فتاوى هامة بشأن صلاة العيد.. حكم خروج النساء للساحات
صلاة العيد من الموضوعات التي تشغل الرأي العام المصري خلال الفترة الحالية بالتزامن مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك.
صلاة العيد
وتزايدت عمليات البحث عن صلاة العيد خلال الساعات الحالية وذلك لمعرفة أبرز فتاوى دار الإفتاء المصرية بشأن ذلك الأمر قبل ساعات من أداء المسلمين لصلاة العيد خلال الفترة المقبلة.
هل يجوز صلاة العيد في المنزل؟
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة العيد سنة مؤكدة عن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن السنن أيضًا أن تصلى صلاة العيد في جماعة، سواء كان ذلك في المساجد أو في الخلاء.
وأوضحت دار الإفتاء، أنه كون الجماعة في صلاة العيد، سواء عيد الأضحى أو عيد الفطر، من السنن، فبالتالي يصح أداؤها في غير جماعة، حيث يعتبر أداء الصلاة في جماعة ليس من شروط صحتها، فيمكن أداؤها في المنزل، خاصة حال وجود مانع.
لفتت الإفتاء إلى أن صلاة العيد في المنزل تكون بنفس صلاتها المعروفة، حيث يصلي المسلم ركعتين بـ7 تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، و5 تكبيرات في الركعة الثانية قبل الشروع في القراءة، مشيرة إلى أن الخطبة بعد أداء الصلاة لا تسن.
ما هي السنن التي يستحب فعلها قبل صلاة العيد؟
أكدت دار الإفتاء، أنه يستحب الغسل والطيب للعيدين، من خرج للصلاة ومن لم يخرج لها، ويستحب لبس الحسن من الثياب للقاعد والخارج؛ ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى" أخرجه ابن ماجه والبيهقي، ولما رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما قَالَ: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَلْبَسَ أَجْوَدَ مَا نَجِدُ، وَأَنْ نَتَطَيَّبَ بِأَجْوَدِ مَا نَجِدُ" أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، والحاكم.
كما يستحب أن يتزين الرجل ويتنظف ويحلق شعره، ويستحب أن يَسْتَاك، ويَطْعَم شيئًا؛ لما روي عن أنسٍ رضي الله عنه أنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ"، وفي رواية: "وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا" أخرجه البخاري؛ ولكون اليوم يوم فطر بعد أيام الصيام، ويخرج فِطرته -زكاة الفطر- قبل أن يخرج؛ لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: "مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لا تَخْرُجَ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى تُخْرِجَ الصَّدَقَةَ، وَتَطْعَمَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ" أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"؛ ولأنه مسارعة إلى أداء الواجب فكان مندوبًا إليه. ومن السنن المستحبة في العيد: التَّوْسِعةُ على الأهل بأيِّ شيءٍ كانَ من المأكول؛ إذْ لم يَرِد الشرعُ فيه بشيءٍ معلوم، فمن وسَّع على أهله فيه فقد امتثل السُّنَّة.
وتابعت دار الإفتاء: ويجوز أن يُتَّخَذَ فيه طعامٌ معلوم؛ إذ هو من المباح، لكن بشرط عدم التكلف فيه، وبشرط أن لا يُجعَل ذلك سُنَّةً يُستَنُّ بها فيُعَدُّ مَنْ خالف ذلك كأنه مُرتكبٌ لكبيرة، وإذا وصل الأمر إلى هذا الحدِّ ففِعْلُ ذلك بدعة؛ إذ أنه بسبب ذلك ينسَبُ إلى السُّنة ما ليس منها. وإظهار السرور في العيدين مندوب، فذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده؛ إذ في إبدال عيد الجاهليَّة بالعيدين المذكورين دلالةٌ على أنه يُفعَل في العيدين المشروعين ما تفعلُه الجاهليَّة في أعيادها مِمَّا ليس بمحظورٍ ولا شاغلٍ عن طاعة، وإنما خالفهم في تعيين الوقتين، وأما التوسعة على العيال في الأعياد بما حصل لهم من ترويح البدن وبسط النفس من كلف العبادة فهو مشروع.
ما حكم خروج النساء إلى ساحات صلاة العيد؟
اختلف العلماء في حكم صلاة العيد للنساء على أقوال:
1. الوجوب:
ذهب أبو حنيفة وأبو ثور وابن حزم الظاهري إلى أن صلاة العيد واجبة على النساء كفريضة عين، كصلاة الجمعة.
استدلوا بحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرج في العيدين العواتق والحيض، ليشهدن الخير ودعوة المسلمين، وتعتزل الحيض المصلى".
2. الفرض الكفائي:
ذهب جمهور العلماء، من المالكية والشافعية والحنابلة، إلى أن صلاة العيد فرض كفاية على النساء.
أي إذا أدتها طائفة من النساء سقط الإثم عن الباقيات.
استدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم العيد، فيمر على النساء فيسلم عليهن، ويدعو لهن".
3. الاستحباب:
ذهب بعض العلماء إلى أن صلاة العيد سنة مؤكدة للنساء.
استدلوا بقوله تعالى: "وَاذْكُرْنَ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ".
الراجح:
الراجح عند جمهور العلماء أن صلاة العيد سنة مؤكدة للنساء، وليست واجبة.