تركز جهودها على يهود الولايات المتحدة .. وترفض مبدأ حق العودة
ما منظمة جي ستريت التي هددت بسحب دعمها للهجوم الإسرائيلي على غزة؟
مؤخرًا، أعلنت منظمة الضغط السلمية "جي ستريت" في الشرق الأوسط عن نيتها سحب الدعم عن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ضد حركة حماس، حال عدم حدوث تغييرات جوهرية في تنفيذ العملية، وذلك حسب بيان أصدرته الجماعة.
وحسب ما نشرته المنظمة، أوضحت أنها تتوقع رؤية تغييرات فورية على أرض الواقع في تصرفات حكومة إسرائيل خلال الحرب ومواقفها بعد الحرب، مؤكدة أن استمرار دعم "جي ستريت" التنظيمي للحملة العسكرية الحالية لإسرائيل يعتمد على إظهار حكومتها لدلائل فورية على التغيير في سلوكها ومواقفها.
تتابع بوابة الفجر كل ما يحدث داخل فلسطين وغزة، لا سيما جماعات الضغط والقوى المسيطرة داخل المجتمع الإسرائيلي، ومنها منظمة "جي ستريت".
كيف ظهرت مؤسسة جي ستريت خلال الحرب على غزة؟
في بيان رسمي، وحسب ما نشر موقع "روسيا اليوم" أن منظمة "جي ستريت" شددت على أن الدعم لن يستمر إذا لم يتم تحقيق التغييرات المطلوبة، معبرة عن قلقها البالغ إزاء تصرفات حكومة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو منذ استئناف القتال في الأسبوع الماضي.
وأشارت المنظمة إلى أنها تلتزم بدعم حق إسرائيل في الرد على الهجوم والدفاع عن نفسها، ولكنها تعبر عن قلقها البالغ بشأن التصرفات الحالية للحكومة الإسرائيلية.
ماذا لدينا عن جي ستريت؟
تأسست منظمة "جي ستريت" عام 2007 في الولايات المتحدة الأميركية، حيث نشأت كبديل صهيوني ليبرالي يتميز بمفهومه المغاير للوبي الصهيوني الأميركي الذي يعرف بنفوذه الواسع، الملقب بـ "إيباك"، الذي يندمج بشكل كبير مع أفكار ومشاريع اليمين دون أية رؤية نقدية.
تهدف المنظمة إلى تنظيم الحالة السياسية لمؤيدي إسرائيل ومؤيدي السلام، بهدف ضمان "إسرائيل آمنة وديمقراطية ووطنًا قوميًا للشعب اليهودي"، وفقًا لتعريفها لنفسها. تبرز في تعريفها هذا التأكيد على الطابع الصهيوني، حيث تسعى إلى الاندماج بين مصالح إسرائيل، التي تتمثل في الحفاظ على هويتها كوطن قومي يهودي، وبين تحقيق السلام عبر حلا يقوم على حل الدولتين وإنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، حسب مبادئها.
تركز المنظمة جهودها في الساحة الأميركية وفي أوساط يهود الولايات المتحدة، كونهم يحملون نفوذًا كبيرًا ويمتلكون قوة تأثير هائلة. يتسم توجهها اليميني بـ "إيباك"، مما يتسبب حتمًا في الإضرار بمصالح إسرائيل والجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وبالتالي يمثل تهديدًا لمصالح البلدين.
ما دامت تدعم الصهيونية.. ما المخاوف التي تثير قلق جي ستريت إزاء إسرائيل؟
أفادت منظمة "جي ستريت"، المنظمة السلمية اليهودية في الشرق الأوسط، بأنها تعتزم سحب دعمها للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ضد حماس، ما لم تتم إجراء تغييرات جوهرية في مجريات هذه العملية، مؤكدة في بيان لها أنه في حال عدم رؤية دلائل قريبة على تغييرات فعلية في سلوك إسرائيل خلال الحرب ومواقفها في مرحلة ما بعد الحرب، فإنها لن تستمر في دعم الحملة العسكرية الحالية لإسرائيل.
اقرأ أيضًا.. يهود يتنكرون من إسرائيل والصهيونية.. ماذا تعرف عن حركة ناطوري كارتا؟
تتضمن مخاوف جي ستريت ما يلي:
- منذ استئناف القتال الأسبوع الماضي، قامت القوات الإسرائيلية بتكثيف القصف الواسع وتقليل تدفق المساعدات الحيوية، مما أدى إلى ارتفاع مستويات المرض والجوع والموت بشكل غير مقبول على المستويين الاستراتيجي والأخلاقي.
- ومن وجهة نظر المنظمة، يعد ذلك غير مقبول لحلفاء إسرائيل الذين يحصلون على دعم أمريكي سخي، مطالبة بضرورة أن يتصرفوا بما يتوافق مع مصالح الولايات المتحدة وقيمها.
- المنظمة أعربت أيضًا عن قلقها بشأن تصرفات حكومة نتنياهو، مشيرة إلى أنها لا تظهر أي اهتمام بقمع العنف غير القانوني وسلوك البلطجية في الضفة الغربية، وتقليل مجهودها في فتح قنوات إغاثة إنسانية في غزة، وعدم التحلي برغبة حقيقية لتقليل الخسائر المدنية.
هل يمكن القول بأن جي ستريت منظمة تهدف لصالح الحركة الفلسطينية؟
في الواقع لا يمكن الجزم كاملًا، بأنَّ في الغرب من يسعى نحو استقلال تام الأراضي الفلسطينية أو التحرر الكامل من الاحتلال الصهيوني، وبخاصة بعد البيان الخماسي القائل بدعم إسرائيل، والذي ضمَّ "الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا"، الذي صدر أعقاب السابع من أكتوبر أو عملية طوفان الأقصى بقيادة المقاومة الفلسطينية "حماس"، وذراعها العسكري كتائب القسَّام.
ولكنَّ ظهور "جي ستريت" تزامن مع توسّع الحركة الفلسطينيّة في الولايات المتّحدة، ومع تنامي الوعي عمومًا حول أهميّة نبذ العنصريّة والعداء للعرب والمسلمين، ومع تصاعد تحالف ترامب- نتنياهو، وأن هذا الحضور القوي لم يعد يسوغ للـ "الصهاينة الليبراليين المواءمة بين صهيونيّتهم في المسألة الفلسطينيّة، وبين مواقفهم الديمقراطيّة في الشؤون الأميركيّة".
ويبدو أن حركة "جي ستريت" تريد "مواءمة الصّهيونية والليبرالية" وجعلها ممكنة، خاصة وأنَّ موقفها وأن موقفها من حل القضية الفلسطينية يستثني حق العودة - مثلًا- بالنسبة للفلسطينيين، بالإضافة إلى إصرارها على "يهودية وديمقراطية" إسرائيل وأن تبقى "ذات أغلبية سكانيّة يهوديّة"، وهو ما يبدو ضمن تأييدها. وهذا يرى الكثيرون أنه تبنيًا للخطاب الصّهيوني الكلاسيكي، الذي يصر ويعمل على التفوق الديمغرافي "جنس، ومراحل عمرية،.. إلخ" لصالح أغلبية اليهود داخل إسرائيل".