خبراء سياسيون يوضحون تفاصيل خطة الهدنة بشأن التهدئة في قطاع غزة (خاص)
أعلنت حركة حماس تسليم ردها إلى مصر وقطر حول اتفاق الإطار المقترح بشأن التهدئة في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع وتبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وذلك في إطار الجهود المصرية القطرية لإيقاف العدوان الإسرائيلي والتهدئة في القطاع.
وفي هذا الصدد، قالت أستاذ العلوم السياسية، الدكتورة نادية حلمي، إن حماس أعلنت تسليم ردها إلى مصر وقطر حول إتفاق الإطار لمقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مشيرة إلى أنه تمت دعوة قيادة حماس إلى القاهرة لمناقشة الإتفاق الإطارى الصادر عن اجتماع باريس لمناقشة تفاصيل الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل ومتطلبات تنفيذه.
بنود الهدنة المقترحة
وأوضحت "حلمي" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن حركة حماس طلبت من خمس دول أن تعمل كضامنة للهدنة، خصوصًا فى ظل حالة إنعدام الثقة بين حماس وإسرائيل، مشيرة إلى الدور المصري والقطري خلال وساطتهم بين حركة حماس وإسرائيل.
ولفتت إلى أنه تم الإتفاق على آلية تسليم الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين من قِبل حركة حماس، حيث ضمنت مصر وقطر من الجانب الإسرائيلى مع حركة حماس، بأن يتم ذلك عبر آلية تسليم الرهائن الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر الذى سينقلهم بدوره إلى منطقة رفح، برعاية من الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين، ثم يتم نقلهم إلى الجانب الإسرائيلى.
وأضافت قائلة: وعند تسلمهم من طرف الجيش الإسرائيلى، تبدأ إسرائيل بالإفراج عن الأسيرات والأطفال الفلسطينيين وفِق العدد المتفق عليه، بمعدل أسير إسرائيلي مقابل ٣ أسرى فلسطينيين، مشيرة إلى أنه ضمنت كلًا من مصر وقطر خلال أيام الهدنة مع الجانب الإسرائيلى، بتخصيص 6 ساعات، تلتزم خلالها الطائرات الإسرائيلية بوقف تام لإختراق أجواء غزة عن طريق المسيرات لأغراض التجسس مع وقف إطلاق نار متواصل طيلة الأيام الأربعة على أن تسمح إسرائيل لسكان قطاع غزة بالتحرك من شمالى القطاع إلى جنوبه عبر ممر آمن لمن يريد المغادرة، وهو شارع صلاح الدين، وفق ما تم الإتفاق عليه بين الطرفين.
تفاصيل خطة الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل
وأشارت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن تفاصيل خطة الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل حول إمكانية إبرام إتفاق جديد بين الطرفين، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للرهائن والمحتجزين، وسط تفاؤل حذر بعد تسريبات عن هدنة قد تصل إلى نحو شهرين، متابعة: كما اقترحت الهدنة أن تسمح المرحلة الأولى من إتفاق الهدنة بإعادة بناء المستشفيات ومخيمات اللجوء بغزة، وخروج القوات البرية الإسرائيلية من المناطق السكنية.
وأردفت: يحاول أن يقترب المفاوضين من التوصل إلى إتفاق تعلق فيه إسرائيل حربها في غزة لمدة شهرين مقابل الإفراج عن أكثر من 100 رهينة لدى حماس، وهو إتفاق يمكن إبرامه خلال الفترة المقبلة، مستطردة: مع الوضع فى الإعتبار أن حركة حماس من الصعب أن توافق على كافة تفاصيل تلك الصفقة الهدنة برعاية مصرية قطرية، مع وجود بعض التحفظات الفلسطينية، لأنها تتضمن فخًا عبر محاولة الإسرائيليين الحصول على جميع أسراهم من حركة حماس، وفى المقابل لم توافق إسرائيل بشكل صريح على تبييض السجون من المعتقلين الفلسطينيين.
واستكملت الدكتورة نادية حلمي، قائلة: طالبت حركة حماس، حسب مسودة وثيقة الرد على مقترح الهدنة، بإصلاح المستشفيات والمخيمات وخروج القوات الإسرائيلية من غزة، كما اقترحت حركة حماس في مسودة الوثيقة أن تسمح المرحلة الأولى من إتفاق الهدنة بإعادة بناء المستشفيات ومخيمات اللجوء بغزة وخروج القوات البرية الإسرائيلية من المناطق السكنية، واشترطت حماس كذلك إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل في المرحلة الأولى لإنهاء العمليات العسكرية لإستعادة الهدوء التام، وقدمت الحركة فى الوقت ذاته بعض الملاحظات والمقترحات على جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، مثل إقتراح عمل مرحلة أولى مدتها ٤٥ يومًا لتبادل الأسرى والإفراج عن بعض المحتجزين الإسرائيليين لديها من غير العسكريين وتسليم المساعدات.
وأشارت أستاذ العلوم السياسية، إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكى "أنتونى بلينكن" إلى تل أبيب، حيث من المفترض أن يناقش مع القيادات الإسرائيلية تفاصيل تلك الهدنة، خاصةً أن رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" كان قد أعلن من قبل عن رفضه التام لوقف نهائى لتلك الحرب والإنسحاب من قطاع غزة قبل القضاء على حماس، مع الوضع فى الإعتبار بأنه لا يزال هناك أكثر من 130 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين داخل قطاع غزة، بعد أن إقتادتهم فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام وحركة حماس وفصائل مسلحة أخرى إلى داخل القطاع خلال الهجوم المباغت الذي نفذته على غلاف غزة بعد بدء عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023.
فيما قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اتفاق الهدنة في قطاع غزة من خلال الجهود المصرية القطرية خطوة إيجابية لإنهاء الصراع الدائر في القطاع، والذي وصل إلى قرابة الـ 5 أشهر حتى الآن، وراح ضحيته الآلاف من المدنيين والأربعاء في غزة.
تجاوب من الجانبين
وأوضح في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن بنود الهند المرتقبة تشتمل على عملية تبادل الأسرى على مراحل تدريجية، مشيرًا إلى أن هناك تجاوب من حركة حماس والجانب الإسرائيلي، لافتًا إلى أن وجود ضغوطات دولية وعربية على الجانبين وخاصة الجانب الإسرائيلي المتعنت، مشيرا إلى أن "محادثات باريس" خطوة جيدة في مسار اللقاءات القادمة، وبحث إمكانية وقف إطلاق النار وتحقيق السلام في قطاع غزة.