الشرطة الإسبانية تحقق في احتمال وجود صلة بين إيران وإطلاق النار على سياسي سابق
هل تورطت إيران في محاولة اغتيال سياسي أسباني سابق ؟
يتعافى السياسي الإسباني اليميني والمشرع الأوروبي السابق "أليخاندرو فيدال كوادراس" في المستشفى بعد إصابته برصاصة في وجهه في أحد شوارع العاصمة مدريد، وبعد أربع ساعات من إطلاق النار، قال مستشفى جامعة "جريجوريو مارانيون" العام بمدريد، إن الرصاصة كسرت عظم فك "كوادراس"، وإنه سيخضع لعملية جراحية وأنه في حالة مستقرة وأن حياته ليست في خطر.
وقالت الشرطة إنها لا تستبعد أي نظريات حول الهجوم الذي وقع بعد ظهر الخميس، بما في ذلك احتمال وجود صلة بعلاقات "كوادراس" مع المعارضة الإيرانية.
حيث صرح مصدر في الشرطة قريب من التحقيق لوكالة "أسوشيتد برس" أنه لا يوجد دليل يدعم تورط إيران في الحادث، مشيرًا إلي انضمام فرقة إقليمية تتعامل مع قضايا الإرهاب والتطرف للمحققين في القضية بوقت متأخر من مساء الخميس، لبحث الدوافع المحتملة.
وتعرض فيدال كوادراس، 78 عامًا، للهجوم في منتصف ظهر الخميس بالقرب من منزله في العاصمة وكان واعيًا عندما نقلته أطقم الطوارئ إلى المستشفى، وبحسب بيانات محلية لم يتم اعتقال أي شخص عللى الفور وتقوم الشرطة بفحص كاميرات المراقبة وروايات الشهود للتعرف على مطلق النار الذي شوهد وهو يرتدي خوذة سوداء، وكان المشتبه به قد أطلق رصاصة واحدة قبل أن يلوذ بالفرار على دراجة نارية يقودها شخص أخر، حيث عثر الأجهزة المعنية على الدراجة النارية محترقة في وقت لاحق على مشارف مدريد.
من هو "كوادراس"
كان "فيدال كوادراس" عضوا في حزب الشعب المحافظ في إسبانيا، وزعيمه الإقليمي في كتالونيا، وعضوا في البرلمان الأوروبي قبل أن يغادر بعد ثلاثة عقود عندما اختلف مع رئيس الوزراء آنذاك "ماريانو راخوي".
وبعد انفصاله عن الحزب ساعد في تأسيس حزب "فوكس" اليميني المتطرف، وغادر الحزب الجديد بعد فترة وجيزة من محاولته الفاشلة للفوز بمقعد في البرلمان الأوروبي في عام 2014.
وكجزء من حياته السياسية، كان فيدال كوادراس متحالفاً على مدى عقود مع المعارضة الإيرانية في المنفى وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وهي مزاعم طرحتها طهران، حيث أعلنت الخارجية الإيرانية يناير الماضي فرضها عقوبات على "كوادراس" وآخرين لهم علاقات مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بتهم "دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية".
وانتقد "كوادراس" في كلمة له بمؤتمر لمجاهدي خلق في بروكسل منتصف سبتمبر الماضي، مسؤولي وزعماء الاتحاد الأوروبي لأنهم لم يكونوا أقوياء بالدرجة الكافية في معارضتهم لإيران ودعمهم للمعارضة في المنفى.
وكتبت "مريم رجوي" زعيمة مجاهدي خلق على منصة "إكس": "ترى المقاومة الإيرانية أن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران هي المتهم الأول في هذه القضية، حيث كرس البروفيسور فيدال كوادراس جزءًا مهمًا من حياته لمحاربتها".