تغطية الاكتتاب الخاص 66 مرة.. وتسعير السهم بالحد الأقصى 25 ريال بالرغم من تحديات التي تواجه قطاع الإعلام
طرح "mbc" يجذب كبار المستثمرين العالميين مع توقعات بنمو هائل في خدمات الفيديو حسب الطلب
نجح طرح مجموعة“mbc ” الإعلامية، في جذب أنظار المستثمرين العالميين لضخ سيولة به فقد تم تغطية الشريحة الخاصة بالمؤسسات المالية الكبرى نحو 66 مرة، وتم تسعير بيع أسهمها للمستثمرين الأفراد عند الحد الأقصى 25 ريال للسهم، ما يظهر شهية مفتوحة على شراء السهم مع توقعات إزدهار أسهم قطاع الإعلام، على الرغم مما يواجه من تحديات بسبب تراجع حجم الإعلانات من البث التلفزيوني وإنتقالها إلى سوشيال ميديا.
“ mbc” حجم أعمال ضخم ومتنوع:
وأعلنت مجموعة "أم بي سي" خططها لطرح حصة 10 % من أسهم رأسمالها بالبورصة السعودية، الذي يبلغ نحو 2.9 مليار ريال موزع علي 299.2 مليون سهم وبقيمة اسمية 10 ريالات للسهم الواحد.
تعود ملكية مجموعة“ أم بي سي ”إلى الشيخ وليد آل إبراهيم بحصة 40 %، وشركة الاستدامة بحصة 60 %، وبدأت أعمالها في قطاع الإعلام عام 1991 بتقديم البث التلفزيوني المجاني في عدد من الدول العربية.
أصبحت “أم. بي. سي”، لعبا رئيسيا في عالم البث التلفزيوني المجاني إذا تضم قائمة من القنوات التلفزيونية التي تقدم برامج متنوعة فهي تصل إلى 95 % من الأسر بالشرق الأوسط من بينهم المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب الإمارات والعراق.
وتستحوذ " أم.بي.سي "على حصص مسيطرة من جمهور مشاهدة التلفزيون بالدول العربية التى تعمل بها بنسب تصل إلى 48 %، مقابل الشركات المنافسة الأخري بحسب شركة أبحاث أسوس.
أصول تتجاوز 7 مليار ريال:
تطور أداء مجموعة "أم بي سي" في عالم الإعلام بعدما نجحت في فرض سيطرتها على مجال البث التلفزيوني المجاني، والراديو، ليشمل أيضا إنتاج المسلسلات والأفلام لمنصات الفيديو حسب الطلب "شاهد"، وتشغيل منصات الألعاب.
هذا التطور الهائل في عالم الإعلام تظهره حجم أصول الشركة الضخم الذي يتجاوز 7 مليارات ريال، بالإضافة إلى شبكة عنكبوتية من الشركات التابعة يصل إلى نحو 35 شركة تعمل في مختلف أنحاء العالم.
لم تأخذ المجموعة "أم بي سي" شكل الشركة المساهمة، إلا بحلول عام 2023 مع تبني المملكة العربية السعودية رؤية 2030، بضرورة إعادة هيكلة اقتصاد المملكة، واعتماد على قطاعات أخرى في دعم نموها الاقتصادي كالأعلام بعيدا عن النفط.
إيرادات البث التلفزيوني تدعم" mbc":
جاء طرح مجموعة“ أم بي سي”، في الوقت الذي من المتوقع فيه أن يشهد قطاع الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط نموا مركبا خلال الفترة من 2022-2027 بنسبة 7.1 % لتصل قيمته السوقية إلى 22 مليار دولار.
سيدعم هذا النمو الهائل في قطاع الإعلام والترفية أنشطة الإعلانات عبر الإنترنت الفيديو المدفوع والموسيقي، بينما ستتراجع مساهمة الإعلانات التلفزيونية - بحسب برايس ووترهاوس كوبرز- ، والتي كانت لاعبا رئيسيا في إيرادات مجموعة أم بي سي طوال السنوات الماضية.
حققت المجوعة إيرادات بقيمة 3.49 مليارات ريال خلال2022، مقارنة بحجم إيرادات بلغ 2.8 مليار ريال في 2021، استحوذة منهم ايرادات الداعية والإعلانات التي تتنوع بين الإعلانات المقدمة عبر 13 قناة تلفزيونه، و إذاعة الراديو وعلى منصات الفيديو حسب الطلب شاهد على قيمة 1.3 مليار ريال.
وكانت الاعلانات عبر التلفزيون المساهم الأكبر من إجمالي حجم إيرادت الدعاية والاعلانات خلال 2022، بقيمة 1.2 مليار ريال، ولكن هي اقل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التى بلغت قتها 1.3 مليار ريال.
