هل أحد رموز الأفروسنتريك ألقى محاضرة بمتحف التحرير؟.. ننفرد بنشر التفاصيل كاملة
بدأت القصة مع صور نشرتها صفحة أحد المعروفين في الأوساط الأثرية وهو "كابا" وملقب بالبروفيسير وهو من الداعين والمروجين لحركة الأفروسنتريك، وتلك الصور تُظهره وهو يقوم بالشرح داخل المتحف المصري في التحرير.
طرف الخيط
التقطت بوابة الفجر الإلكترونية طرف الخيط وبدأت البحث والتقصي عن المدعو كابا وما الداعي لأن يكون أحد المسموح لهم بالشرح داخل المتحف؟
ومع البحث وجدنا عدة تساؤلات يجب الإجابة عنها لنصل إلى فهم الأمر، كيف دخلت هذه المجموعة إلى المتحف؟ وهل كان معهم مرشدًا سياحيًا؟ هل تجول كابا في مواقع مصرية أثرية أخرى؟ ومن هو كابا؟ وهل المتحف المصري في التحرير هو من سمح له بالشرح؟
كيف دخلت هذه المجموعة إلى المتحف؟
وبالتقصي وصلنا لإجابة تلك التساؤلات فالمجموعة عبارة عن فوج سياحي دخل إلى مصر بشكل طبيعي، وهم متعددو الجنسيات ناطقين جميعهم بالإنجليزية وكان ضمن الفوج من يُدعى كابا.
هل كان معهم مرشدًا سياحيًا؟
دخولهم المتحف كان بعد المرور بالإجراءات الطبيعية حيث كان عددهم 59 فردًا ومعهم اثنين من المرشدين السياحيين أحدهما يُدعى عبد الواحد والآخر أ. علي.
هل سمح المتحف المصري في التحرير للمدعو كابا بالشرح؟
تواصلت بوابة الفجر الإلكترونية بأحد المرشدين المرافقين للفوج والذي قال في تصريحات خاصة إن الشرح تم بواسطته وبواسطة زميله، وهي جولة معتادة وشخصية كابا غير معروفة بالنسبة لهم، ولم يقم كابا بالشرح داخل أروقة المتحف.
الوقت الحُر
وقال المرشد السياحي في تصريحات إلى الفجر إنه كان هناك وقتًا حرًا للمجموعة حيث يتجولوا وننتظرهم في مكان محدد وقد يكون "كابا" قد استغل هذا الوقت في التقاط تلك الصور وهو يلقي شرحًا للمجموعة.
رد المتحف
فيما قال مصدر بوزارة السياحة والآثار، في تصريحات خاصة إلى الفجر، إن الفوج دخل بشكل طبيعي إلى المتحف ولم يكونوا يحملوا شارات معينة ويرافقهم اثنين من الزملاء المرشدين لمتخصصين والمعروفين حاملين ترخيص الإرشاد السياحي وبإشراف شرطة السياحة.
مراجعة كاميرا المتحف
وأشار المصدر في تصريحات إلى الفجر أنه تم مراجعة الأمر، ولم يحدث أن المدعو كابا شرح أو ألقى محاضرة للمجموعة، بل حدث ما يشبه نقاش بينه وبين المرشد وهو أمر معتاد، ولكنه لم يقم بالشرح بشكل مستقل.
هل مسموح بالشرح لغير المرشد؟
وشدد المصدر أنه من المحظور أن يرافق المجموعات السياحية والشرح لهم وخصيصًا الناطقين بالإنجليزية إلا المرشدين السياحيين المصريين وهو ما حدث مع تلك المجموعة.
من هو كابا؟
وتواصلت الفجر مع مرشد سياحي آخر والذي قال إن كابا يدعي أنه أحد المتخصصين في التاريخ
وظهر منذ 3 سنوات يلقي محاضرات حول التاريخ والآثار والحضارة المصرية ولكن خارج مصر
وكابا -حسب كلام المرشد- مناصر لحركة الأفروسنتريك ويقول إن مصر ليست للمصريين وأن الجين الأفريقي انتهى منها، وبعدما اشتهر وأصبحت له أرضية صار يبقي المحاضرات في أنحاء العالم، والمنسق لكابا شركة لرجل يُدعى اسمه أوميجا أليكسيس وهو الشركة التي تتيح له التنقل في جولات تحمل اسم “كيميت تور”
كيف دخل للمتحف؟
وعن طريقة دخوله للمتحف قال المرشد إن كابا عن طريق الشركة يرافق المجموعات ويدخل بصحبتهم، ويكون هناك مرشد مصري معهم، وذلك لتلافي أي مساءلة قانونية، وهنا المتحف لا يستطيع منعه ما دام أنه لا يحمل ما يسئ للحضارة المصرية من شارات أو علامات
وتقوم شركة أوميجا بعمل كل الإجراءات القانونية بشكل اعتيادي أي أن هذا فوج سياحي طبيعي من الناحية القانونية وكابا مجرد زائر حتى تتاح الفرصة له للشرح أو لإلقاء محاضرة.
وخلاصة ما سبق وحسبما أفاد به المرشدين السياحيين ومن تفريغ كاميرات المتحف ومتابعة صفحة كابا والمنشور عليها سنجد أن هذا الرجل أحد أذرع حركة الأفروسنتريك وهي حركة تهدف إلى نسب فضل نشأة الحضارة المصرية لزنوج إفريقيا وطبعًا هذا على عكس الحقيقة.
شهرة محدودة
ولكن نجد أن كابا حسب صفحته الخاصة محدود الشهرة، لا يتعدى الـ50 ألف متابع، ولكنه يمتلك صيتًا خاصًا بين الداعين لحركة الأفروسنتريك والتي لا تجد رواجًا بين المتخصصين في الحضارة المصرية في الغرب
سنجد لكابا العديد من الصور في مختلف الأماكن والمتاحف الأثرية ولكنه لم يدعي أنه قام بالشرح في أحدها.
وحسب أقوال المرشدين السياحيين في المتحف المصري وتفريغ الكاميرات نجد أنه لم يكن قائم بدور الشرح بالمجموعة بل من قام بالشرح هم المرشدين المصريين.
صور على صفحة كابا
ونجد أن كابا نشر على صفحته عدد من الصور على صفحته وبالرجوع والتدقيق فيها سنجد أنه يرتدي سماعة ولكنها ليست في أذنه فهل معنى ذلك أنه ضمن الفوج وليس محاضرًا، وأن المرشد يرتدي المايك فهو القائم بدور الشرح، إذًا فهو لم يلق محاضرة بالمتحف كما يدعي.
وتُظهر إحدى الصور المدعو كابا وأحدهم يقرّب منه مايك أثناء كلامه مع مجموعة من الفوج أو أنه يمسك مايك بيده، ويبدو حريصًا على ألا يظهر.
وتبقى المسألة معلقة وتحتاج إلى مزيد من التحقيق، ولماذا تم السماح لـ كابا بالتواجد في مصر بالأساس وهو يدعو لحركة قائمة على نسب حضارتنا لغيرنا، وهل من الممكن ان يتم وضعه على قائمة الممنوعين من دخول البلاد، أم أن فتح باب النقاش معه ومد جسور الحوار سيكون هو الرد فنحن أصحاب الحضارة والحُجج لدينا دامغة؟