هل سنشهد هدنة إنسانية بقطاع غزة في عيد الأضحى المبارك؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"

تقارير وحوارات

قطاع غزة
قطاع غزة

مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة التي أدت إلى سقوط الآلاف الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني.


خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن يعلن عن هدنة إنسانية في قطاع غزة من أجل إدخال المساعدات الإنسانية وأيضا الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

 

 

المبادرة الأمريكية 


تقدم الرئيس الأميركي، جو بايدن، مقترحًا جديدًا لوقف الحرب في غزة، حيث أعلن عن خطة تتكون من ثلاث مراحل.


حيث تهدف هذه الخطة إلى وقف العنف واستعادة الاستقرار في المنطقة المضطربة.

 

وتشمل المرحلة الأولى من الخطة وقفًا شاملًا لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة، وذلك مقابل إطلاق سراح الرهائن النساء والجرحى والمسنين الفلسطينيين المحتجزين لدى حركة حماس، وعودة السكان إلى مناطقهم في شمال القطاع.

وفي حال استمرار المفاوضات لأكثر من 6 أسابيع، سيتم الاحتفاظ بوقف إطلاق النار ما دام تستمر المحادثات.

وخلال هذه المرحلة، ستجري مفاوضات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى المرحلة الثانية من الخطة، التي من المقرر أن تضع حدًا نهائيًا للحرب.

أما المرحلة الثانية، فستشهد إطلاق سراح الرهائن الباقين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مع استمرار وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى زيادة المساعدات الإنسانية بمعدل 600 شاحنة يوميًا.

أما المرحلة الثالثة، فتتمثل في تنفيذ خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، بهدف تعزيز البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين من الحرب.


رد نتنياهو

أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن شروط إنهاء الحرب في قطاع غزة لم تتغير.

وجاء في بيان صادر عن المكتب: "شروط إنهاء الحرب لم تتغير، وتتضمن تدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية، وتحرير كل الرهائن، وضمان عدم تشكل غزة أي خطر على إسرائيل".

وأضاف البيان: "وفقًا للاقتراح، ستستمر إسرائيل في الإصرار على تحقيق هذه الشروط قبل اتخاذ أي قرار دائم بوقف إطلاق النار".

وختم البيان بتأكيد أن إسرائيل لن توافق على توقيع أي اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار إلا بعد تحقيق كامل لشروطها.


تعليق السعودية

أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يوم السبت على أهمية التعامل بجدية مع أي مقترح يسهم في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.

وتلقى بن فرحان اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، تناولا خلاله المقترح الذي أعلن عنه الرئيس جو بايدن بشأن الأوضاع في غزة وصفقة التبادل ومراحل إنجازها.

وأعرب بن فرحان خلال الاتصال عن دعم المملكة لجميع الجهود الرامية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين جراء التصعيد الإسرائيلي، وعودة النازحين إلى منازلهم بشكل آمن.

 


المطالبة بالموافقة على المبادرة الأمريكية 


طالب قادة 17 دولة كلًا من إسرائيل والفصائل، إلى العمل على تقديم أي تنازلات نهائية ضرورية لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المطروح على الطاولة مثلما حدده الرئيس الأميركي جو بايدن.

جاء ذلك في بيان مشترك وقعه أمس، قادة كل من الولايات المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند والمملكة المتحدة، بشأن غزة، معربين خلاله عن قلقهم العميق بشأن الرهائن في غزة.

ووصف البيان المشترك، صيغة هذا الاتفاق بنقطة البداية الضرورية في هذه اللحظة الحاسمة، ومن شأنه أن يوفر الراحة لأسر الرهائن، وكذلك لأسر كلا الجانبين في هذا الصراع وللسكان المدنيين.

وأكد البيان أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الدائرة، وقال «إننا، وبصفتنا قادة الدول التي تشعر بالقلق العميق بشأن الرهائن الذين تحتجزهم الفصائل في غزة، بما في ذلك العديد من مواطنينا، ندعم بالكامل التحرك نحو وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن المطروح الآن على الطاولة ومثلما حدده الرئيس بايدن».

