"نيويورك تايمز".. هل سيلقي بايدن مصير ليندون جونسون؟
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا جديدًا أفصحت فيه عن مصير الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية 2024، وهل سيلقي بمصير سابقة الرئيس ليندون جونسون، وذلك على وقع الاحتجاجات المناهضة لحرب غزة، تبدو الأجواء مشابهة إلى حد كبير لتلك التي سادت خلال حرب فيتنام التي أثرت بشكل كبير على الانتخابات الأمريكية آنذاك.
وكتبت، الصحيفة إن كانت الاحتجاجات المستمرة بشأن حرب غزة ستؤثر على المشهد السياسي المستقبلي والآليات الانتخابية في الولايات المتحدة.
وتسببت حرب فيتنام في انهيار شعبية الرئيس الديمقراطي ليندون جونسون، ليخسر الانتخابات عام 1968 لصالح منافسه الجمهوري ريتشارد نيكسون.
وجرت الانتخابات في فترة قريبة من حرب فيتنام، على غرار الانتخابات الأمريكية المقبلة التي قد تتأثر بما يجري في القطاع الفلسطيني.
بين بايدن وجونسون في حربي فيتنام وغزة.. هل سيواجها نفس المصير؟
ويقول تقرير الصحيفة الذي يتناول أوجه الشبه بين تداعيات حربي فيتنام وغزة، رغم الفارق الزمني الكبير بينهما، إن فتيل الاحتجاجات في العديد من الجامعات الأمريكية يعيد إلى الأذهان مجددًا تلك الحقبة، حينما لعبت حركات المعارضة دورًا حاسمًا في تشكيل جيل بأكمله.
ويستذكر ريتشارد فلاكس، وهو شخصية محورية في المجموعة السياسية اليسارية، طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي (S.D.S) التي ازدهرت في الستينيات، وعرفت بنشاطها ضد حرب فيتنام، العقبات التي واجهت بناء حركة احتجاجية، مشيرًا إلى أن الهدف كان إعادة تعريف اليسار من خلال استراتيجيات مبتكرة، كما هو موضح في البيان السياسي للمجموعة الصادر عام 1962.
وبعد مرور ستة عقود، ترى مديرة قسم المناصرة في الحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين، إيمان عابد تومسون، أن هناك أوجه تشابه بين التحديات في الوقت الحاضر، وتلك التي سادت إبان حقبة حرب فيتنام، من حيث زيادة الوعي الشعبي بكلا الحربين.
وتسلط تومسون الضوء على النضال التاريخي لجذب الانتباه إلى قضية فلسطين، مؤكدة حدوث تحول لافت في الفترة الأخيرة، يتمثل في تفاعل عدد أكبر من الناس مع أخبار الحرب بين إسرائيل وحماس في ظل تداولها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الأخبار، وهو ما اعتبرته تحولًا في المشاعر العامة تجاه الصراع في غزة.
لكن الصحيفة ترى أنه من المبكر تحديد ما إذا كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سيكون له تأثير كبير على هذا الجيل، كما فعلت معارضة حرب فيتنام مع الشباب في الماضي، غير أن هناك أوجه تشابه "مذهلة"، حسب الصحيفة.
ومن أوجه التشابه تلك، هو وجود جيش قوي يلحق دمارًا هائلًا بأرض أصغر، لا ينحدر سكانها من العرق الأوروبي، وهو ما يخلق انقسامًا بين الأجيال حول أخلاقيات الصراع، إضافة إلى أن المظاهرات في حقبة حرب فيتنام وحرب غزة تعكس ثقة لا تتزعزع من طرف الطلاب بعدالة قضيتهم، حسب التقرير.
غير أن هناك فروقًا واضحة بين الحربين تنبغي الإشارة إليها، كما يقول التقرير الذي أشار إلى أن حرب غزة اندلعت بهجوم حماس، إضافة إلى أن حرب غزة لا يشارك فيها الجيش الأمريكي.
العضو السابق في مجموعة (S.D.S)، مايلز رابوبورت، يرى فرقًا بين الحربين، يتمثل في أن الولايات المتحدة خاضت حرب فيتنام في استعراض لغطرسة القوة العظمى، على عكس إسرائيل التي "تقاتل للدفاع عن وجودها" بعد الهجوم "الإرهابي"، وهذا ما يجعل الحرب الحالية في غزة تختلف من ناحية أخلاقية وفلسفية عن حرب فيتنام، على حد تعبيره.
ورغم الاختلافات والفروق، تشترك الحركتان الاحتجاجيتان في الشعور بالتضامن مع المستضعفين، الذين يقاتلون ضد الوجود الاستعماري.
فمقارنة بالاحتجاجات التي شهدتها الجامعات الأمريكية على مر السنين، تبرز مظاهرات غزة بقوة كحركة مستمرة مناهضة للحرب، وهو أمر نادر لم تشهده تلك الجامعات منذ حقبة حرب فيتنام، وفقًا للتقرير.
معارضو ومنتقدو مظاهرات غزة يرفضون أي أوجه تشابه مع حقبة فيتنام، ويدعون وجود تجاوزات وممارسات معادية للسامية من قبل القائمين عليها، بينما ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك في اتهام مدراء الجامعات الأمريكية بالسلبية والضعف أمام حركات تمجد العنف وتحتفي به.
وتلفت "نيويورك تايمز" إلى أنه ومن الناحية اللوجستية، تستفيد الاحتجاجات في عصرنا هذا من التكنولوجيا، وهو ما يسمح بآليات تنظيم وتعبئة أسهل، إضافة إلى أن الجامعات أصبحت اليوم أكثر تنوعًا، في ظل وجود عدد أكبر من الطلاب الملونين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.
واعتبر الخبير الإعلامي لاري غروس أن إسرائيل فشلت في تكييف رسائلها لتتماشى مع وجهات النظر المتطورة للجيل الجديد، مشيرًا إلى التحول الكبير في دعم الفلسطينيين ضمن هذه الفئة السكانية الأصغر سنًا، ما يشير إلى تغير دائم في النظرة نحو الصراع، على حد قوله.