تحديات لجذب المعلنين:
وتواجه الشركة تحديا يتمثل في استمرار الحفاظ على تحقيق تلك الإيرادات مع بزوغ عصر السوشيال ميديا، إذ تنجذب إليه الشركات في الإعلان نظرا لأنه أقل تكلفة، ويصل إلى الجمهور المستهدف، كما أنه يمكن قياس نتائجه على عكس البث التلفزيوني، بالإضافة إلى عوامل الاقتصاد الكلي، المتمثلة في ارتفاع، نسب التضخم وانخفاض الطلب على الإعلانات، وتراجع قيم العملات أمام الدولار.
فمثلا لم تشهد إيرادات “mbc” من الإعلانات التلفزيونية تعافي خلال عام 2022، إلا في دولة واحدة المملكة العربية السعودية محققة نمو 10.3 % بسبب ازدهار حملات الدعائية للجهات الحكومية، بينما انخفضت في دولة الإمارات 16.7 % إلى 509 ملايين ريال بسبب عوامل الاقتصاد الكلي، وأثر انخفاض قيمة الجنيه في مصر على هبوط إيرادات الشركة من إعلانتها هناك 5.1 % إلى 250 مليون ريال.
تحاول أم بي سي مجارة التيار الدعائي الجديد مواقع التواصل الاجتماعي لاستمرار تعزيز مواردها من الاعلانات المصدر الرئيسي للإيرادات، بتركيز انشطتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاقدت مع شركات عالمية مثل جوجل والفيسبوك والتيك توك، بجانب جذب الاعلانات على منصة شاهد.
بلغت إيرادات الشركة من الإعلانات عبر مواقع التوصل الاجتماعي 62 مليون ريال، بينما من خدمات الوسائط المباشرة 46 مليون ريال.
الرهان على “ شاهد”:
تسعي"mbc "مع توقعات انخفاض إيرادات الاعلانات التلفزيونية بالمستقبل، وتنامي عصر السوشيال ميديا، إلى خلق إيرادات جديدة، من أعمال اخري مثل خدمات الفيديو بالطلب عبر منصتها شاهد.
ذلك بفضل الحجم الكبير من سكان الشرق الأوسط البالغ 477 مليونا، ونموهم المتزايد واستحواذ الشباب على النسبة الأكبر منه، الذين يفضلون مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت.
يقول سام بارنيت الرئيس التنفيذي للشركة خلال حواره مع العربية، "على مدر السنوات الماضية عرفنا جمهورنا بالبث التلفزيوني المجاني، ولكن بالنظر إلى منصتنا بالفيديو حسب الطلب فإننا نري نموا هائلا في المستقبل فنسبة اختراق الفيديو حاليا بالشرق الأوسط تقف عند 4 % مقارنة 80 % في أمريكا وأوروبا، ونحن في مركز قوي للاستفادة من هذا النمو الهائل في لتلك الخدمات في المستقبل، ما جعلنا نفتح الباب أمام المستثمرين ليشاركونا الأمر.
544 مليون ريال إيرادات شاهد:
بلغت إيرادات شاهد حسب" إم بي سي "، 544 مليون ريال في عام 2022 وهي تستحوذ على حصة 15 % من إيرادات المجموعة.
تتصدر" شاهد "سوق خدمات الفيديو حسب الطلب في الشرق الأوسط بحصة سوقية 23 % وبلغ عدد مشتركيها 2.9 مليون مشترك، يليها نت فليكس، ستارز بلاي، وآوي إس إن، وآي إتش إن.
قطاع أخرى تراهن عليه أم بي سي في نمو أعمالها وإيرادتها وهي ألعاب الإنترنت، التي بدأت المجموعة في دخول هذا النشاط في عام 2007 وتدير الآن منصة wizzo.
ومع مساعي المجموعة لتنويع إيراداتها لتحقيق الارباح، كان الدعم الحكومي من المملكة العربية السعودية المساهم الرئيسي في تحقيق الشركة أرباح خلال عامي 2020-2021، حيث سجلت أرباحا بلغت 16 مليون ريال و12.6 مليون ريال على الترتيب، ولكن في عام 2022 لم تسجل الشركة أي أرباح أو خسائر تذكر.
و لم تقم " mbc" توزيع أي أرباح على مدار 3 أعوام 2020-2021-2022 .
طلب قوي على أسهم “ mbc ”:
إلا أن الرهان على انتعاش خدمات الفيديو حسب الطلب، جذب اكتتاب الشركة الطلب العالمي من قبل المؤسسات المالية، وتم تغطيته 66 مرة، كما أن حجم الطلب القوي دفع الشركة لتسعير السهم عند الحد الاقصي في إكتتاب الافراد 25 ريال.
من المتوقع أن تحصل الشركة عبر طرحها 10 % من أسهمها من خلا زيادة رأسمال علي سيولة تجاوز 800 مليون ريال.
ستستخدم المجموعة مايتروح نسبته بين 25 إلى 30 % من أموال الاكتتاب التي ستجمعها في الإنفاق على تطوير محتوي “شاهد"، بالإضافة إلى سداد مديونية المستحقة وتعزيز السيولة والاستثمار في مبادرات جديدة.