د.حماد عبدالله يكتب: رأيت من ثقب الباب !!
هذه العادة السيئة !! وهى التلصص على أحد من خلف الأبواب الموصدة – ومن خلال ثقب الباب !! وهو الثقب الذي كان موجود في النظم القديمة لأقفال وكوالين الأبواب – موضع المفتاح القديم الكبير – حيث يمكن النظر من خلاله إلى من هم داخل الحجرة – وهذا نراه في الأفلام القديمة أو الأفلام الحديثة (التي تروي شيئًا دار فى الزمن الماضي)– وأقرب هذه الأفلام هو فيلم (السادات) – حينما صور مخرج الفيلم السيدة جيهان السادات(والتى قامت بدورها في الفيلم/ السيدة مني ذكى ) –
تستخدم ثقب مفتاح باب الصالون – لكي ترصد ما سيتم مع السيد / أنور السادات (زوج المستقبل ) حينما تقدم لطلب يديها من والدتها الإنجليزية – ووالدها – ومن ثقب الباب – تسترق السمع والنظر وكما قلت في بداية مقالي هي عادة سيئة للغاية – حيث تعتبر إغتصاب لحرية أخرين – أغلق عليهم الباب – لتناول موضوع ما أو لإجراء حديث ما – أو حتى إنفراد شخص بنفسه خلف باب موصد – للتصرف بحرية وبإحساس الانفراد بالذات خلف حوائط وباب موصد – وإذا "بالمسترق" أو "المتلصص" – يقتحم هذه الانفرادية – دون علم -دون إذن بذلك !!
وهذا ينطبق في الحياة العامة على كل ما يحدث ونقرأه في الجرائد والمجلات الخاصة بنشر فضائح الناس – ورصد تحركاتهم – وتصرفاتهم والتي يمارسونها – وهم مطمأنين إلى أنهم غير مرأيين أو مرصودين بكاميرات خفية – ولعل برنامج "الكاميرا الخفية" – وما نراه على شاشات التليفزيون وخاصة في شهر رمضان – بتمسك مقدم البرنامج ومخرجه – على أن يسجل موافقة المرصود من الكاميرا الخفية على موافقته للنشر أو للبث الحي على الناس – حتي لا يلجأ للقانون الذى يحمى الحرية الشخصية – إذن – فالقانون العام لا يسمح "بالتلصص" على الغير – دون إذن مسبق –
ولعلنا في أكثر الجرائد والمجلات السيارة – نجد من التعدى على الناس في مناسبات أفراح أو لقاءات عامة وإذ بالمصورين المحترفين يتصيدوا المواقف والحركات – وأصبح هناك سوق تجاري لبيع تلك اللقطات – ويختلف ثمن الصورة – حسب الموقف أو اللقطة وحسب مقدار صاحبها ودرجة وجاهته الاجتماعية – أو السياسية – أو حتى الفنية !! وكانت تلك اللقطات تنشر بحذر أو بخجل – الصورة والتعليق – وكان المعتقد أنهم يستأذنون من صاحب اللقطة فى موافقته على النشر...
أما اليوم "فالبجاحه" أصبحت شييء طبيعي جدًا فى المجتمع – وأصبحت اللقطات التى تنشر سواء من السواحل وخاصة العجمي وبعض البلاجات الخاصة في قرية ( مارينا ) الحكومية شييء مخجل "وبطون" عارية (وليتها جميله ) ومتناسقة مع الجسم – ومكياج كامل "وبكيني" غير مناسب لجسم صاحبته وبجانبها زوجها أو صاحبها – يضحك فاتحًا أزرة القميص أو دون ليظهر ( الكرش ) وخيبة على الوجوه – (واللى إختشوا ماتوا )ونسينا إذا (بلينا يجب أن نستتر )تطبيقًا للقول إذا (بليتم فإستتروا )العكس تمامًا لهذه المقولة وعلى (عينك يا تاجر) -ومفيش خشى -ولا أدب -ولا حرج -وأصبحت لهذه القطات مجلات خاصة قائمه على نشر هذه اللقطات الفاضحة للمجتمع
وأخر ما قرأت من تعليقات على أحد الحفلات المصورة في هذه المجلات هذه (حفل طلاق فلان وفلانة )- حفل طلاق أى والله أصبح هناك مناسبه اسمها حفل للطلاق -شييء في مصر أصبح غير معقول – وهنا جاء عنوان مقالي (رأيت من ثقب الباب )أصبح العيب في بلادنا هو أسلوب حياة – طبيعي – أصبح العيب في المجتمع ليس نادر كما كان – وإذا جاء ( العيب من أهل العيب يبقى مش عيب)مثل شعبي مصري !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد