حفظ على يده الآلاف من طلاب القرية
الحزن يخيم على قرية شنوان بالمنوفية لوفاة أقدم محفظ قرآن بالمحافظة
حالة من الحزن سيطرت على جميع أهالي قرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وذلك لوفاة الشيخ يسري أبو عبد الله من أقدم محفظي القرآن الكريم بالقرية.
وذكر الأهالي، أن الشيخ الراحل أخذ على عاتقه تحفيظ أهل قريته القرآن الكريم، فتعلم على يده صغار القرية وكبارها، حتى أصبح طلابه محفظين للقرآن الكريم بالقرية، لاستكمال المسيرة التي لم ولن تتوقف في قرية خرج منها الشيخ مصطفى الزيني أحد أبرز القراء الذين قرأوا القرآن الكريم في البلاط الملكي، وقرية الإمام الشنواني، شيخ الأزهر الأسبق، حفظ على يديهه الآلاف من طلاب القرية وكان يكتب الشيخ أسمائهم في مفكرة يختفظ بها.
ونشأ الشيخ يسري أبو عبد الله في أسرة بسيطة، حفظ كتاب الله على يد محفظي القرية القدامي وكان أبرزهم الشيخ علي الجرو، والشيخ جابر أبو علي، والشيخ عبد الله صُفه، والشيخ أحمد عصر، وبعد أن ختم القرآن الكريم قرر أن يرد الجميل لأهل قريته ويحفظ الأطفال والشباب والشيوخ أيضا كتاب الله.
وأفاد أحد أهالي القرية أن الشيخ يسري يتمتع بسمعة طيبة بين أهل بلدته، ولم تفارقه الابتسامة وحباه الله القبول، وكما قال عنه أهل قريته إنه لم يكن يغضب أبدا إلا إذا أخطأ أحمد طلابه في حفظ سورة من سور القرآن الكريم، وبخلاف ذلك كان هينا لينا بشوش الوجه.
فيما شيع جميع أهالي القرية جثمانه فى مشهد مهيب إلى مقابر العائلة، وسط حالة من الحزن الشديد، وانهيار طلابه من البكاء حزنا على رحيل شيخهم ومحفظهم.
وكان قد نعاه أحد طلابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: "رحل من علمني القرآن الشيخ يسري أبو عبد الله، أحقًا شيـخــنا مـــاقد دهــانا، أحقًا لن نـــراك ولن تـــرانا، أحقـــًا يــارفــاقُ ألــن نـــراه، ونسمع منه علمـًا أو بيـانا".
قال عنه أحد القراء الذين حفظوا كتاب الله على يديه، إن الشيخ يسري كان حريصا أن يكون طلابه خير الناس نافعين ناصحين مقرئين، داعيا الله أن يجعل مثل ثواب ما علّمهم وحفّظهم في ميزان حسناته، وأن يجعل القران العظيم شفيعا له يوم الدين".