الممارسات ويعتبرونها غلوًا وليس منها شعورًا بسيدنا الحسين أو ما أصابه وليس منها ما هو عبرة.
متى يكون صوم عاشوراء
فيوم عاشوراء هو يوم عظيم لما له من مكانة عند المسلمين، ففي ذلك اليوم يكفر الله سبحانه وتعالى عنك ذنوب عام كامل، ولك أن تتخيل أن ذنوب خلال عامٍ كامل اقترفناها تتساقط عن كاهلك، وكأنّك تنهض من التراب فتنفضه عنك فلا يبقى منه شيء أبدًا، ولقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على صوم ذلك اليوم العظيم، ولقد حثّ أيضًا على تحرّيه، أما عن سبب صيامه فأن الله عز وجل في ذلك اليوم العظيم قد نجى نبيه سيدنا موسى عليه السلام من فرعون وقومه فأغرقهم،و لقد سمي عاشوراء بذلك الاسم لأنه يرمز إلى اليوم العاشر من الشهر أي شهر محرم، ولقد اختلف البعض في تسميته، ولكنهم في النهاية اتفقوا على فضله وأجر صيامه .
فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء
خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها:
- أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
- ثانيًا: إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري (1904)، ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
- ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
- رابعًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
- خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».
- سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22)، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
سابعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».