نقيب "العلوم الصحية": نريد فتح قنوات تواصل مع وزارتي الصحة والتعليم العالي لحل مشاكل الأعضاء (حوار)
"التنظيم والإدارة" أصدر قرار التوصيف الوظيفي لـ5 شعب.. وفي انتظار التنفيذ
الإعلان عن تكليف خريجي كليات العلوم الصحية
نسعى لتعديل نظام التخرج في المعاهد الصحية ليصبح 4 سنوات
تحويل 13 معهدا إلى كليات أو معاهد عليا في أقل من 4 سنوات
نطالب بفتح قنوات تواصل مع وزيري الصحة والتعليم العالي
نحذر طلبة بعض المحافظات من الكيانات الوهمية
نعاني في بعض الأحيان من دونية في التعامل داخل المستشفيات
رسالتي لأبناء المهنة: اجتهدوا.. ونقابتكم تحتاجكم جميعا
احتفلت نقابة العلوم الصحية منذ أسابيع باليوم المصري للعلوم الصحية الثالث عشر، وهو العيد السنوي لها، والذي يوافق 29 ديسمبر من كل عام، وبهذه المناسبة أجرت "الفجر" حوارًا مع النقيب السيد الدبيكي، والذي كشف فيه عن عدد من الأخبار السارة والمفاجآت للأعضاء.
وإلى نص الحوار
هل تعانون من أي مشاكل في تكليف الخريجين؟
لا يوجد مشاكل في التكليف وخريجو المعاهد الصحية يتم تكليفهم فور تخرجهم، منذ عشرات السنوات، لأن المعهد أُنشيء للاحتياج، ويجري تكليفهم بعد عامين من الدراسة، ولكن بعد استكمال أربع سنوات دراسة هذا ما نطالب به بأن يكون هناك تعديل وظيفي، ونسعى حاليا إما لتعديل قانون الخدمة المدنية وإما تعديل التخرج من المعهد ليكون 4 سنوات مباشرة.
وفي رأيك أيهما أقرب أو الأسهل؟
الأسهل هو تعديل نظام التخرج ليكون 4 سنوات، وتعديل "بند واحد" في لائحة المعهد الصحي لكي يلتزم الطالب 4 سنوات دراسة وبعدها يتخرج، والعمل في هذا المسار متقدم، وحصلنا على قرار بتكليف خريجي الكليات، ومن المهم أن يعلم الجميع أن تكليف خريجي كليات العلوم الصحية صدر في الوقت الذي أخذت الدولة قرارا بأن التكليف بالاحتياج، وهذا دليل على أن هناك حاجة لهم.
وماذا عن مشكلة التوصيف الوظيفي؟
أخذنا خطوات كبيرة جدا في التوصيف الوظيفي أيضا، وجرى مراجعته في النقابة في 5 شعب أساسية، وقدمنا طلبات للوزارة ثم صدرت مسودة، وأرسلت للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة منذ عام، ومؤخرًا في شهر نوفمبر 2023، تم التوقيع عليه رسميا، ولكن هذا الأمر غير مرتبط بالتكليف، وذلك لأن جهاز التنظيم والإدارة قال لنا "أنت لما هتكلفه قولي هتشغله إيه؟"، وننتظر حاليا التعميم والتنفيذ.
بالنسبة للتطوير، تم تشكيل لجنة في عام 2022 من البرلمان لمراجعة حال المعاهد الصحية، ماذا حدث في هذا الملف؟
اللجنة التي جرى تشكيلها اتخذت قرارًا بأنه بعد 5 سنوات من تاريخ عمل اللجنة سيتم تحويل 13 معهدًا إلى كليات أو معاهد عليا، ونحن نفضل مسمى "كليات" خاصة أنه لا يوجد أي فارق علمي في الدراسة، ولكن مسألة المسمى أمر مهم، وهذا يتضح في أن خريج المعهد يخرج للعمل مباشرة ولا ينتظر أي فترة تدريب.
وأعتقد في أقل من 4 سنوات سيتم تحويل المعاهد إلى كليات أو معاهد عليا، لأن الوزارة بدأت بالفعل في دراسة المناهج.
