الأنبا نيقولا أنطونيو.. من صفات الكاهن ان يكون وقورًا دون تكبر
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، إن هناك صفات يجب ان يكون عليها الكاهن.
واضاف في تصريح له إنه حسب عظة القديس يوحنا الذهبي الفم عن الكهنوت فعلى الكاهن أن يكون على السواء وقورًا دون تكبر، مهيبًا طيب المعشر، يأمر ويؤنس، يتضع بلا مذلة، قويًا لطيفًا يستطيع مع كل هذه المزايا أن يصمد في الجهاد كي لا يبقى أمام عينيه الا شيء واحد، هو بناء الكنيسة بناءً لا يدخله حقد ولا محاباة.
وبحسب نشرته التعريفية عن الكهنوت للقديس مكسيموس المعترف، فيتضح من خلالها أن الكهنوت خدمة جليلة سماوية إلهية، هكذا احتسبه الآباء القديسون المتوشحون بالله فوقروه جدًا واحترموه، وقالوا إنه لا يجب ولا يليق أن يُمنح إلاّ للقديسين فقط.
البعض صاروا كهنة لأنّهم كسالى ولا طاقة لهم على الشغل والعمل اليدوي ولم يستطيعوا أن يدبّروا أمور معيشتهم.
وهنالك آخرون دون أن يقدّروا عظم الضرر الذي يلحق بالكنيسة، ودون أن يدركوا عظم أهمية هذه الخدمة الإلهية، قد تجرَّأوا على الدخول إلى المذبح المقدس دون أن يكونوا حائرين على شيءٍ من المؤهلات من علمٍ وأدبٍ وأخلاق.
وهناك مَن لم يَقدروا أن يُقدّروا هذا السرّ الرهيب حقَّ قدره راحوا يزعمون أنّ الكهنوت إنّما هو جرأة.
يوجد بعض كهنة كانوا فاضلين أتقياء أعفاّء إلى درجة القداسة ولكنّهم لما ارتقوا إلى درجة الكهنوت اعتزُّوا بهذه الرتبة فوضعوا كل ارتكانهم عليها وكل ثقتهم بها فخدعوا وتراخت عزائمهم وتهاونوا في ممارسة الفضائل التي كانوا يمارسونها قبلًا.
آخرون لا يسلكون بمقتضى القوانين والشرائع الإلهية لا قولًا ولا فعلًا ولا فكرًا لكنهم مشغوفون بمحبة المجد والشرف ولا همّ لهم إلاّ أن يحترمهم الناس ويبجلونهم. ولكن أمثال هؤلاء الكهنة ولسؤ الحظ لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يخلّصوا أنفسهم ولا غيرهم.
فالكاهن الصالح الحقيقي يجب أن يكون تقيًا حكيمًا محبًا للتعليم متواضعًا غير مدمن الخمر ضابطًا نفسه ولسانه غير حقود ولا بخيل بل رحيمًا محبًا. يجب أن يكون محبًا للجميع كبارًا وصغارًا ومسالمًا الجميع.
وجاء في كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث ان الكهنوت دعوة واختيار ومسحة، وهذه الدعوة واضحة تمامًا في كلا العهدين القديم والحديث بمبدأ هام أعلنه القديس بولس الرسول: "لا يأخذ أحد هذه الكرامة بنفسه، بل المدعو من الله كما هرون". ومادامت هناك دعوة، إذن العمل ليس للكل.
فلنحاول إذن أن نتتبع التدبير الإلهي في موضوع الكهنوت منذ البدء، من العهد القديم، وسنرى أن الخطة الإلهية هي هي في العهدين لم تتغير. الله "هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد"، "ليس عنده تغيير ولا ظل دوران". بل أن السيد المسيح انتقد الأمور التي "لم تكن منذ البدء" مما يدل على محبة الله لهذا الذي كان منذ البدء.
كما اختار الله الأبكار، ليكونوا له، وقال في ذلك " قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم إنه لي". ونلاحظ هنا ثلاثة أمور:
أ- الله يختار لخدمته من يشاء. هو يعين وليس نحن.
ب- هؤلاء الذين يختارهم هم له، أي نصيبه، نصيب الرب. ولذلك أطلق عليهم كلمة (إكليروس) ومعناها (نصيب) أي نصيب الرب.
ج- كان هؤلاء أيضًا (قدس) للرب، مقدسين له.