اقتصاديون غربيون: أفضل طريقة لفهم مسار اقتصاد الصين زيارتها
رغم تشاؤم بعض الاقتصاديين الغربيين فيما يتعلق بالاقتصاد الصيني، فإن رواد الأعمال مثل جون مولر، الرئيس التنفيذي لشركة المنتجات الاستهلاكية “بي أند جي”، متفائلون بشأن فرص الأعمال المستقبلية في الصين.
ووفق ما ذكرت وكالة “شينخوا” الصينية، فيعد السبب وراء هذا التباين واضح، ففي حين يعتمد العديد من خبراء الاقتصاد الغربيين على جداول بيانات إكسل والنماذج الجامدة لتوقعاتهم المعيبة، فإن رواد الأعمال الذين يتمتعون بخبرة مباشرة في السوق الصينية يروون قصة مختلفة.
وقال مولر إن زيارة للصين قام بها الشهر الماضي عززت وجهة نظره بأنه ستكون هناك فرص لتوسيع أعمال الشركة في السنوات المقبلة.
وخلال اجتماع مناقشة أرباح جرى مؤخرا، ذكر مولر أنه أمضى ستة أيام في الصين، حيث التقى بموظفي الشركة المحليين ومسؤولين حكوميين وزار منازل مواطنين. وقال بعد زيارته إن "الفرص التي توفرها الصين على المدى الطويل لا تزال قائمة".
وأضاف أن الرؤية هي أساس التصديق، وأفضل طريقة لفهم الاقتصاد الصيني هي زيارة الصين لاكتساب خبرة مباشرة، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للشركات والمستثمرين، حيث يمكن معرفة الصين بشكل جيد تفيد الاستثمارات.
ويقدم "بريدج ووتر أسوشيتس"، أكبر صندوق تحوط في العالم، مثالا جيدا في هذا الصدد، فرغم المشاعر السلبية الواسعة النطاق تجاه السوق المالية في الصين، كان أداء صندوق التحوط جيدا بشكل استثنائي في الصين العام الماضي.
وتجاوز أداء "بريدج ووتر تشاينا إنفستمنت مانجمنت" العديد من الصناديق المحلية والأجنبية الأخرى، ومرشح للزيادة إلى نحو 5.6 مليار دولار أمريكي في نهاية عام 2023، وفقا لصحيفة “فايننشال تايمز”.
وعزا المحللون الأداء المتميز لصندوق التحوط إلى إستراتيجيته الاستثمارية والخبرة الكاملة المكتسبة من الأبحاث طويلة الأجل في السوق الصينية.
بعض الاقتصاديين الغربيين الذين ينغمسون في نماذج جامدة قد لا يفهمون اقتصاد الصين بشكل دقيق.
فهؤلاء الاقتصاديون لم يفشلوا في توقعاتهم بشأن الصين فحسب، بل ثبت أيضا بأن تقديراتهم للاقتصاد العالمي غير صحيحة.
وقالت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، التي ضمت صوتها إلى جوقة المنتقدين خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا الشهر الماضي، إن "العديد من خبراء الاقتصاد هم في الواقع عبارة عن زمرة قبلية".
وأضافت لاجارد: "يقتبسون من بعضهم البعض، ولا يتجاوزون حدود هذا العالم لأنهم يشعرون بالراحة فيه".
في عام 2023، حافظت الصين على المركز الأول للنمو بين الاقتصادات الكبرى، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.2 بالمائة. وضخت التنمية المدفوعة بالابتكار والإنفاق النشط على الخدمات والاستثمارات القوية زخما قويا في النمو الاقتصادي للبلاد.
مع بداية عام 2024، أصبح الاستهلاك المزدهر وأسواق السياحة المنتعشة حقيقة واقعة في الصين. واستقطبت هاربين، حاضرة مقاطعة هيلونغجيانغ الواقعة في أقصى شمال الصين، نحو 3.05 مليون سائح خلال عطلة رأس السنة الجديدة التي استمرت ثلاثة أيام بفضل مناظرها الطبيعية المغطاة بالثلوج وكرم ضيافتها، كما أصبحت البلاد بشكل متزايد نقطة جذب للزوار الأجانب.
وقالت ماي ماسك، والدة الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” إيلون ماسك، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "عندما كنت في شانغهاي، رأيت أروع العروض بمناسبة عام التنين".
وذكر ابنها إيلون ماسك على منصة “إكس”، تويتر سابقا، "على المزيد من الناس أن يزوروا الصين.
وكما ورد في قصيدة صينية يرجع تاريخها لأكثر من ألف عام؛ "إذا كانت مياه الينبوع دافئة، فإن البط المرح سيكون أول من يعرف"، لمعرفة الصين بشكل أفضل، عليك القدوم لترى بنفسك.