حكم تربية كلب الحراسة.. بين الحاجة والاحتياطات
تختلف حكم تربية الكلاب واقتنائها بين المسلمين وفقًا للأغراض المختلفة التي يُراد منها تحقيقها. في هذا المقال، سنتناول حكم تربية الكلب لأغراض الحراسة والصيد، وسنستعرض الأدلة الشرعية المتعلقة بهذا الأمر.
فيما يتعلق بتربية الكلب لأغراض الحراسة، يجوز للمسلم أن يقوم بذلك ويمتلك كلبًا لهذه الغاية، وهذا ما يتفق عليه أهل العلم. ويُدعم هذا الحكم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضَارِيًا لِصَيْدٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَيْنِ" [٢]. هذا الحديث يشير إلى جواز تربية الكلاب الحراسة ويحذر من تربيتها لأغراض أخرى.
أما فيما يتعلق بتربية الكلب لأغراض الصيد، فإنه يجوز للمسلم اتخاذ كلبًا لهذه الغاية وتربيته. ويدعم هذا الحكم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضَارِيًا لِصَيْدٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَيْنِ" [٢]. كما يُشير القرآن الكريم في قوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" [٤]. يُشير هذا الالآية إلى أن الطيبات أُحلت للمسلمين، والجوارح المكلبة تُعلم وتُستخدم في الصيد.
ومع ذلك، يجب على المسلم أن يأخذ بعض الاحتياطات عند تربية كلب الحراسة أو الصيد. على سبيل المثال:
1. التأكد من أن الكلب مغذٍّ بشكل جيد ويحصل على الرعاية الصحية اللازمة. يجب توفير الغذاء الملائم والماء النظيف والتطعيمات اللازمة والرعاية البيطرية الدورية.
2. تدريب الكلب على الأوامر الأساسية والسلوك السليم. ينبغي تعليم الكلب الأوامر مثل الجلوس والبقاء والعودة وغيرها، بالإضافة إلى تعليمه سلوكيات صحيحة أثناء التعامل مع الناس والحيوانات الأخرى.
3. ضمان سلامة الآخرين والمحافظة على النظام العام. يجب أن يتحمل المسلم مسؤولية التحكم في كلبه وضبطه، وضمان عدم تعرض الآخرين للضرر، سواء كان ذلك عن طريق تأمين الكلب بسور أو أقفاص أو بواسطة استخدام القيود والحزام.
4. احترام حقوق الحيوانات ورفق التعامل معها. يجب على المسلم التأكد من أنه يعامل الكلب بلطف ورفق، وأنه يوفر له الرعاية اللازمة والمكان المناسب للعيش والنشاط.
5. الابتعاد عن استخدام العنف أو الضرب في تدريب الكلب. يجب أن يتم تدريب الكلب بأساليب إيجابية والاعتماد على التحفيز والمكافأة بدلًا من العقاب الجسدي.
في الختام، يُسمح بتربية كلب الحراسة أو الصيد في الإسلام، ولكن يجب أن يتم ذلك وفقًا للأحكام الشرعية وباتباع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الكلب والآخرين واحترام حقوق الحيوانات.