الكنيسة المارونية تحتفل بتذكار مار يعقوب القورشيّ
تحتفل الكنيسة المارونية في مصر بذكرى عيد مار يعقوب القورشيّ، وهو تلميذ القدّيس مارون.
تنسَّك على جبال قورش، أمضى تنسُّكَه في العراء، مصلّيًا، بالرغم من الحَرّ الشديد صيفًا والبرد القارص شتاءً. طعامه الأعشاب المُرّة. لِباسه المسح الخشن المثقل بالحديد. تعرّض لتجارب كثيرة شنّها عليه الشيطان في الجوع والعطش والمرض فانتصر عليه بقوّة الصليب. أجرى اللّه على يده شفاءات كثيرة. توافد الناس إليه لسماع إرشاداته وللشفاء من أمراضهم المزمنة. مارس الصوم والصلاة والسهر والتأمّل باللّه. رقد بالربّ في القرن الخامس بعد جهادٍ طويل.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: توجد عدّة أدوية وعدّة علاجات لكلّ داء، لكن ما دام لا تتواجد يدٌ ناعمةٌ وسريعة الخدمة بالإضافة إلى قلبٍ سخيٍّ سريع المحبّة، فإنّي لا أصدّق أبدًا إنّنا قد نستطيع أن نشفي من هذا المرض المخيف الذي هو فقدان الحبّ.
لا أحد منّا له الحق بأن يدين أحدًا. وهذا وارد حتى عندما نرى أناسًا يغرقون دون أن نفهم سبب ذلك. ألا يدعوننا الرّب يسوع إلى عدم إدانة أحد؟ ربّما ساهمنا نحن بجعل الناس كما هم. علينا أن نفهم أنّهم إخوتنا وأخواتنا. هذا الأبرص، هذا السكّير، هذا المريض هم إخوتنا لأنّهم هم أيضًا قد خُلقوا لحبّ أسمى. علينا ألّا ننسى ذلك أبدًا. إنّ الرّب يسوع بذاته قد شبّه نفسه بهؤلاء حين قال: "ُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" ربّما أنّ هؤلاء الناس هم متواجدون في الشارع ومحرومون من كلّ حبّ وكلّ عناية، لأنّنا قد رفضنا أن نحيطهم بإهتمامنا وحناننا. كن لطيفًا، لا بل لطيفًا للغاية تجاه الفقير المتألّم. إنّنا لا ندرك جيدًا ما قد يُعاني. الوضع الأكثر عُسْر هو أن يشعر الإنسان أنّه غير مقبول.