وأكد البيان المشترك أن هذا الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة تأهيل غزة، إلى جانب ضمانات أمنية للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إتاحة فرص لسلام طويل الأمد وأكثر استدامة، وحل لدولتين


مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة

أعلن مصدر رفيع المستوى إن هناك لقاءات واتصالات مصرية مكثفة جرت خلال الساعات الأخيرة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. 
ونقلت وسائل إعلام مصرية أمس، عن المصدر قوله، إن مصر تلقت إشارات إيجابية من الفصائل الفلسطينية تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن «قيادات الفصائل أبلغتنا بأنها تدرس بجدية وإيجابية مقترح الهدنة». 
وأضاف أن التحركات المصرية المكثفة وزيارات وفود الفصائل الفلسطينية تأتي لاستعادة مسار المصالحة الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار بقطاع غزة، موضحًا أن الفصائل ستقدم ردها بشأن مقترح الهدنة خلال الأيام القادمة.
وكشف المصدر عن دعوة مصرية لقيادات الفصائل لزيارة القاهرة ومناقشة التفاصيل كافة المتعلقة بالأوضاع الحالية. 
 

مصير الهدنة 

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، ثائر أبو عطيوي،إن مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن للهدنة المؤقتة في قطاع غزة،  تأتي في سياق الجهود المتواصلة للدول العربية وعلى رأسها جمهورية مصر العربية في إطار التوصل لاتفاق يدعم وقف إطلاق النار،وفق المقترح الذي قدمته القاهرة وعملت عليه مع كافة الأطراف المعنية قبل طرح مبادرة الرئيس بايدن.
أضاف «أبو عطيوي» لـ "الفجر"، أن تظافر جهود الدول العربية والعالمية الذي نشهده هذه الأيام والدعم المتواصل باتجاه انجاز الهدنة المؤقتة، نجده أمرا غير مسبوق كما في المرات السابقة، حيث الجميع يطالب دولة الاحتلال الإسرائيلي بضرورة وقف الحرب والعدوان المستمر على قطاع غزة والتوجه لإبرام صفقة تبادل تفتح الأفق لهدنة مؤقتة تؤدى في المرحلة  القريبة القادمة لوقف إطلاق نار شامل ودائم. 
أكمل حديثه قائلًا:" أن كل المؤشرات والتصريحات تؤكد أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من انجاز الهدنة المؤقتة قبل عيد الأضحى المبارك، لكي تفتح الآفاق بعدها لمعالجة كافة الأوضاع في قطاع غزة الناجمة عن الحرب والتي على  رأسها الإعمار والواقع السياسي القادم، الذي سيفتح الطريق لحلول سياسية قادمة عبر مفاوضات السلام من أجل الوصول لحل عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة".

تابع المحلل السياسي الفلسطيني، أن  ضغط الرأي العام الإسرائيلي على رئيس حكومة الاحتلال وضغط حتى معظم الوزراء في حكومته بالإضافة إلى قوى المعارضة الإسرائيلية الذين جميعهم يطالبون بإنجاز صفقة تبادل يجعلنا من الممكن جدا إن نسمع خلال أيام قريبة وقبل عيد الأضحى المبارك بتحقيق صفقة تبادل جديدة والاعلان عن الهدنة.

أشار إلى أن كل ما يهمنا كفلسطينيين أن تتحقق الهدنة الإنسانية المؤقتة من أجل فتح المعابر وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية من جهة، وأن تكون الهدنة الإنسانية المؤقتة بوابة العبور لهدنة شاملة تضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم  ،وأن يتم التحرك الفلسطيني والعربي والعالمي بعدها لإنجاز البعد السياسي الذي يتطلع اليه كافة الفلسطينيين وهو الحرية والاستقلال واقامة الدولة المستقلة.


علق ديمتري دلياني المحلل السياسي الفلسطيني، الهدنة الإنسانية قائلًا:" نتمنى أن نشهد هدنة إنسانية في قطاع غزة خصوصًا مع وجود الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة ونتمنى ذلك قبل عيد الأضحى المبارك".

أضاف «دلياني» خاصة لـ "الفجر"،  أن الاحتلال الإسرائيلي تسعي منذ اندلاع تلك الحرب إبادة الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء القضية الفلسطينية نهائيا لذلك يجب أن يكون ضغط على الاحتلال للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

اختتم المحلل السياسي الفلسطيني، أن العصابة الحاكمة في إسرائيل هي التي تعلم أننا سوف نشهد هدنة إنسانية أما لا.