إصلاح لخطأ تاريخي.. هل تعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية؟
مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، خرج وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يعلن أن بريطانيا قد تقر بشكل رسمي بدولة فلسطينية بعد تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
الأمر الذي جعل المواطنين يبحثون عن التفاصيل الكاملة حول تلك التصريحات وأيضا أهميتها في تلك الفترة وهل إسرائيل تغضب منها.
تصريحات كاميرون
صرح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، لوكالة الأسوشيتدبرس بأن بريطانيا قد تقر بشكل رسمي بدولة فلسطينية بعد تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، دون الحاجة إلى انتظار نتائج مفاوضات مستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن حل الدولتين.
وأدلى كاميرون، الذي كان رئيسًا للوزراء البريطانيين سابقًا، بهذه التصريحات خلال زيارة قام بها إلى لبنان يوم الخميس بهدف التهدئة في التوترات الإقليمية.
وأشار إلى أن الاعتراف الرسمي لن يحدث مادامت حركة حماس موجودة في غزة، ولكن يمكن أن يتم الاعتراف خلال استمرار المحادثات بين إسرائيل وقادة الفلسطينيين.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين المستقلة، بما في ذلك الاعتراف في الأمم المتحدة، لا يمكن أن يكون في بداية العملية، ولكن ليس من الضروري أن يكون في نهاية العملية.
وأشار كاميرون إلى أنه قد يكون هذا شيئًا نناقشه عندما تصبح هذه العملية، عندما يصبح التقدم نحو الحل أكثر واقعية، ما يجب علينا فعله هو توفير آفاق مستقبلية أفضل للشعب الفلسطيني، مستقبل يشمل دولتهم الخاصة.
وأكد أن هذا السيناريو ضروري للسلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة.
وعد بلفور
وعد بلفور هو إعلان صدر في 2 نوفمبر 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور، كان الوعد يتضمن التعبير عن دعم بريطاني لإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين، دون التأثير على حقوق الأفراد غير اليهود في المنطقة، تمثل هذه الخطوة تحولًا هامًا في السياسة البريطانية تجاه فلسطين والمنطقة العربية.
إصلاحات تاريخية أم تصريحات لتهدئة الأوضاع
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والمحلل السياسي الفلسطيني، إن تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بخصوص الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعتبر أن بريطانيا تقوم بإصلاح تأريخي تجاه الدولة الفلسطينية ونحن نتمنى ذلك مشيرًا إلى أن هذا الاعتراف سيكون بشكل سياسي وليس اعتراف بحدود الدولة الفلسطينية أو على جغرافية الدولة الفلسطينية ولكن هذا الاعتراف سيكون تطورًا كبيرًا بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وأضاف «الرقب» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الخوف أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية يستخدمون هذه التصريحات من أجل الوصول إلى تهدئة الأوضاع في قطاع غزة لافتًا إلى أن مراحل التهدئة التي أعلنت لا يوجد بها مشروع سياسي.
أكمل المحلل السياسي الفلسطيني حديثه قائلًا:" أن هذا الاعتراف سيكون خطوة من أجل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في مجلس الأمن وهذا يعتبر أمر جيد جدا وبعد ذلك سوف يتم تحركات الدولة للحصول على حقوقهم الكاملة".
تغيير في سياسة بريطانيا
أوضح المحلل السياسي أشرف ابو الهول، أن هناك سياسية بريطانيا جديد يتبناها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون وذلك يدل على التغيير سياسية بريطانيا تجاه القضية الفلسطينية خصوصًا بعد الموقف المتشدد والتأييد البريطاني إلى إسرائيل دون قيد أو شرط في الاعتداء الغاشم على قطاع غزة؛ مشيرًا إلى أن بريطانيا تقترح مبادرة للسلام هذا المبادرة تتضمن:" تبادل الأسري ووقف الحرب، الانسحاب الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية " هو تغيير إيجابي تجاه القضية الفلسطينية.
أضاف « ابو الهول» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن بريطانيا أصبحت تشعر بضغط كبير من خلال الرأي العام العالمي والعربي الذي يحمل إسرائيل المسئولية الكارثة الإنسانية بقطاع غزة وأيضا يحمل بريطانيا بوصفها أنها التي أصدرت وعد بلفور وكما يحمل الولايات المتحدة الأمريكية أنها أكبر الدول الداعمة إلى إسرائيل.
واستكمل حديثه قائلا:" أعتقد أن بريطانيا مثل الدول الأوروبية أصبحت مستعدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وبات مستعدة لإقامة مؤتمر دولي للسلام والتي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية"
نوه المحلل السياسي، إلى أن الفترة القادمة سنواجه أيضا بعض المشكلات بخصوص القضية الفلسطينية وأبرزها حدود تلك الدولة وعاصمتها ولكن المهم الان هو تغيير الرأي البريطاني.
موجه من الغضب في إسرائيل
أكد الدكتور هيثم نايف، المحلل السياسي الفلسطيني، أن بريطانيا تقوم الآن بتصويب تاريخي تجاه القضية الفلسطينية خصوصًا بعد الدعم الكبير الاي قدمته لندن إلى تل أبيب مشيرًا إلى أن هذا القرار الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني سيؤدي إلى موجه غضب من قبل إسرائيل.
وأضاف «نايف» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن بريطانيا تشجعت بإعلان عن هذا القرار عقب إعلان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن دراسة الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لذلك خرجت تعلن عن استعدادها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تابع حديثه، قائلًا:" أن بريطانيا تسعي إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط خصوصًا مع تطورات الأوضاع في المنطقة بالإضافة إلى أن هناك تنسيق بين الدول الأوروبية من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية خصوصًا بعد مطالبة الاتحاد الأوروبي بذلك".
واختتم المحلل السياسي الفلسطيني، أن الدول العربية لعبة دورًا كبيرًا من أجل إحياء القضية الفلسطينية على المشهد السياسي العالمي والمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية وذلك ظهر في مبادرة بيروت.