وماذا عن وضع الكليتين الموجودتين حاليا.. هل سيتم المساس بهما؟
لا سيظل الأمر كما هو عليه، ويصبح هناك 15 كلية.
هل تعاملكم مع وزارة الدكتور خالد عبدالغفار وفريقه الحالي أكثر سلاسة في تناول الملفات من وزراء سابقين؟
هذا حقيقي، والتعامل مع الوزارة السابقة كان سيئًا جدا، وليس لدي مشكلة في ذلك لأنني لا أطالب بشيء لنفسي، وعندما كان الدكتور عادل العدوي والدكتورة مها الرباط يتوليان المنصب كان التعامل جيدا معهم أيضًا، ولكن في هذه الفترة من 2013 إلى 2016 كانت تواجهنا مشكلة هي التغيير الكثير للوزراء، وللأسف كنا نضطر إلى البدء من جديد مع كل وزير يأتي.
قلت في وقت سابق، إن الكليتين الحاليتين صدر قرار تأسيسهما في الجامعات التي لم يكن يرأسها -وقت صدور القرار- شخص من الأطباء، هل تشعرون بالتمييز تجاه أبناء المهنة على طريقة "عدوك ابن كارك" لأن خريج العلوم الصحية يعمل بعد عامين فقط بينما ينتظر الطبيب عدة سنوات في الدراسة والامتياز والتكليف، وفي النهاية يُعامل الطرفان مجتمعيا وماليًا بشكل متساو إلى حد ما ويستطيعان إنشاء مؤسسات صحية؟
مسألة إنشاء مؤسسة صحية متاحة لأي شخص، وممكن وأنا فني أعمل مؤسسة طبية ولكن ليس باسمي باسم طبيب، كما يفعل الصيادلة، ومن الطبيعي أن نكسب، هل من المفروض أن نعمل دون أن نكسب؟
أنا أحترم كل طبيب وكلهم تعبوا واجتهدوا كثيرا، ولا أطلب بمساواة الفنيين بهم، وبالفعل على أرض الواقع غير متساويين سواء مجتمعيا أو ماديا، ونحن في الشارع لا نستطيع أن نقول "أنا طبيب"، وعند التعيين أقدم شهاداتي وأحصل على راتب وفقا لها، وهذا الراتب أقل منه كثيرًا، وحتى عندما أقرر فتح معملًا للتحاليل ليس مسموحا لي الحصول على ترخيص بفتح معمل بمفردي، ولكن بوجود طبيب "مدير"، ولكن في مجال الأشعة القانون يتيح فتح مركزا لطبيب الأشعة "ولازم يكون معاه فني"، ولكن الأولوية في باقي الشعب أن يكون هناك طبيبا في البداية ثم فني.
بالنسبة لأن الناس يقولون للعاملين في مجال الأشعة والتحاليل "يا دكتور" فإن هذا الأمر من الناس، وحتى الطبيب والصيدلي لا يحمل علميا صفة "دكتور" لأن "الدكتور" هو الحاصل على دكتوراه في الجامعة.
هل خلال عملك في المستشفيات شعرت بسوء معاملة في هذا الأمر؟
بالطبع، هناك معاملة دونية للفني، ولكن ليس مع كل الأطباء، وبشكل عام كل من يعلم حدود وظيفته ليس لديه أي مشكلة، ويتعامل مع الطرف الآخر في حدود وظيفته، ومثلا في مجال الأشعة، فإن الفني يصدر التقرير وليس له أي علاقة نهائيا بالتشخيص، وهذا الأمر متروك للأطباء.
هل ممكن مع تطور الذكاء الاصطناعي أن يستغني الفني عن الطبيب في هذا الأمر؟
الذكاء الاصطناعي موجود منذ فترة، ولكن لا يوجد أي شيء يغني عن الإنسان، ربما التكنولوجيا قد تقلل العمل، ولكن في النهاية العقل المفكر هو الفارق عن الآلة، وأعتقد أنه لو هناك استغناء عن الأطباء في هذا الأمر فلن يكون أكثر من 20% فقط.
