بعد فتح السفارات.. هل اقتربت الأزمة السياسية الليبية من الحل؟
أثارت واقعة إعادة فتح السفارة السعودية في العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام القليلة الماضية، التساؤلات حول استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا، بعد الأزمات التي عاشتها البلاد مؤخرا أدت إلى عدم الاستقرار.
عودة السفارات إلى ليبيا
وأدت الأحداث التي لحقت بليبيا عام 2011، إلى حالة من عدم الاستقرار، ما جعل السفارات تغادر البلاد، لكن مؤخرا إعادت تلك الدول مرة اخرى فتح السفارات، بعدما جاءت المبادرة من اليونان، في 6 فبراير الماضي، بالإعلان عن إعادة فتح سفارة بلادها في طرابلس وفتح قنصلية في بنغازي.
وكانت مصر أول دول الجوار الليبي والأولى عربيا التي أعلنت إعادة فتح سفارتها بليبيا، وأعلنت القاهرة في فبراير 2021، عزمها إعادة افتتاح السفارة، وزار وفد دبلوماسي مصري رفيع العاصمة طرابلس، وبحث مع المسؤولين الليبيين ترتيبات إعادة افتتاح السفارة المصرية بطرابلس والقنصلية ببنغازي.
كما أعلنت السعودية خلال الأيام القليلة الماضية بالإعلان عن فتح باب السفارة السعودية من جديد طرابلس.
جهود مبذولة
وقال شاكر الحارثي المحلل والكاتب السياسي، إن المملكة تسعى دائمًا لتوحيد الصف العربي؛ فجهود المملكة في ذلك كثيرة ولا يحصرها مقال فالتاريخ خير شاهد على ذلك؛ وفي جانب العلاقات الأخوية نجد المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تحرص على لُحمة الصف ووحدة المصير.
وأضاف "الحارثي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة وجّه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، على إعادة فتح سفارة المملكة في طرابلس خلال الاجتماع الذي دعا إليه الدبيبة، بحضور القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية المستشار أحمد الشهري، وعددٍ من سفراء الدول العربية والإسلامية والأفريقية المعتمدين لدى ليبيا؛ ولا شك أن هذه الدلالات سيكون لها الأثر في مناقشة عددٍ من القضايا المتعلقة بتطوير علاقات التعاون بين السعودية وليبيا.
ولفت إلى أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، كان قد أعلن عن إعادة فتح سفارة المملكة في طرابلس عقب إغلاقها منذ 10 سنوات جراء اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، حيث جاء ذلك بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الليبي نبيل عمار، إلى الرياض، الأسبوع الماضي، حيث التقى بن فرحان، وعقدا جلسة مباحثات همة معًا لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
تهدئة الأوضاع
فيما أكد محمد فتحي الشريف، مدير مركز العرب للدراسات الاستراتيجية، أن عودة الحياة الدبلوماسية إلى ليبيا هو مؤشر إيجابي إلى تهدئة الأوضاع بين الأطراف الليبية.
وأضاف الشريف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن لجنة (٥+٥) نجحت في وقف الصراع بين الشرق والغرب الليبي بالإضافة إلى وجود ضغوط دولية من احل وقف القتال في ليبيا مشيرًا إلى أن أحداث درنة أثرت بشكل كبير في الوضع الليبي.
واختتم مدير مركز العرب للدراسات الاستراتيجية، أن ليبيا تحتاج الفترة المقبلة هو الوصول إلى حل سياسي شامل لاتمام نجاحات الدولة الليبية.