د.حماد عبدالله يكتب: المثقفين والمسئولية الوطنية !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر

 

هذا الوطن، وأي وطن في العالم ينعم بأبنائه من المثقفين – هم أصحاب الفكر والرأي والإستنارة – وأيضًا التنوير – وهم حمله مشاعل المستقبل وهم المحاورون والواضعون لأسس النظام فى الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والدول الذكية تجعل من مثقفيها أدوات لتقدم الأمة – تسمح لهم بالحديث والكتابة والإختلاف معهم في الرأي – والرأي الآخر - كما تسمح بعض الدول بإنشاء وإقامة مراكز للفكر ومراكز للدراسات – والبحوث الأهلية، بغرض إستنباط أساليب جديدة في نظم الإدارة وفى نظم الحكم أيضًا، كما أن المثقفون في كل الأمم – عليهم دور وطنى بالغ الأهمية – ولعل الطبقة الوسطى في المجتمعات والأوطان –  هي دائمًا – القائدة والعامرة بمثقفي الوطن، وهذه الطبقات يجب أن يزداد نشاطها ويزداد الإهتمام بمصالحها – سواء من خلال التشريعات أو الفرص المتاحة لتنمية هذه الطبقة والعلو من شأنها وتقويتها – وكانوا في زمن ماضى ليس ببعيد في مصر – هم الأفندية الذين يحملون مستقبل هذا الوطن بين جنبات أفكارهم وأيضًا أضلاعهم – فمنهم من يكتب ومنهم من يبحث ومنهم من يقدم في الفن والأدب والشعر، ومنهم أساتذة المدارس والجامعات ومنهم الصحفيون، والإعلاميون، والمحامون، والتجاريون، وكذلك الأطباء والصيادلة والفنانين، وضباط الجيش والشرطة – من ذوى الرتب الصغيرة قبل أن يتحولوا إلى بكوات وباشاوات، هذه هي الطبقة الوسطي – الطبقة التي تنتقل بالوطن من مكان إلى مكان – وترفع القيمة المضافة للوطن  ، ومع ذلك فإن تقليل شأن الطبقة الوسطى – هو تقليل من شأن الأمة – وإذا ضعفت هذه الطبقة ضعفت الأمة وتحللت حلقاتها -  وزاد بين خبياتها الغوغائية - وأصبحت الفروق الإجتماعية هائلة – بين مجتمع 5% ومجتمع الخمسة وتسعون حيث فى القاع يختلط الحابل بالنابل – ولا يجد من هو نفسه في قاع المجتمع من يجذبه لوسطه – ويعلمه القدوة والقدرة على الإبداع فيصبح المجتمع خامل وقابل للإنفجار – هناك دور هام على مثقفي هذا الوطن حتى يأخذوا بأيدي من أسفل – ويأخذوا أولًا أنفسهم حتى تتعدل الأمور ويتزن الوطن.  
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
  Hammad [email protected]