خبير أثري: مشروع هرم منكاورع «مجازفة» ولهذه الأسباب يصعب تنفيذه
كثر الجدل في مصر حول ما يسمى بمشروع القرن وهو المشروع الذي يتم من خلال تعاون مصري ياباني، ويمثل مصر فيه المجلس الأعلى للآثار بقيادة الدكتور مصطفى وزيري وبعثة الجانب الياباني بقيادة الدكتور يوشيمورا ساكوجي، وملخص المشروع هو دراسة إمكانية إعادة كسوة الهرم الأصغر إلى مكانها الطبيعي بعد تساقطها بفعل عوامل الزمن.
ومن ناحيته قال الدكتور منصور عالم المصريات المعروف، وأحد من عملوا بمنطقة آثار أهرامات الجيزة ما يقرب من 20 عامًا متواصلة، في تصريحات خاصة إلأى الفجر، إن مشروع إعادة الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع من المشروعات الصعب تنفيذها بصورة كاملة وسوف يواجه صعوبات كبيرة أبرزها أن عدد من تلك الكتل الحجرية المنتشرة الكثير منها كتل غير خام لم يتم نحتها وتشذيبها ليتم تثبيتها على واجهات الهرم والبعض الآخر من تلك لم تكن تخص كسوة الهرم من الأساس.
وتابع بريك، أن بعض الكتل الجراتينية الموجودة في الزاوية الشمالية الشرقية كانت أغلبها مخصصة للمعبد الجنائزي وليس للهرم، وبالتالي من الصعب معرفة الكتل الحجرية التي ربما سقطت من كساء الهرم الخارجي خاصة وأن بعض من تلك الكتل الجرانيتية أعيد استخدامها في عصر الدولة الحديثة لنحت التماثيل واللوحات خاصة من المجموعة الهرمية للملك «خع إف رع» والملك «منكاورع».
وظاهرة إعادة التدوير أو إعادة الاستخدام كانت منتشرة فى مصر القديمة وعلى سبيل المثال نجد أن لوحة الحلم الشهيرة والموجودة بين مخلبي أبو الهول أسفل الصدر والتي وضعها الملك تحتمس الرابع ليحكي قصة الحلم الذي حلمه بجوار أبو الهول، كانت فى الأصل كتف أحد أبواب المعبد الجنائزي للملك «خع إف رع»، أي أنه نزع كتف الباب ونحت عليها قصة الحلم الخاص به.
كما يوجد نقش كبير على الجبل فى مواجهة هرم خعفرع من عصر رمسيس الثاني منقوش اسم رئيس أعمال الملك رمسيس الثاني فى المحجر الكبير واسمة ماي مما يؤكد أن أحجار الجرانيت في هرمي خعفرع ومنكاورع كانت يُعاد تدويرها في عصر رمسيس ومن المعروف أنه تم الكشف عام 1996م، عن تمثال غير كامل النحت لرمسيس الثاني بجوار الضلع الجنوبي لهرم منكاورع، وهو تمثال منحوت من إحدى كتل الجرانيت الموجودة حول الهرم ويمثل رمسيس الثاني والاله رع حور آختي، وحصل كسر في البلوك فتركوه بمكانه حتى اكتشفناه عام 1996 وبجواره أدوات التى استخدمت فى نحته.
كما أن هناك كتلًا كما ذكرنا غير مشذبة ومن الصعب إعادتها إلى واجهات الهرم مرة أخرى لإكمال الكسوة، ورجح بريك أن المشروع سيكون هدفه الأساسي هو توثيق الكتل المتناثرة حول الهرم وهو إجراء ممتاز خاصة وأنها لم توثق كليا من قبل وكذلك محاولة الكشف مراكب الشمس طبقا لما تم الإعلان عنه فى بنود المشروع والتي تتضمن الكشف مراكب الشمس الخاصة بالملك منكاورع.