حمادة سعد يكتب: حلم الشعب الفلسطيني يكشف عن حقيقة الكيان الصهيوني
أصبح سماع صوت دوي الانفجار داخل مستوطنات الاحتلال الإسرائيلية، يبث الفزع في قلوب سكنها، الصوت الذي يجعل الجميع يقفزون من أماكنهم، يترفع صوت صفارات الإنذار في كل مكان في الوقت الذي يهرول فيه الجميع إلى الملاجئ خشية الموت.
ليذوق بهذا جيش الاحتلال الإسرائيلي وسكان المستوطنات الإسرائيلية، طعم الألم الذي ذاقه الشعب الفلسطيني خلال سنوات طويلة من القصف والقمع دون سبب أو ذنب، حتى أصبح سماع صوت دوي إطلاق النار أو الانفجارات شئ اعتيادي داخل قطاع غزة المدن الفلسطينية.
وقد مرت سنوات طويلة، يسقط فيها يوميًا شهداء فلسطينيين لا ذنب لهم سوى أنهم دفعوا عن وطنهم، الذي لا ما دام حلموا أن ينعم بالاستقرار والأمان وخروج دولة الاحتلال منه، وأن تعود دولة فلسطين مجددًا ملكًا للفلسطنيين أنفسهم وليس أحد غيرهم.
ولكن مع مرور الوقت بدأ يتلاشى الحلم شيئًا فشيئًا، حيث بدأت خلال الأعوام الأخيرة بعض الدول العربية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، متناسية القضية الفلسطينية الذي تنادي بها الكثير ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي تدعمه معظم دول أوروبا بالغالي والنفيس من أجل استمراره وزيادة توحشه في الأراضي العربية.
وبرغم تهاون بعض العرب تجاه القضية الفلسطينية، لم يتهاون الشعب الفلسطيني ثانية واحدة إتجاه استرداد أرضه مجددًا، وطرد جميع من دنثها خلال أعوام متعاقبة، ليسطر مع بذوغ شمس كل صباح الشعب الفلسطيني معارك بطولية تذوق فيها قوات الاحتلال طعم الألم والبأس والمعاناة، وفقدان الأمان في أرض تم نزعها من أهلها علنا.
واستمرارًا في تسطير التاريخ البطولي للشعب الفلسطيني، شنت قوات الجهاد الفلسطينية هجومًا غير مسبوق على العدو الصهيوني، لتنزع من عليه غطاء الوهم الذي ظل يردده ويتغنا به سنوات وسنوات، حتى أفاق على طعم الألم الذي أذاقه إليه الشعب الفلسطيني في الساعات الأولى من صباح يوم السبت الماضي السابع من شهر الأمجاد والانتصارات المسمى عند البعض بشهر أكتوبر.
لتسجل دولة الاحتلال الإسرائيلي نتيجة لهذا الهجوم البطولي أعلى حصيلة لعدد قتلى ومصابين منذ حرب السادس من أكتوبر عام 1973، متجاوزة عدد القتلى في حرب 1967، ليلقى الكيان الإسرائيلي في ساعات قليلة نفسه في كارثة حقيقية لم يكن ليتوقع حدوثها يومًا ما.
ولكن لم تتوانى كثيرًا الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، في تقديم يد العون والمساعدة لإسرائيل ضاربة بكل المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية عرض الحائط، معلنه الدعم الكامل السياسي والعسكري للكيان الصهيوني، لتستمر في مواصلة غض الطرف عن المجازر التي ارتكبها النظام الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني.
وبرغم ذلك، مازالت الدولة المصرية تسطر بأحرف من ذهب التاريخ، الذي لا ما دام حافل بالدعم والمساندة لجميع الأشقاء العرب دون استثناء، وذلك بعدما تجاهلت الدولة المصرية جميع التحذيرات التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتقوم الحكومة المصرية بإرسال قوافل طبية ومساعدات إنسانية عاجلة لقطاع غزة، مؤكدة أن مصر ستظل دومًا هي السند الأول لجميع العرب في جميع أنحاء العالم على مر العصور.