هل تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في وقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ؟.. خبراء يجيبون
تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي، تصعيدًا غير مسبوق بين الجانبين منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي (2023).
الأمر الذي دفع بعض الدول بالتدخل من أجل وقف تلك الحرب ولكن فشلت تلك المساعي الأميركية والفرنسية مع السلطات اللبنانية في الدفع نحو احتواء التصعيد وانسحاب حزب الله من المواقع قرب الخط الأزرق.
تهديدات من حزب الله
ألقي زعيم حزب الله حسن نصرالله الأربعاء الماضي، كلمة في تأبين طالب عبدالله، وهو قيادي بارز في صفوف حزبه قضى الأسبوع الماضي بنيران إسرائيلية، تهديدات عدة ضد القوات الإسرائيلية.
إذ أكد أن الحزب المدعوم إيرانيًا قادر على ضرب كافة المواقع في إسرائيل، زاعمًا أن لديه العديد من الأسلحة الجديدة والمقاتلين أيضا.
كما توعد بحرب وهجمات من الجو والبحر والبر في حال وسعت إسرائيل حربها على الجنوب اللبناني.
رد إسرائيل على نصرالله
أعلن جيش الاحتلال، مؤخرًا إنهاء تدريبات الاستعداد للقتال على الحدود الشمالية.
حيث كشف مسؤولون أميركيون أن إسرائيل أبلغت واشنطن خططها لنقل أسلحة من جنوب غزة لشمال إسرائيل استعدادا لحرب مع حزب الله اللبناني، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية.
كما قال المسؤولان أن إسرائيل أبلغت واشنطن مخاوفها من تعرض القبة الحديدية لهجمات واسعة النطاق من حزب الله.
وصرح مسؤول أميركي رفيع لشبكة CNN أن تداعيات الحرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله ستكون مدمرة.
وتابع "احتمال حرب بين إسرائيل وحزب الله يتزايد مع تلاشي فرص التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس".
كما نقلت الشبكة الأميركية أن إسرائيل أبلغت واشنطن استعدادها لتوغل بري وهجوم جوي على لبنان.
وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن لم تبلغ إسرائيل بمعارضها شن حرب على حزب الله.
تحجيم ساحة الحرب
من جانبه قال طوني بولس المحلل السياسي اللبناني، إن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات أمنية من خلال اغتيال قادة ميدانين وعسكريين من الموالين لإيران، في لبنان بالإضافة لاستهداف البنية التحتية بغارات بشكل دائم حيث تحول الجنوب اللبناني إلى ساحة حرب بالوكالة بين قوى موالية لإيران وإسرائيل.
وأضاف “بولس” في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن توسيع الحرب يعود إلى تقديرات الجيش الإسرائيلي حيث يرى أنه من الضروري توسيع العمليات العسكرية والقضاء على القوى الموالية لإيران وبالوقت ذاته يتقاطع هذا مع رغبة المستوطنين اليهود في استمرار الحرب وتوسيعها لتفادي الضربات التي يتعرضون لها من الجنوب اللبناني بين الحين والآخر.
وتابع: “ولكن هناك ضغوطات أمريكية كبيرة لمنع توسع الحرب في لبنان لأن أمريكا لديها توازنات في المنطقة تريد الحفاظ عليها ومن بينها عدم القضاء على إيران وبالتالي هذه الأذرع أدوات أمريكية بشكل أو بآخر، وتريد واشنطن أن تبقي على أدوات للفوضى بالشرق الأوسط وهذه سياسة الديمقراطيين باستخدام الذرائع الطائفية لزيادة التوتر في المنطقة واستخدامها كأداة للفوضى.
أكمل المحلل السياسي اللبناني، أن الاحتلال الإسرائيلي اليوم بين ضغط شعبي وعسكري نحو توسيع الحرب ومهاجمة أتباع إيران وبين ضغط أمريكي يريد الحفاظ على التوازنات الحالية”
خفض التصعيد
أوضح محمد الرز المحلل السياسي اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعي إلى خفض التصعيد على الجبهة اللبنانية، وتفيد المعلومات أن الجانب الأميركي طرح هذا الأمر مع الفريق الإيراني المفاوض في سلطنة عمان ووجد استجابة لديه بحصر القتال ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها حاليا.
أضاف الرز في تصريحات خاصة "الفجر"، أن زيارة قام بها آموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأميركي إلى لبنان ركز على إبقاء قواعد الاشتباك ضمن حدودها المعروفة فجاء الجواب اللبناني بأن حزب الله لم يستهدف المدنيين الاسرائيليين حتى الآن وهو لا يريد توسيع الحرب لتصبح شاملة رغم استعداده لها لكنه يطالب أن يلتزم الجانب الإسرائيلي بقواعد الاشتباك المحدودة فلا تغير طائراته على مواقع داخل العمق اللبناني ولا يستهدف مسؤولي حزب الله وعناصره القيادية ولا المدنيين اللبنانيين وأن القتال في جنوب لبنان سوف يتوقف لحظة وقف النار في غزة.
هذه المعطيات قد تشير إلى إمكانية خفض التصعيد وفق المنطق العلمي العسكري، لكن مع نتنياهو وحكومته يغيب المنطق وتتصدر العنصرية وعنقيتها المتطرفة فهو يهاجم الأمم المتحدة لأنها ادرجت إسرائيل على لائحة العار ويدعو لمعاقبة الجنائية الدولية لأنها وصمته بمجرم حرب بل أنه ينتقد بايدن وادارته لأنه يتردد في إرسال القنابل الثقيلة اليه ليحسم حرب الابادة في غزة ويهدد الدول الأوروبية وارمينيا لأنها اعترفت بدولة فلسطين، وإذا كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض صرحت بأنهم لا يفهمون ما يريده نتنياهو، فهل ثمة من سيفهم عليه في تهديداته المتتالية للبنان؟.