د.حماد عبدالله يكتب: كل عام وأقباطنا المسيحيين بخير !!
يحتفل اليوم السابع من يناير 2024 أقباط مصر المسيحين بعيد ميلاد المسيح عليه السلام ، عيد الميلاد المجيد وقد أعطى المصريون القبط المسلمون لأخوتهم القبط المسيحيون التهنئة، والحب والود، والمشاركة، حيث اليوم أجازة رسمية تعم البلاد ويتبادل المصريون التهنئة والمباركة والدعوات بدوام الصحة والعافية، والتفوق، كما يتبادلوا الدعاء، بالستر، لتعم نعم الله على كل الأسر والبيوت فى مصر الحبيبة، وبالأمس شارك القبط المصريون المسلمون إخوانهم القبط المسيحيون طعام إفطار من الأسماك واللحوم وكذلك الإفطار من اللبن والبيض والجبن وكانت الموائد المصرية قد تقاسمت بين المصريين من العنصرين بدعوات ومشاركة وتراحم بين كل أبناء الأمة.
لقد عادت هذه التقاليد القديمة الجميلة حيث يصر البعض على تبادل الزيارات فى مثل هذه المناسبات الدينية والتى يحتفى بها المصريون إحتفاءاَ خاصاَ مثلما يحدث فى عيد الأضحى وعيد الفطر المباركين لدى المصريين القبط المسلمون ومثلما يحدث فى الأعياد المشتركة ( شم النسيم ) وهو العيد المصرى الأصيل منذ عهد الفراعنة وقبل ظهور الديانات السماوية المسيحية والإسلام، حيث تزدهر ألوان المزارع والقرى فى الريف المصرى وعلى ضفاف النيل تحتضن أبناء المصريين من كل الألوان والأطياف ويتنسموا هواء الربيع مع تناولهم لمأكولاتهم المصرية الخالصة ( البيض " المسلوق " الملون " والفسيخ " " والملوحة "، والسردين " المملح " ويتبللون " بالملانة والخص،والجرجير، والفجل، والفلفل الأخضر والخيار والبصل والفول الحراتى والسريس " والكرات " "والجعديد" مع الخبز البلدى المخبوز فى الأفران البلدية ومنه " المفقع " والملدن " " والمشقق "
والطرى " هذه هى أهم وأبرز أنواع المأكولات المصرية الصميمة، والخاصة جداَ والتى يعرفها المصريون فقط سكان وادى النيل والتى عاشوا عليها، طيلة ألوف من السنين وتوارثها الأبناء مهما تغيرت الأزمنة وإنتقلت الحقب والحضارات ونزلت الرسائل السماوية ليستقبلها المصريون ويذوبوا فيها ، ويتعايشوا مؤمنين بها ويصنعوا من خلال صفائها ونقائها وروحانياتها، ثقافتهم، والتى يشعلوا بها الدنيا نوراَ،وإبهاراَ وعلماَ وأدباَ وفنوناَ تغزوا بها كل أرجاء المعمورة، هكذا كانوا وهكذا هم " المصريون المحدثون " المصريون اليوم ولعل فى تسجيلات ( دى شابرول) المهندس الشاب المصاحب لحملة نابليون على مصر عام 1798 قد سجل منذ مائتين عاماَ وأكثر تقاليد وعادات المصريون فى تلك المناسبات الدينية فتفوق فى الوصف والتحليل بما يجعلنا حتى اليوم نسمع ونرى ونلمس صدق المشاعر وصدق الإنسجام بين عنصرى الأمة من قبط مسلمون ومسيحين منذ أكثر من ألف عام.
لقد كان القرار بأن يكون يوم 7 يناير هو يوم عيد كل المصريين وإعتباره يوم أجازة رسمية للدولة هو إستكمال للدولة المدنية المصرية والتى بدأت مسيرتها المعاصرة عام 1920 والتى دعمت ظهورها وتأكيدها لمدنيتها ثورة كل المصريين عام 1919 حينما إتحد "الهلال مع الصليب" تحت قيادة مصرية لا تنسى للزعيم الراحل سعد زغلول.
إن يوم 7 يناير 2024 يوم عيد للمصريين ندعوا الله أن يديم على أمتنا الأعياد وأن يوفقنا لمافية سلام وإزدها هذا الوطن الجميل وأتذكر مقوله الأنبا شنودة حينما قال "مصر ليس وطن نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا" !!
عاشت "مصر "وعاش المصريون أخوة أحباء أصدقاء ، أوفياء كل عام وقبط مصر بخير !!
[email protected]