من صفر تمثيل بالبرلمان إلى دعم الطنطاوي.. أين حزب التحالف الشعبي الاشتراكي؟
نحو 12 عامًا هو عُمر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الذي خرج من رحم ثورة 25 يناير، وهو واحد من الأحزاب السياسية اليسارية التي تأسست أعقاب الثورة، لكنه يُعد أول حزب يساري تم الاعتراف به قانونًا في أكتوبر 2011.
تأسس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي على يد أبو العز الحريري، وعبدالغفار شُكر، وعدد من الأعضاء البارزين، ويعتبر هذا الحزب مُنشق عن حزب التجمع اليساري بعد أن حدثت خلافات داخلية اعتراضا على سياسة قيادته.
أول انتخابات تشريعية للحزب عقب تأسيسه
نجح الحزب في تأسيس تحالف "الثورة" بالاشتراك مع عدد من الأحزاب، وذلك بعد أن انسحب من تحالف الكتلة المصرية، وخاض الحزب أول سباق انتخابي في 2011/2012، وهي انتخابات مجلس الشعب، وفاز التحالف حينها بـ 7 مقاعد.
حالة من الخمول والضعف
فبعد أن شهد الحزب حالة من النشاط والانتعاش أعقاب تأسيسه بعد ثورة 25 يناير، وتمكن من الحصول على عدد من مقاعد برلمان 2012، لكنه سرعان ما تحول هذا النشاط إلى حالة من الضعف والخمول فلم يعد للحزب أي نشاطات تُذكر على الساحة السياسية.
فالمراقب لأداء الحزب يجد أنه لم يعد يمارس أي نشاطات سوى داخل جدران مقراته، وجميعها أصبحت تتمثل في المعارضة فقط بالاشتراك مع الأحزاب الأخرى التي تنتهج نفس النهج المعارض ومنها أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية.
التمثيل البرلماني للحزب
ففي برلمان 2015، اتخذ الحزب قرار بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وذلك لعدم تنفيذ مطالب الحزب في ذلك الوقت بعد مقتل الشهيدة شيماء الصباغ عضو الحزب، وكذلك مطالبتهم بتعديل قانون الانتخابات
ولم يحظى الحزب بالتمثيل في المجلس الحالي، وأصبح التمثيل البرلماني للحزب صفر في برلمان 2021 بغرفتيه "النواب والشيوخ".
تراجع أداء الحزب
وفي هذا السياق، أكد الدكتور زهدي الشامي، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أنه لا يوجد أي تراجع للحزب، وما زال متواجدًا على الساحة السياسية في حدود ما هو متاح، مشيرًا إلى أن القياس الحقيقي للتواجد السياسي والحزبي يتم من خلال العلاقة بالشارع المصري والتفاعل مع المواطنين، وفي ذلك يَدَّعي كل طرف ما يريد مادام النظام السياسي مُغلق.
التمثيل بالبرلمان ليس هو المعيار
وأضاف "الشامي" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن التمثيل بالبرلمان ليس هو معيار التراجع أو التقدم بالنسبة للأحزاب السياسية، مشيرًا إلى أن الحزب هو من رفض النزول على قوائم حزب "مستقبل وطن"، وكذلك رفضه لنظام الانتخابات بالقائمة المطلقة.
لم نقبل الوجود الوهمي
وأوضح نائب رئيس حزب التحالف الشعبي، أن البعض قبل بذلك، ونحن في الحزب عُرض علينا المشاركة لكننا لم نقبل هذا الوجود الوهمي، وكذلك رفضنا الوجود بمجلس الشيوخ الذي أتى نتيجة التعديلات الدستورية، لافتًا إلى أن ما يوجد حاليا هو تمثيل وهمي لاتجاهات الرأي العام.
وتابع "الشامي"، قائلًا: النظام السياسي غير متاح به تنافس حقيقي يوضح الأوزان الحقيقية، ومع ذلك فحزب التحالف مع كل هذه الظروف له من التواجد والمواقف ما يؤثر في كتلة مهمة من الناس، وهي الكتلة التي ليست مرتبطة بسياسات النظام.
نعمل في حدود المتاح
وأوضح أن الحزب يعمل على ملفات عديدة في حدود ما هو متاح، حيث أن اللقاءات والأنشطة الجماهيرية المفتوحة مُقيدة ولا يسمح للأحزاب باللقاءات في قاعات عامة أو بالجامعات.
واختتم قائلًا: نجتهد بقدر الإمكان لطرح رؤى سياسية سواء منفردين أو مع بعض حلفاؤنا بالحركة المدنية الديمقراطية، وانتهينا لمحاولة دعم المرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي في عمل التوكيلات إلى أن يتضح الأمر بالنسبة للانتخابات الرئاسية.
الرئيس الحالي لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي
في عام 2017، استطاع مدحت الزاهد الفوز برئاسة الحزب، خلفا لـ "عبدالغفار شكر"، وفاز بمنصب نائبي رئيس الحزب حينها كل من عبدالناصر إسماعيل وزهدي الشامي.
واستطاع "الزاهد" الاحتفاظ بمنصب رئيس الحزب في الانتخابات التي أجريت العام الماضي، لانتخاب رئيس الحزب وأعضاء المكتب السياسي، وحصد مقعدي النواب، طلعت فهمي وإلهامي الميرغني.
المشاركة في الحوار الوطني
أعلن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، انسحابه من المشاركة في الحوار الوطني، مبررًا ذلك بعدم تنفيذ مطالب الحركة المدنية الديمقراطية، واصفًا الحوار الوطني بأنه حوار سياسي بين السلطة والمعارضة لمواجهة الأزمة الحقيقية التي تعيشها البلاد، والذي ينبغي أن يجري على أساس التكافؤ، ويشمل القضايا الجوهرية الرئيسية التي تشكل مدخلا لإصلاح سياسي واقتصادي لتجاوز الأوضاع الحالية، بما في ذلك الدستور والسياسة الخارجية والأمن القومي.
موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية
أعلن الحزب بالإجماع، برئاسة مدحت الزاهد، دعمه للمرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي، ووجه أعضاءه لتحرير توكيلات له، مع فتح مقار الحزب في محافظات الجمهورية لاستقبال أنشطة الحملة وفعالياتها طوال فترة الدعاية الانتخابية.