"العدل الدولية" تصدم إسرائيل.. تأييد واسع وانتقادات من تل أبيب وخبير: أمريكا في موقف محرج
قضت محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، بضرورة أن توقف إسرائيل "على الفور" هجومها العسكري أو أي أعمال أخرى في رفح، مشيرة إلى "الخطر المباشر" الذي يواجه الشعب الفلسطيني.
كما أمرت المحكمة إسرائيل بفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب ضمان وصول أي لجنة تحقيق أو تقصي حقائق بشأن تهمة الإبادة الجماعية.
قرارات محكمة العدل الدولية
وفقًا لقرار المحكمة، يجب على إسرائيل أن تقدم للمحكمة تقريرًا عن الخطوات التي ستتخذها خلال شهر. وأشارت المحكمة إلى أن إسرائيل لم تقدم معلومات كافية حول سلامة المواطنين خلال عمليات إجلاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وأكدت أن الإجراءات المؤقتة التي اتخذتها في مارس/آذار الماضي "لا تستجيب" تمامًا للتطورات الأخيرة.
جنوب إفريقيا ترحب بقرار محكمة العدل الدولية
رحبت جنوب إفريقيا بقرار المحكمة وحثت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على دعمه، وأعربت وزيرة الخارجية ناليدي باندور عن ثقتها في أن القرار يمثل مجموعة أكثر حزمًا في صياغته، مقارنة بالإجراءات المؤقتة، وأنه يشكل دعوة واضحة جدًا لوقف إطلاق النار.
حركة حماس: كنا نتوقع وقف العدوان على غزة بالكامل
كما رحبت حركة حماس بقرار المحكمة، وأشارت في بيان لها إلى أنها كانت تتوقع من محكمة العدل الدولية إصدار قرار بوقف العدوان والإبادة الجماعية على شعب غزة بأكمله، وليس في محافظة رفح فقط. وأضافت أن ما يحدث في مناطق أخرى من القطاع، مثل جباليا وغيرها، لا يقل إجرامًا وخطورة عن ما يحدث في رفح.
انتقاد إسرائيلي واسع لقرارات العدل الدولية
علق وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بأنه "يجب أن نقدم ردًا واحدًا على قرار محكمة العدل الدولية وهو احتلال رفح". وأكد بن غفير أن مستقبل الدولة الإسرائيلية لا يعتمد على ما يقوله الآخرون، بل على ما تقوم به إسرائيل.
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في تغريدة على موقع "تويتر" بأن من يطالب إسرائيل بوقف عملياتها في رفح "يحكم عليها ألا تكون موجودة".
وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية عن إجراء مشاورات دبلوماسية هاتفية بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير العدل ياريف ليفين ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الخارجية يسرائيل كاتس ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
ماذا بعد قرار محكمة العدل الدولية؟
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، علق على هذه القرارات قائلًا: تابعنا اليوم صدور قرار محكمة العدل الدولية بوقف اجتياح رفح وكنا نتمنى أن تعلن وقف الحرب على غزة بشكل كامل.
وأضاف "الرقب"، في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن الخطوة القادمة هي الذهاب إلى مجلس الأمن بناءً على قرار محكمة العدل الدولية حيث ستقدم المجموعة العربية طلبًا إلى مجلس الأمن للبت في هذا الأمر.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية: إذا صدر قرار من مجلس الأمن دون فيتو أمريكي سيدخل القرار في مرحلة أخرى تتعلق بتنفيذه، ولدينا قرارات كثيرة سابقة لم تنفذ، وإذا صدر قرار مجلس الأمن تحت البند السابع وهو استخدام القوة لإلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات، سنكون في مرحلة جديدة كليًا، ولكن هذا مستبعد بسبب وجود أمريكا في المجلس.
وتابع الدكتور أيمن الرقب: حتى قرار وقف اجتياح رفح رغم كل ما نسمعه في الإعلام الأمريكي من أنه سيمثل حرجا لهم، لكن أرى أن مجلس الأمن لن يوافق على قرار محكمة العدل الدولية وبالتالي سيُفضح الموقف الأمريكي الذي يقول إنه ضد اجتياح رفح.
وواصل: ردة الفعل الإسرائيلية على القرار كانت واضحة بأنهم ضد هذا الحكم وأنهم سيواصلون اجتياح رفح واستكمال الحرب للسيطرة عليها ما يؤكد أن هذا الكيان خارج عن كل القانون الدولي ويضرب بعرض الحائط هذا القانون، وعلى العالم أن يدرك أنه آن الأوان لاتخاذ إجراءات جادة ضد هذا الاحتلال.