وجه رسالة إلى وزير الصحة؟
رسالتي لوزير الصحة ألا يعاملنا وفقا للمؤثرات التي كانت موجودة في أثناء توليه وزارة التعليم العالي، ولفظ "تكنولوجيا العلوم الصحية" يحتاج للجلوس معه وتوضيح الأمر، لأنه أخذ معلومات خاطئة من أحد الأشخاص العاملين في الوزارة، ولا يوجد في العالم شيء اسمه "تكنولوجيا العلوم الصحية"، ولكنها معروفة بأنها "العلوم الصحية التطبيقية"، وحاولنا كثيرا التواصل مع الوزير في هذا الأمر ولكن لا يوجد استجابة.
حذرتم في وقت سابق من الأكاديميات الوهمية، ما هو دوركم في مواجهة هذا الأمر؟
نحن نرصد بشكل جيد الكيانات الوهمية والتي تطبع شهادات ويدعون أنهم سيعلمون الناس الأشعة والتحاليل الطبية، ويحصلون على المال من الضحايا مقابل شهادة مزورة يدعون أنها معتمدة من الصحة والتعليم العالي والخارجية، وهذا خطأ لأنهم يحصلون على رخصة "كورس تدريب" وهذا يعرف في القوى العاملة بأنه التدريب التحويلي وهذا الأمر يصلح للعاملين عند تحويلهم من مصانع نسيج إلى سكر، وتدرب العامل من ماكينة إلى أخرى وهذا الأمر لا يصلح في المهن.
النقابة كان لديها اشتباك واضح في هذا الأمر مع الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة الأسبق الذي أصدر قرارًا باستثناء شرط السن والمجموع من الالتحاق بالمعاهد الصحية، وحينها ثرنا لأنه بذلك تم استثناء أهم شرطين للقبول في المعاهد والكليات.
في الفترة الأخيرة رصدنا بعض الأكاديميات الوهمية وأرسلنا لرئاسة الوزراء، التي بدورها أرسلت لوزارة التعليم العالي التي أصدرت قائمة بالكيانات التعليمية المعتمدة منذ شهور، ورسالتي لكل طلبة الثانوية العامة "اللي متدخلوش عن طريق التنسيق أنسى يكون رسمي، لأن البوابة الرسمية لدخول المعاهد والكليات هو التنسيق، ولكن المشكلة في ثقافة أولياء الأمور الذين يرغبون في أن يعمل أبنائهم في سن صغير، وانا فوجئت بأن ابني أرسل لي إعلانا عن أكاديمية سيناء للعلوم الصحية وقالي (بابا أنا هبقى أزيك)".
وأكثر المحافظات التي يوجد بها كيانات وهمية هي محافظات بني سويف وأسيوط والغربية والدقهلية والقليوبية، ونحذر المواطنين في هذه المناطق من هذه الكيانات، ورصدنا حالات لخريجي هذه الأكاديميات زوروا بعض الأوراق للعمل في الخارج، وتم القبض عليهم وترحيلهم، وهذا أمر يحدث في كل المهن.
ما هي رسالك للعاملين في المهن التابعة للعلوم الصحية؟
أقول لهم اجتهدوا، واشتغلوا على نفسكم، وأقفوا جنب نقابتكم، ونحن نقدم لهم العديد من الخدمات الترفيهية والعلمية، ونقدم دورات تدريبية، وعندما يقع أي زميل في أي مشكلة في العمل نقف إلى جواره مثل أي نقابة أخرى.
وما هي رسالتك لأعضاء النقابة؟
أقول لهم اشتغلوا "أكتر من كده" ونحتاج منكم المزيد، والعمل النقابي يحتاج كل فرد منكم.
ما هي علاقتكم بالدولة؟
علاقتنا جيدة جدا، ولا يوجد أي مشاكل، وعندما يكون لدينا مطالب نتوجه إلى مجلس الوزراء الذي يفتح لنا بابه، ولكن ينقصنا التواصل والتنسيق الجيد مع وزارتي الصحة والتعليم العالي، ونطالبهما بفتح قنوات معنا لحل الكثير من المشاكل نحن في غنى عنها، والبلد تحتاج لتصدير الحلول وليس المشاكل.