تجربة ناجحة ونظرة مستقبلية واعدة.. العلاج الجيني يُعيد حاسة السمع لطفلة بريطانية
في تطور طبي رائد يعد بأن يحدث ثورة في علاج الصمم، استعادت طفلة بريطانية قدرتها على السمع بفضل تجربة جينية مبتكرة، مما يجعلها أول شخص في العالم يخوض هذه التجربة. وُلدت الطفلة أوبال ساندي بحالة صمم نتيجة لاعتلال عصبي في سمعها، مما يعني أن الإشارات العصبية التي تنقل الصوت من الأذن إلى الدماغ لا تعمل بشكل صحيح، وقد تكون هذه الحالة ناجمة عن جين معين، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان".
طفلة بريطانية تستعيد حاسة السمع
بفضل إجراء جراحي رائد، استغرق 16 دقيقة فقط، تلقت الطفلة أوبال حقنة تحتوي على نسخة من الجين المعيب، مما أتاح لها الاستماع بشكل مثالي تقريبًا والتمتع بالأصوات المحيطة، وحتى العب بالطبول. وقد تفاجئ والديها بتحقق هذه المعجزة، حيث صرحت والدتها جو ساندي قائلة: "لم أكن أستطيع تصديق ذلك حقًا. إنها كانت كأنها خيالية".
تم إجراء عملية العلاج في مستشفى "أدينبروك"، التابع لمؤسسة هيئة الخدمات الصحية الوطنية في جامعة كامبريدج. ويشرف على هذه التجربة الجينية كبير الباحثين وجراح الأذن البروفيسور مانوهار بانس، وأشار إلى أن النتائج الأولية لا تزال أفضل مما كان يأمله أو يتوقعه، وقد تمثل هذه العلاجات الجينية أملًا حقيقيًا في معالجة حالات الصمم المتعلقة بهذا النوع من الاعتلال العصبي.
تعد هذه التجربة الجينية، المعروفة بـ "Chord"، تجربة ثلاثية الأطوار، حيث يتم إعطاء ثلاثة أطفال صم جرعة منخفضة من العلاج الجيني في أذن واحدة فقط. وفي خطوة متقدمة، سيتم إعطاء مجموعة أخرى من الأطفال جرعة عالية في إذن واحد، وإذا تبين أن هذا النهج آمن، فسيتم توسيع التجربة لتشمل المزيد من الأطفال الذين سيتلقون العلاج الجيني لاستعادة السمع.
تعد هذه التجربة الجينية خطوة هامة في مجال علاج الصمم وتعزز الأمل في تطوير علاجات فعالة لهذا الاضطراب. قد يساهم العلاج الجيني في استعادة السمع لدى الأشخاص الذين يعانون من صمم يرجع إلى أسباب وراثية، وذلك عن طريق استبدال الجينات المعيبة بنسخ سليمة.
العلاج الجيني
يعد العلاج الجيني مجالًا واعدًا في الطب الحديث، حيث يسعى الباحثون إلى فهم الأمراض الوراثية وتطوير تقنيات لتعديل الجينات المعيبة وتعزيز الشفاء والعلاج. قد تكون للعلاج الجيني تطبيقات واسعة في مجالات الطب المختلفة، ومن المثير للاهتمام رؤية التقدم المستمر الذي يحدث في هذا المجال وتأثيره على حياة الناس وصحتهم.
فالعلاج الجيني هو تقنية تستخدم لعلاج الأمراض التي تنجم عن خلل في الجينات أو الوراثة. يهدف هذا العلاج إلى إصلاح الجينات المعيبة أو استبدالها بجينات سليمة. يتضمن العلاج الجيني عدة أساليب، منها:
1. العلاج بالجينات المتسللة: حيث يتم إدخال جين سليم إلى الخلايا المصابة لتصحيح العيب الجيني.
2. تحرير الجينات بواسطة CRISPR: تقنية تسمح بتعديل الجينات المعيبة أو إزالة الجينات الضارة من الدنا.
3. العلاج بالأدوات الجينية: تشمل الأدوات الجينية مثل الأوتوكليفرز والترانسبوزونز التي يمكن استخدامها لإدخال جينات جديدة إلى الخلايا.
4. العلاج بالجينات الريبوزية: يستخدم الريبوزيمات (RNA) لاستهداف وتدمير الجينات المعيبة أو لتعديل تعبيرها.
تستخدم تقنيات العلاج الجيني في مجالات متنوعة مثل علاج الأمراض الوراثية، والسرطان، والأمراض المناعية، وأمراض العيون، والأمراض الناجمة عن عوامل بيئية. تعد هذه التقنيات واعدة في علاج الأمراض التي لا يوجد لها علاج تقليدي فعّال، ولكن لا يزال هناك العديد من التحديات التي تحتاج إلى تجاوزها قبل أن تصبح هذه التقنيات متاحة بشكل شائع للجمهور.