تكريم فريق الترميم..
"تابوت قديم".. ننشر تفاصيل كشف أثري جديد بمتحف جاير أندرسن
استطاع فريق ترميم متحف جاير أندرسن إزالة طبقات من اللون الأسود كانت تغطي تابوت أثري محفوظ بالمتحف ليتم الكشف إسم صاحب التابوت وعن جمال زخارفه ونقوشه القديمة.
قصة تابوت
ومن ناحيتها قالت ميرفت عزت مدير عام متحف جاير أندرسن إن التابوت محفوظ بالمتحف منذ تأسيسه وهو من مقتنيات جاير أندرسن مؤسس المتحف.
وتابعت، التابوت مصنوع من مادة الكارتوناچ وعليه مناظر ملونة ومذهبة واستطاع فريق الترميم معالجة التابوت بطريقة علمية حيث كانت تكسوه طبقة سوداء من عوامل التعرية.
وبعد إتمام عملية الترميم انكشفت النصوص الهيروغليفية الموجودة علي التابوت وبدراستها تبين أن التابوت لشخص يُدعى "آمن باك" من العصر المتأخر.
وعقد المتحف عدة محاضرات أمس الأحد استعرضت من خلالها الدكتورة أسماء زينهم رئيسة فريق الترميم بالمتحف خطوات صيانة التابوت كما استعرض أعضاء فريق الترميم بالمتحف خطوات ترميم المخطوطات بالمتحف.
تكريم فريق الترميم
وكرمت ميرفت عزت أعضاء فريق الترميم لجهودهم حيث تم توزيع شهادات التقدير على الفريق، وتم عرض التابوت لحالته الجديدة بقاعة متحف “بيت الكريتلية”
متحف جاير أندرسن “بيت الكريتلية”
وبيت الكريتلية أو متحف جاير أندرسون أو بيت الجزار أو منزل أمنة، كلها أسماء لنفس المكان، وهو عبارة عن بيتين أثريين تم تأسيسهما بجوار جامع أحمد ابن طولون ووصلت شهرة البيت إلى لندن.
البيت الأول
في عام 1540م قرر رجل يُدعى عبد القادر الحداد أن يبني بيتًا فوق الجبل، في منطقة السيدة زينب والخليفة وهو جبل صغير يدعى جبل يشكر، وهو نفس الجبل المبني فوقه جامع أحمد بن طولون عام 265 هـ / 897م، حيث تم بناء منزلين متتالين إلى جوار الجامع أولهما منزل عبد القادر الحداد عام 1540م.
البيت الثاني
وبعدها وفي عام 1642م أسس الحاج محمد الجزار منزل آخر أكبر حجمًا وأجمل في المعمار والزخرفة، جوار بيت عبد القادر الحداد وأصبح بين البيتين شارعًا يؤدي لأحد أبواب جامع أحمد ابن طولون والبيتين ملاصقين لسور الجامع، ولم يكن الرجليين يتخيلان أنهما يبنيان أثر هام سيدوم لقرون عديدة.
سيدة من كريت
مع مرور السنين وفي بداية القرن التاسع عشر تم بيع بيت محمد الجزار لسيدة من جزيرة كريت وبيت عبد القادر الحداد لسيدة من الصعيد وهي أمنة بنت سالم، ومن هنا سمي المكان ببيت الكريتلية أو بيت أمنة إلا أن الزمن كان قد أثر على جمال البيتين وتهدما وكانت الحكومة قد قررت أن تزيلهما أثناء ترميمات جامع ابن طولون.
ضابط إنجليزي يقع في غرام برقع مصرية
ضابط وطبيب إنجليزي اسمه جاير أندرسون كان يمر أمام البيت في شبابه ليرى فتاة مصرية تقف بالبرقع في المشربية فيجن جنونه ويقع في حبها في صمت لم يفصح عنه.
وبعد 29 عامًا بعدما تقاعد وبقى يعيش في مصر التي ذكرها في مذكراته التي عرضت في متحف لندن بأنها أحب الأرض إلى نفسه، وفي عام 1935 سمع عن قرار الحكومة المصرية بهدم البيتين، فتقدم لها بعرض أن يقوم بترميم البيتين ويسكن بهما، وإنه سيمد البيتين بمجموعته الآثرية من التحف والآثار التي يعشقها، ليكون البيت بعد وفاته متحف لهذه التحف.
أندرسون يرمم المنزل
وهكذا قام أندرسون بصرف مبالغ طائلة على ترميم المنزلين على نفس طرازهم المعماري السابق، ونقل كافة قطعه الأثرية الثمينة التي جمعها من كل إنحاء العالم لتكون حوله في المنزليين، بل إن كل قطعة أثاث تواجدت في المنزل تعتبر آثر ثمين ومتميز.
سليمان الكريتلي اليوناني خادم ضريح سيدي هارون الحسيني
لم يسكن جاير وحده في المنزل بل استعان بخادم عجوز كان يعمل لدى السيدة الكريتية، وأسلم فأصبح يدعى بسليمان الكريتلي ووهب نفسه لخدمة ضريح "سيدي هارون الحسيني" كما يطلق عليه هناك، وهكذا أصبح الرجلان أصدقاء، وقد قام سليمان بحكي الكثير من القصص الشيقة والتي اغلبها كاذب وغير حقيقي لجاير وهو ما أثار خياله بشدة.
كتاب أساطير بيت الكريتلية أصدر من لندن
من خلال حكايات عم سليمان قام جاير بتأليف كتاب أسماه أساطير بيت الكريتلية، ونشرة في لندن ليحقق به نجاح كبير، الكتاب يحكي عدد من الحكايات بعضها شديد الخيال، وبعضها مقتبس من قصص القرآن الكريم مع تغيير مكان الحدث ليصبح في بيت الكريتلية، حيث حكى قصة سيدنا إبراهيم وذبح سيدنا إسماعيل مدعيًا حدوثها فوق جبل يشكر في موضع البيت، كذلك ادعى أن هذا الجبل هو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام، ولكن لم تخلو الحكايات من حكايات طريفة كذلك.
ملك الجان أمر ببناء البيت ويسكنه ثعبان طيب
ووردت في الكتاب حكايات طريقة مثل حكاية ملك الجان الذي أمر الجزار أن يبني البيت هناك لتعيش به بناته السبع في أمان فوق جبل يشكر، وكذلك حكاية الثعبان الطيب الذي رأى صاحب البيت ينهر أطفاله عن قتل ثعابين وليدة فقام بكسر زير ماء مسمم كي ينقذ الرجل وأسرته وهذه الحكايات الخيالية المفعمة بالجو الشرقي للمشربيات والبراقع والمنمنمات والجان قد أثارت خيال الغربيين لتجعل الكتاب في أفضل الكتب مبيعًا في عصره.
جاير يموت ويوفي بوعده مع العشرات من القطع الأثرية الثمينة
وهكذا عند وفاة جاير في عام 1945، كان قد تنازل عن المنزل بمحتوياته لهيئة الآثار المصرية التي حولته لمتحف باسم متحف جاير أندرسون، وهو يحوي عدد ضخم من الأثاث والمنحوتات الأثرية التي وضعها جاير به.
جيمس بوند عاش في بيت الكريتلية
والحقيقة أن شعبية البيت في الخارج دفعت صانعي أفلام جيمس بوند إلى تصوير جزء من فيلم الجاسوسة التي أحبتني في أحد قاعاته الشرقية المثيرة للخيال.