د.حماد عبدالله يكتب: " طقوس " حفلات الزفاف !!
تعددت طقوس حفلات الزفاف فى مصر منذ عشرات بل مئات السنين – فقد قرأنا فى
كتب سجلت أحداث وشكل الحياة الإجتماعية المصرية – أهمها " المصريون المحدثون " ترجمة زهير الشايب - وكذلك وصف مصر – والذى وضعه " جان دى شايرول " أحد علماء الحملة الفرنسية – وقام أيضًا على ترجمتها المرحوم الأستاذ زهير الشايب – وتعرضت تلك الكتب لمظاهر الحياة – حيث الزفاف وما يتم فيه ( وليلة الحنة ) – ونقل العروس إلى بيت الزوجية على ( جمل ) أو ما كان يسمى( بعرس المحمل ) – وكذلك نقل أمتعة العروس إلى بيت الزوج – وغيرها من حكايات وأديبات مصرية أصيلة !!
وتطورت حفلات الزفاف فى مصر – حيث "السرادقات" كانت تقام – وكان يدعى إليها الأقارب والأصدقاء وكذلك الفنانون من الجنسين مع ( التخت ) – ولعل فى قصص السيرة الذاتية لكبار فنانينا مثل أم كلثوم وعبد الوهاب وقبلهم عبده الحامولى والمظ - وغيرهم – تعرضت لهذه المناسبات وما يجرى فيها – من بذخ فى الطعام والشراب وإستعراض القوة الإجتماعية والمالية لأصحاب ( الفرح ) أو أهالى العروسين !!
ومع تطور الحياة أصبحت الوجاهة الإجتماعية تتطلب أن ينسق لحفل الزفاف متخصصون مثل ( منظم الحفل ) أو ( منظمة حفل الزفاف ) وهذه وظيفة جديدة فى المجتمع – ذات عائد عالى جدًا جدًا جدًا – أرجو أن ينتبه إليها الدكتور /محمد معيط – بحكم مسئولياته عن الموازنة العامة للدولة –حيث حضرت منذ عدة أعوام حفل أسطورى (لعقد قران) حيث كان هذا الحفل العظيم أختير له مكان عبقرى فى العين السخنة – حيث يحيط بالموقع جبال عتاقة وأمامه البحر حصيره من المياة الجميلة – وأضيئت الجبال إضاءات مباشرة وغير مباشرة – وأضيئت الطرق على طول حوالى 22كم أى من بوابات مرور السخنة وحتى موقع الحفل إضاءات على جانبى الطريق – جعلته كأنه عقد من اللؤلؤ أو ممر لهبوط الطائرات – تجرى بينه السيارات – ثم موقع الحفل وهو ما يصل إلى أكثر من أربعون ألف متر مربع على الشاطىء – كل الأرضية من التجاليد الخشب
( البيتش باين ) – أغلى أنواع الخشب الموسكى – وتتخلل الأرضيات زجاج يجرى من تحته الماء المضىء – والمستوايات مختلفة لهذه الأرضية حيث " رصت الكراسى - (الفوتيهات ) " من الخشب الأرو – المرصعة بالالماظ ( غير الحر ) فى الأجناب والخلفيات – وكذلك " الكنب" الأسود الذى يضم بينه طاولات رصت عليها جميعاَ - الكئوس الخاصة بالحفل والتى يعلوها بصمة من الألماظ – وتحتوى على قطع من الثلج الذى بمجرد أن يستقبل المياة فيضىء ويومض ( أى ينير ويطفىء ) ICE LIGHT BOX– لأكثر من عدة ساعات وهو بالمناسبة (صنع الصين ) – وعلى جميع الطاولات نبات الأوركيد الطازج المستورد والميناء الذى أعد لإستقبال العروسين حيث جاءا عن طريق البحر– وكذلك موقع لهبوط الهليكوبتر حيث بعض الضيوف من أمراء وشيوخ العرب - ولعل أسماء الحضور قد أبرزتهم بعض الصحف وعما قدم من طعام – فلا شيىء قد تم نسيانه من جميع أنواع أطعمه العالم حتى ما هو ( ليبى) غير معروف وسطع فى الحفل نجوم مصر من الفنانين ضمهم جنبات هذا المسرح الرائع بجانب فنانين عالميين وعرب..
شيىء لا يصدقه عقل – التكلفة التقديرية لهذا الحفل لا تقل عن خمسون مليون جنيه فى هذا الوقت– حيث ضم أكثر من أربعة الأف مدعوا – هذا خير كبير جدًا – يجب أن نهتم به لأن مصر هى أم الفنون والبدع وهى أيضًا مصدر رزق للجميع بما فيهم المصريون العاملون فى هذا المجال – والمحيطون وصناع الأثاث والفرق الموسيقية التى صاحبت عمرو دياب وراغب علامة وهيفاء وهبى والراقصة دينا المصرية... وما زالت تلك الحفلات تقام ونسمع ونقرأ عنها، وربما الكثير منها لا يعلن عنه الان خوفًا من الحسد وأيضًا خوفاَ من (دكتور معيط) !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد