الولايات المتحدة تنسحب من تشاد والنيجر
أعلن البنتاجون، الخميس، أن الولايات المتحدة ستسحب غالبية قواتها من تشاد والنيجر في إطار سعيها إلى استعادة الاتفاقيات الأساسية التي تحكم الدور الذي قد يلعبه الجيش الأمريكي وعملياته لمكافحة الإرهاب، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
جدير بالذكر أن كلا البلدين الأفريقيين كانا جزءًا لا يتجزأ من جهود الجيش الأمريكي لمواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة في جميع أنحاء منطقة الساحل، ولكن قام المجلس العسكري الحاكم في النيجر الشهر الماضي بإنهاء اتفاقًا كان يسمح للقوات الأمريكية بالعمل في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
وفي الأيام الأخيرة، تساءلت تشاد المجاورة أيضًا عما إذا كان الاتفاق الحالي يشمل القوات الأمريكية العاملة هناك.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاجون الميجور جنرال بات رايدر يوم الخميس في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة ستنقل معظم القوات التي نشرتها في تشاد والتي يبلغ عددها نحو 100 جندي في الوقت الحالي.
وقال رايدر إنه "مع استمرار المحادثات مع المسؤولين التشاديين، تخطط أفريكوم -القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا- حاليًا لإعادة تمركز بعض القوات العسكرية الأمريكية من تشاد، والتي كان من المقرر بالفعل أن يغادر بعضها. وهذه خطوة مؤقتة كجزء من المراجعة المستمرة لتعاوننا الأمني، والتي سوف ستستأنف بعد الانتخابات الرئاسية في تشاد في السادس من مايو."
وفي النيجر، قال رايدر إنه من المتوقع أيضًا أن يغادر غالبية الأفراد الأمريكيين الموجودين هناك، والذي يبلغ عددهم 1000 جندي.
وقال رايدر إنه من المتوقع عقد اجتماعات متابعة بين كبار مسؤولي البنتاغون والنيجر الأسبوع المقبل "لتنسيق عملية الانسحاب بطريقة شفافة وباحترام متبادل".
وتسمح هذه الصفقات، التي يطلق عليها اتفاقيات وضع القوات، للولايات المتحدة بإجراء عمليات حاسمة لمكافحة الإرهاب داخل حدود البلدين ودعمت تدريب الشركاء العسكريين. وأثارت هذه الانتكاسات مخاوف من أن النفوذ الأمريكي في إفريقيا يخسر قوته أمام مبادرات روسيا والصين.
وتوترت العلاقات بين النيجر والدول الغربية منذ أن أطاح جنود متمردون بالرئيس المنتخب ديمقراطيًا للبلاد في يوليو. وطلب المجلس العسكري في النيجر منذ ذلك الحين من القوات الفرنسية الرحيل ولجأ بدلا من ذلك إلى روسيا لتوفير الأمن.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وصل مدربون عسكريون روس لتعزيز الدفاعات الجوية للبلاد وأحضروا معدات روسية لتدريب النيجيريين على استخدامها.
وتلعب النيجر دورا مركزيا في العمليات العسكرية الأمريكية في منطقة الساحل الإفريقي، وهي منطقة شاسعة جنوب الصحراء الكبرى. وتشعر واشنطن بالقلق إزاء انتشار العنف الجهادي حيث تعهدت الجماعات المحلية بالولاء لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
وتعد النيجر موطن لقاعدة جوية أمريكية رئيسية في مدينة أغاديز، على بعد نحو 550 ميلا من العاصمة، والتي تستخدم لرحلات المراقبة المأهولة وغير المأهولة وغيرها من العمليات. واستثمرت الولايات المتحدة أيضًا مئات الملايين من الدولارات في تدريب جيش النيجر منذ بدء عملياتها هناك في عام 2013.
قال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال كريستوفر جرادي يوم الأربعاء إن مسؤولين من وزارة الخارجية والقيادة الأمريكية في إفريقيا والبنتاغون سيعملون مع حكومة تشاد لتوضيح أسباب استمرار القوات الأمريكية في عملياتها.
وقال جرادي لوكالة أسوشيتد برس في مقابلة إنه إذا قرر كلا البلدين في نهاية المطاف أن الولايات المتحدة لا يمكنها البقاء، فسيتعين على الجيش البحث عن بدائل لإدارة مهام مكافحة الإرهاب عبر منطقة الساحل.
وقال جرادي: "إذا طُلب منا المغادرة، وبعد المفاوضات، ستسير الأمور على هذا النحو، فسيتعين علينا إعادة الحسابات والتوصل إلى طريقة جديدة للقيام بذلك".