د.حماد عبدالله يكتب: الفن الجميل والتطبيقي !!
عادة ما يتساءل البعض عن الفرق بين الفنون الجميلة والفنون التطبيقية – ويأتي التساؤل حينما يكون هناك حاجة للتفضيل بين فن وأخر، خاصة بين طلاب الثانوية العامة حينما يجدون أنفسهم بمجاميع محددة تحصر رغباتهم بين كليتين عريقتين في جامعة حلوان – هما كلية الفنون التطبيقية ويعود تاريخ إنشائها إلي عام 1835 – تحت أسم الفنون السلطانية، والفنون الجميلة والتي يعود تاريخ إنشائها إلي عام 1908 تحت أسم مدرسة الفنون الجميلة العليا، وقد قادت تلك الكليتين حركة الحياة الفنية المصرية المعاصرة – وكذلك حركة الصناعة المصرية المعاصرة أيضًا، وهنا الفرق قد ظهر في التعريف حيث الفنون الجميلة بأقسامها الشهيرة النحت والتصوير وضمت إليها الجرافيك والعمارة !! كانت الغالب الأعم "الفن من أجل الفن "والجمال، والإحساس بجودة الحياة، ولعل دخول قسم العمارة في الفنون الجميلة كأحد أبرز الأقسام العلمية وهي تنتمى أساسًا للفن وليس للهندسة، حيث من العمارة يمكن قرائة وتسجيل تاريخ الأمم والحضارات فالعمارة والنحت تدل علي عصور الازدهار وعصور الأنحدار أيضًا، مع ذلك فأن كلية الفنون الجميلة قد أبدع روادها وطلابها وخريجيها وأثروا الحياة المصرية بملايين الأعمال – وألاف من الأسماء المضيئة في حضارة مصر المعاصرة.
والفنون التطبيقية التي أنتمى إليها – طالبًا وأستاذًا وعميدًا سابقًا وأيضًا وكيلًا للدراسات العليا ورئيسًا أيضًا لأحد أهم أقسامها العلمية سابقًا، هذه الفرعية الثانية للفن في مصر، والتي سبقت زميلاتها من المراكز والمعاهد والكليات العليا في ظهورها للحياة بين أرجاء الوطن - فكانت مهمتها الأولي علي يد عميدها الأول "جيمس ستيورات "، ثم العميد الثاني "جون إدني"، منذ 1835 وحتي بدايات القرن التاسع عشر،استطاعت هذه الكلية أن تؤدي دورها للمجتمع – فهي تختص بكل مايحيط بالأنسان من أشياء وما يلتصق به من مكونات بداية بالملابس مرورًا بإستخداماته سواء معادن ( شوك وسكاكين ) أو حمامات ( سيراميك) أو شبابيك وأبواب وأسره ودواليب (مكونات التصميم الداخلي)، وكذلك مفروشات الأرضيات والستائر والحوائط، ولعل الأقسام العلمية التي وصلت بها الدراسة إلي قمة التكنولوجيا في الفنون التطيقية تترجم المعنى بأن الفن التطبيقي هو كل شيء يحيط بالأنسان حتى التصميمات الصناعية – وشكل الآلات والسيارات والأدوات التي يستخدمها الإنسان هي من فكر وأبداع الفنان التطبيقي في التصميمات الصناعية حتى ( الحلي والصياغة ) وهي صناعة ضخمة لها أقدم الأقسام العلمية في الكلية، والتصوير الميكانيكي والمختص بالطباعه والنشر والبحوث الجنائية ( الفيش والتشبيه ) وكذلك تصوير السينماء والتلفزيون وأشهر الخريجين يعملون في كل أرجاء الفضائيات من هذه المدارس العلمية بالفنون التطبيقية– هنا أرى بأن الفنون الجميلة والتطبيقية هما "نجمتي" جامعة حلوان !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد