عملية رفح المنتظرة تهدد مليون فلسطيني
حذرت مصر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمدينة رفح المكتظة بالمدنيين، عقب دعوة الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين إلى إخلاء شرق رفح جنوب قطاع غزة وتكثيف ضرباته قرب مناطق تلقت أوامر الإخلاء، حيث تقع مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الشريط الحدودي الفاصل بينه وبين شبه جزيرة سيناء المصرية، وتعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كيلومتر مربع، وتبعد عن القدس نحو 107 كم إلى الجنوب الغربي.
تستضيف رفح حاليًا أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ من مناطق أخرى في قطاع غزة، فرّوا بسبب الحرب الجارية منذ نحو أربعة أشهر، فما الذي يميز المدينة الواقعة على حدود القطاع مع مصر؟
مصر تحذر من اجتياح رفح
وأعلنت الخارجية المصرية في بيان اليوم الاثنين أن هذه العملية تنطوي على مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة، مطالبة إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقنًا لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
كما أكدت مصر أنها تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.
احتواء التصعيد في رفح
وكان مصدر مصري رفيع المستوى أكد أن الوفد الأمني المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين الطرفين، وقال لوسائل إعلام مصرية إن قصف حماس لمنطقة كرم أبو سالم تسببت في تعثر مفاوضات الهدنة.
وفي وقت سابق قالت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين أمنيين إن إسرائيل أبلغت مصر بتنفيذ عملية إجلاء للنازحين من مناطق بشرق رفح الفلسطينية.
وبحسب الهيئة، فإن إسرائيل أكدت للقاهرة أن عملية الإجلاء ستكون محدودة وتقتصر على مناطق شرق رفح.
انتهاء المفاوضات
من جانبه، قال مسؤول في حركة حماس إن القرار الإسرائيلي ببدء إجلاء السكان من رفح الفلسطينية سيؤدي إلى تعليق المفاوضات بشأن المحتجزين، وفق "رويترز".
يأتي كل ذلك بعد يوم واحد من انتهاء مفاوضات الهدنة في القاهرة حيث أعلنت حركة حماس أن وفدها سلم الوسطاء في مصر وقطر رد الحركة، حيث جرت معهم نقاشات معمقة وجادة.
يذكر أن عدد المقيمين في رفح يصل إلى نحو 1،2 مليون شخص، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى في القطاع جراء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وكانت العديد من الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة حذرت مرارا على مدى الأشهر الماضية، فضلا عن الأمم المتحدة من اجتياح المدينة، أقلها قبل تأمين مناطق آمنة لإجلاء النازحين.
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شدد على أنه ماض في غزو المدينة سواء أبرم اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار أم لا.
أهمية مدينة رفح
مدينة رفح لها أهمية كبيرة من عدة جوانب:
1. موقع استراتيجي: تقع رفح على الحدود المصرية الفلسطينية، وهذا يجعلها نقطة عبور رئيسية وممرًا حدوديًا بين قطاع غزة ومصر. تلعب رفح دورًا حيويًا في التجارة والتبادل الاقتصادي بين القطاع وباقي المنطقة.
2. الاقتصاد والتجارة: تمتاز رفح بوجود معبر رفح الحدودي الذي يسهل حركة التجارة والسفر بين قطاع غزة ومصر. يعتبر هذا المعبر ممرًا هامًا للمواد الغذائية والسلع والمساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة. كما يعتبر أيضًا ممرًا للأفراد الذين يسافرون للعلاج أو الدراسة أو العمل.
3. الثقافة والتعليم: تضم رفح عددًا من المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية، وتلعب دورًا هامًا في توفير التعليم والثقافة للسكان في المنطقة. كما تحتضن المدينة العديد من المراكز الثقافية والفنية والرياضية التي تعزز التنمية الثقافية والاجتماعية في المنطقة.
4. القضية الفلسطينية: كون رفح جزءًا من الأراضي الفلسطينية، فإنها تحمل رمزية كبيرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. تعتبر المدينة مثالًا حيًا للتحديات والصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة وتعكس رغبتهم في الحرية والاستقلال.
بشكل عام، يمكن القول إن رفح لها أهمية استراتيجية واقتصادية وثقافية وسياسية، وتلعب دورًا حيويًا في حياة السكان في قطاع غزة وفي النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة.