بنكهة خدمية لرعاياها
قبل انتهاء العام 2023.. كيف تمكنت المملكة من تطوير مشروعات سعودية تخدم الداخل وتدفع الريادة الخارجية؟
الناظر في أمر المملكة العربية السعودية، يجد أنَّه لا شك في نجاح طريقها على مستوى الريادة التنموية والاقتصادية الخارجية، والتي كان لها دورًا فعَّالا في الدفع بالريادة الخارجية للدولة أمام المجتمعات الخارجية الخليجية والعربية، وما لفت أنظار العالم لديها.
في هذا التقرير تلقي بوابة الفجر الإلكترونية الضوء على أهم مشروعات الريادة التنموية داخل المملكة، والتي استطاعت بجهودها الحكومية القديرة أن تبرز دور السعودية بين مصاف العالم العربي والمجتمع الدولي الاقتصادي، هذه الجهود تمت في عهد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
دعنا قبل أي شيء ننظر إلى المجتمعات والمنظمات الدولية أنَّها رجلٌ بعينين ثاقبتين ورأس يدور اليمنى واليُسرى يبحث عن جديد التنمية داخل النظم والدول المختلفة، ودعنا نشبِّه الريادة والاستثمار بأن محيطًا كبيرًا تتاسبق فيه لديها الأمم الراغبة والطامحة في تحقيق النجاح.
تقول الجملة الأشهر: "تمتاز المملكة العربية السعودية بأنها بلاد الحرمين، ما يجعل الأنظار تلتفتُ إليها"، بالإضافة إلى ذلك تمكنَّت المملكة من تكوين هُية اقتصادية بصبغة سعودية، تضفي عليها مذاقًا خاصًا لدى المستثمر، والدليل فوز ملف المملكة باستضافة المعرض إكسبو 2030 الرياض خلال الفترة من أكتوبر 2030 حتى مارس 2031، وتمكنها من تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار، والإسهام بأداء دورٍ فاعلٍ وإيجابي لغدٍ مشرق للبشرية؛ من خلال توفير منصة عالمية تسخر أحدث التقنيات وتجمع ألمع العقول؛ بهدف الاستثمار الأمثل للفرص وطرح الحلول للتحديات التي تواجه كوكبنا اليوم.
وفي غضون عام 2023، يمكن حصر أهم مشاريع الريادة الاستثمارية والتنموية والتي يمكن استعراض أهمها فيما يلي:
مشروع المكعب
أعلن ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، عن مشروع المكعب الذي يمثل شركة تطوير المربع الجديدة في المملكة العربية السعودية. يتكون المشروع من مبنى عملاق يحمل اسم "المكعب" ويهدف إلى أن يكون رمزًا عالميًا وحضاريًا لمدينة الرياض.
يمتد المشروع على مساحة 19 كم مربع ويتوقع الانتهاء منه بحلول عام 2030، مقدمًا 334 ألف فرصة عمل ودعمًا بقيمة تقارب 180 مليار ريال سعودي للناتج المحلي غير النفطي.
برنامج المملكة لرواد الفضاء
أطلقت وكالة الفضاء السعودية برنامج المملكة لرواد الفضاء بهدف تأهيل كوادر متمرسة لاستكشاف رحلات فضائية قصيرة وطويلة المدى، بالإضافة إلى المشاركة في الأبحاث العلمية والتجارب الفضائية الدولية.
استهدف المشروع "المملكة لرواد الفضاء" أيضًا الاستفادة من الفرص الواعدة في قطاع الفضاء والمساهمة في الأبحاث ذات الأولوية الاجتماعية والبيئية.
مشروع ذا لاين
يُعَدُّ مشروع "ذا لاين" ثورة في الحياة الحضرية، حيث تتميز المدينة بفرضيتها الفريدة من نوعها، حيث تخلو من الشوارع والسيارات، مما يقلل من الانبعاثات الكربونية، وتُزوَّد المدينة بالكامل بطاقة متجددة بنسبة 100%.
يُتوقع أن تشكِّل المساحات الطبيعية المحمية 95% من إجمالي مساحة نيوم، وتصمم وسائل التنقل والبنية التحتية لخدمة الإنسان. يشمل المشروع مدينة بعرض 200 متر، وطول 170 كيلومترًا، وارتفاع 500 متر فوق سطح البحر، وستستوعب تسعة ملايين نسمة، مع نظام متكامل للتنقل عبر قطار فائق السرعة.
السيارات الكهربائية "سير"
أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق أول علامة تجارية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة، والتي أُطلِقَ عليها اسم "سير". تهدف هذه العلامة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية بقيمة تصل إلى 562 مليون ريال سعودي، وتوفير 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، والمساهمة في الناتج المحلي بما يقارب 30 مليار ريال سعودي بحلول عام 2034.
الشركة هي مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة فوكسكون، وتستفيد من تراخيص شركة "بي إم دبليو" لتكنولوجيا السيارات الكهربائية.
مشروع المسار الرياضي
يعتبر مشروع المسار الرياضي أحد المشاريع الكبرى في مدينة الرياض التي أطلقها الملك سلمان بن عبد العزيز في مارس 2019. يمتد المشروع على طول يتجاوز 135 كيلو مترًا، يضم أكثر من 4.4 مليون متر مربع من المساحات الخضراء ويشمل ما يزيد عن 50 موقعًا للرياضات ومعالم فنية.
يسعى المشروع إلى تطوير البنية التحتية لخدمة الرياضيين ويقدم فرصًا للاستثمار والترفيه.
مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية
يعد مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية إحدى مشاريع الطاقة المتجددة في المملكة، ويسجل أقل تكلفة لشراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في العالم. يقع في منطقة مكة المكرمة ويتكون من وحدات الطاقة الشمسية المثبتة على متعقبات تتبع الشمس.
يتوقع أن يسهم في تزويد العديد من الوحدات السكنية بالطاقة الكهربائية بتكلفة استثمار إجمالية قدرها 8.3 مليار ريال سعودي.
مشروع السودة للتطوير
يتمثل مشروع السودة للتطوير في تطوير وجهة جبلية سياحية فاخرة في السودة وأجزاء من قرية "رجال ألمع". يهدف المشروع إلى تحقيق معايير الاستدامة البيئية ويشمل مجموعة واسعة من المنشآت الفندقية والترفيهية. فمن المتوقع أن يساهم في توفير آلاف الوظائف وتحقيق إسهامات اقتصادية كبيرة بحلول عام 2033.
اقرأ أيضًا: "للمسح والتنقيب الأثري".. برنامج عمل مشترك بين السودة للتطوير وهيئة التراث
بوابة الدرعية
تُعَدّ بوابة الدرعية واحدة من أهم المشاريع الثقافية والسياحية والتعليمية والترفيهية في العالم. يشمل المشروع بناء فنادق، ومتاحف، ومعالم ثقافية، ومطاعم عالمية، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة ومتكاملة.
تطوير العلا
يُعَدّ تطوير العلا واحدًا من المشاريع السياحية الكبيرة في شمال غرب المملكة. يتوقع أن يجذب المشروع ملايين الزوار ويسهم بشكل كبير في الناتج المحلي وخلق فرص عمل جديدة.
تأثيرات مشارع المملكة
من المتوقع أن تحقق المشاريع والمبادرات الكبيرة في المملكة العربية السعودية تأثيرًا هائلًا على الاقتصاد والمجتمع السعودي. من الناحية الاقتصادية، يتوقع أن تسهم هذه المشاريع في إيجاد ملايين فرص العمل وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي. على سبيل المثال، يُتوقع أن يخلق مشروع البحر الأحمر 70،000 وظيفة خلال مرحلة البناء و35،000 وظيفة دائمة بعد الانتهاء.
من الناحية الاجتماعية، من المتوقع أن تحسن هذه المشاريع جودة حياة المواطنين السعوديين. فإن تطوير وجهات سياحية جديدة مثل AMAALA سيخلق فرصًا جديدة للترفيه والتسلية. وسيساهم ترميم منطقة الدرعية التاريخية في الحفاظ على التراث الثقافي للبلاد.
من الناحية البيئية، تم تصميم هذه المشاريع لتكون مستدامة، حيث يعتمد مشروع نيوم على مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويتم تصميمه بطريقة تقلل من تأثيره البيئي.
مما سبق استعراضه يترائى لدى المستثمر، وكذلك القارئ المهتم أو المتعرِّض بشكل عفوي، أنَّ العام 2023 كان نقطة فارقة في منعطف تارخي أعلى لدى المملكة العربية العودية على المناحي الاستثمارية والتنموية الساعية في طريق الاستدامة، ومن ثمَّ النظر نحو مستقبل أكثر فعالية اقتصادية.