ليلى عبد المجيد: لا بد من تدريب الصحفيين والإعلاميين في مجال الإعلام العلمي والبيئي
قدمت الدكتورة ليلى عبد المجيد، الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وعميد الكلية الأسبق، رؤية علمية مطروحة للحوار تستهدف التوعية بأهمية التحول نحو الاقتصاد الأخضر كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التغير المناخي، ورفع مستوى الوعي البيئي بين المواطنين من خلال جهد منظم ومدروس، وخلق إتجاهات إيجابية بضرورة مشاركة المواطنين في دعم خطط وبرامج مبادرات التنمية خاصة ما يؤثر على المناخ.
وجاء ذلك في إطار جلسة نقاشية بعنوان "رؤية لتطوير الإعلام في دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر"، والتي نظمت في ختام فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي التاسع والعشرين، الذي ينعقد تحت عنوان "الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية"، ويناقش عددا من القضايا المرتبطة بالبيئة والمناخ ودور وسائل الإعلام في التوعية والتسويق التحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء خطط التنمية المستدامة، وذلك من خلال العديد من الدراسات العلمية والحلقات النقاشية التي تبحث في توعية الجمهور بالتغيرات المناخية ومخاطرها، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وإشكاليات القائمين بالاتصال.
وأوضحت عميد الكلية الأسبق، أن الرؤية تستند إلى عدد من الاتفاقيات والاستراتيجيات، منها الحملة الوطنية في مصر حول التوعية بقضايا التغيرات المناخية 2022، ورؤية مصر 2030، واتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ 1993، إلى جانب الاستفادة من العديد من البحوث والدراسات التي أجريت حول القضايا البيئية والتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر والتغيرات المناخية.
وأشارت "عبد المجيد" خلال جلستها إلى الجهود الإعلامية المبذولة في هذا الشأن، ومن أهمها معالجة الصحف وتغطيتها للمبادرات والبرامج والمنتديات والمؤتمرات التي تتصل بتغير المناخ، وتوظيف المحتوى المرئي للإعلام الرقمي للتسويق الاجتماعي لمبادرات مصر البيئية والمناخية؛ كالمبادرة الوطنية لمشروعات الاستدامة الخضراء الذكية، إلى جانب تخطيط وتنفيذ بعض الحملات الإعلامية بهدف المحافظة على البيئة وصحة الإنسان، وتأثير تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة؛ للمحافظة على الطاقة وترشيدها.
واقترحت الأستاذ بقسم الصحافة بالكلية، خلال كلمتها مجموعة من القضايا والموضوعات الخاصة بالتغيرات المناخية والبيئية للاهتمام بها في إطار الرؤية المطروحة، ومنها معايير الاستدامة البيئية الخضراء، الترويج لمفهوم الإعلام الأخضر، خفض الانبعاثات الضارة بالمناخ، التنوع البيولوجي، ترشيد الطاقة وإعادة التدوير، وتعزيز إدارة المحاصيل الزراعية وإنتاج المنتجات الخضراء.
ولفتت إلى أن تحقيق هذه الرؤية تتطلب تضافر كافة الجهود من الهيئات والمؤسسات المختلفة، ومنها الوزارت والهيئات العامة المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة، ومنظمات المجتمع المدني والأهلي، والمؤسسات الإعلامية ومنصات الإعلام الرقمي، وكليات الإعلام، والمجالس المحلية والنيابية.
وطالبت "عبد المجيد" بتدريب الصحفيين والإعلاميين في مجال الإعلام العلمي والبيئي بشكل مستمر؛ لتعزيز خبراتهم التحليلية والنقدية وتزويدهم بالمعارف المتصلة بقضايا البيئة والتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، مع توفير مصادر للتمويل المستدام، ودمج معايير الاستدامة الخضراء في البرامج التعليمية والتدريب العملي في كليات الإعلام.
واختتمت حديثها عن التحديات التي تواجه هذه الرؤية، وتأتي على رأسها نقص الموارد المالية والبشرية والتكنولوجية، الزيادة السريعة في عدد السكان، والفجوة الرقمية، انتشار المعلومات الخاطئة حول التغيرات المناخية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ضعف مستوى الوعي والمعرفة بقضايا التنمية المستدامة بين فئات المواطنين.
جدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الـ ٢٩ لكلية الإعلام جامعة القاهرة يُقام يومي ٨ و٩ مايو 2024، بمقر الكلية، بعنوان "الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية"، وذلك برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للمجال الإعلامي، وبرعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعي، و"الرابطة الدولية لأبحاث الإعلام والاتصال" International Association for Media and Communication Research (IAMCR).